عندما أقدم على وظيفة وأذهب للمقابلة ينتابني خوف وضيق ودوخة ومغص!!

0 350

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على موقعكم المتميز.

عمري 25 عاما, كنت طالبا طموحا ومجتهدا, أعاني منذ 3 سنوات من ضيق التنفس عندما أدخل المحاضرات, وتأتيني دوخة وغثيان, بقي هذا الأمر معي حتى تخرجت من الجامعة.

اكتشفت أن الحالة في تطور, فعندما أقدم على وظيفة وأذهب للمقابلة الشخصية يأتيني خوف ودوخة وضيقة ومغص, لكن الحمدالله على كل حال, والآن لم أعد أخرج مع الأهل, ولا أمشي معهم, ولا أستطيع الذهاب للمناسبات.

أحيانا أحاول أن أذهب للمناسبات وأغصب نفسي على ذلك, وعندما أقابل الناس يختفي كل شيء.

أيضا لم أعد أستطيع السفر, ولا الذهاب خارج المنطقة التي أنا فيها, ولا الابتعاد عن البيت, رغم أني كنت دائم الخروج من البيت, والآن دائما مريض ومكتئب, وأعاني من الوساوس.

أتمنى أن تفيدوني, وأتمنى التواصل مع الدكتور محمد عبدالعليم ولو عن طريق التلفون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي رسالتك طيبة وواضحة, وأنت أوضحت فيها مراحل الأعراض النفسية التي مرت بك, والضيقة كانت هي البداية، وهي دليل على وجود القلق, والأعراض الجسدية كالدوخة والغثيان حين تكون مصحوبة بالضيقة هنا تكون الحالة نفسوجسدية, بمعنى أنه توجد مكونات جسدية ومكونات نفسية في نفس الوقت, وهذا أيضا سمة من سمات القلق, وبعد ذلك ظهرت لك أعراض المخاوف, وهذه المخاوف تحمل صفات ما يسمى بالخوف الاجتماعي, لكن الحمد لله تعالى هي من الدرجة البسيطة.

عدم مقدرتك على السفر أو الخروج من المنطقة هذا أيضا ناتج من مخاوف تسمى مخاوف الساحة, وهي أيضا درجة بسيطة كما ذكرت, ولديك أيضا شيء من الوسواس، أرجو أن لا تنزعج لهذه المسميات الكثيرة، وكل الذي بك نسميه قلق المخاوف وتربطه به وساوس ويؤدي حتى إلى عزلة اجتماعية في بعض الأحيان وليس أن الإنسان افتقد مهاراته للتواصل.

أيها الفاضل الكريم: أنت ذكرت نقطة علاجية مهمة جدا ... في بعض الأوقات تذهب إلى المناسبات وتغضب على نفسك, ويوم تقابل الناس يختفي كل شيء هذا هو العلاج، العلاج عن طريق ما يسمى بالتعريض, والتعريض يعني أن لا تتجنب مصدر الخوف, وحين يتعرض الإنسان لموقف معين سوف يحس بشيء من القلق, ولكن بعد ذلك يذهب هذا القلق, وفي المرة التي تليها سوف تتحس أكثر, حتى بدايات القلق سوف تكون أقل, والاستمرار في المواجهة والتواصل هذا مهم جدا, وهذا من مبادئ العلاج السلوكي.

من الملاحظات أن حضور صلاة الجماعة خاصة في الصف الأول هي من المسائل الطيبة جدا في القضاء على الخوف الاجتماعي, يا أخي الكريم: كن حريصا على تلك، ومن الملاحظات أيضا ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مع مجموعة من الشباب إذا استطعت أن تمارسها مرة أو مرتين في الأسبوع هذا سوف يعطيك مساحة كبيرة جدا من الراحة النفسية, وتحس أن تواصلك الاجتماعي قد أصبح أفضل.

هنالك ما نسميه بتطوير المهاراتك الاجتماعية وهي أمور بسيطة جدا نمارسها يوميا في حياتنا، حين تقابل أحدا دائما ابدأ بالسلام, وأن تحيي بتحية أحسن منها حين يبدؤون بالسلام عليك, وتبسمك في وجهة أخيك صدقة كبيرة, وزد على ذلك التواصل الاجتماعي المحبب وهي مهارة اجتماعية بسيطة، بر الوالدين وجد أنه يسهل على الإنسان كثيرا في تطوير مهاراته وقبوله من جانب الآخرين, وكذلك صلة الرحم كلها أمور عظيمة, وأثبت أن العلوم السلوكية الحديثة أنها بالفعل وسائل ومفاتيح كبيرة للعلاج, لكن للأسف لم نهتم بها كثيرا, لا من الناحية البحثية ولا من الناحية التطبيقية.

أخي الكريم: أرجو أن تطبق ما ذكرته لك, إن شاء الله تجد فيه فائدة كبيرة جدا، هنالك أيضا تمارين الاسترخاء وهي تمارين جيدة وفاعلة (2136015).

أيتها الفاضل الكريم: أنت محتاج إلى علاج دوائي وسوف أصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف والوساوس, وسوف تفيدك كثيرا, من أفضل هذه الأدوية دواء يعرف باسم لسترال واسمه العلمي هو سيرترللين, فيمكنك أن تتحصل عليه, فهو لا يحتاج إلى وصفة طبية, ابدأ في تناوله بنصف حبة أي (25) مليجراما, تناولها ليلا بعد الأكل, وبعد عشرة أيام ارفعها إلى حبة كاملة, واستمر عليها لمدة ستة أشهر, ثم خففها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: أرجو أن تأخذ هذه النصائح مع بعضها البعض, يعني طبق ما ذكرت لك من ارشاد سلوكي, وتناول الأدوية في ذات الوقت, وأود أن أنبهك على أمر بسيط جدا وهو ضرورة البحث عن العمل, فالعمل يجعل للإنسان قيمة كبيرة, ويحس بالرضا, وهو وسيلة للتفاعل الاجتماعي, وإن شاء الله تعالى يفتح لك أبواب الرزق, فكن حريصا على ذلك, ونشكرك أخي على تواصلك مع إسلام ويب، ونأسف جدا لبعض التأخير في الرد عليك وذلك نسبة لبعض الظروف الفنية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات