السؤال
السلام عليكم.
تحياتي للدكتور محمد, جزاه الله خيرا عن كل ما يعمله لمساعده إخوانه المرضى, وكذلك للقائمين على الموقع.
أنا مصاب بالفصام الزوراني نتيجة إدماني لمادة الحشيش اللعينة, وأستخدم أنفيجا 6 مل, والحمد لله سيطرت على المرض بنسبة كبيرة, ولكني عانيت من الاكتئاب والمخاوف المصاحبة للذهان, وبدأت باستخدام سيروكسات 20 مل حبة واحدة فتحسنت من المخاوف والاكتئاب, وسبب اختياري للسيروكسات؛ لأنه لا يدفع نحو الهوس, إلا أنه نشط لدي الذهان, فرفعت جرعة الأنفيجا إلى 9 مل, والحمد لله الأمور على خير نسبيا.
المشكلة أنني حينها قررت الزواج, وإكمال نصف ديني, والخروج من القوقعة التي كنت فيها, فذهبت إلى الطبيب ونصحني بعلاج الدوستينكس لخفض هرمون البرولاكتين, ولكني حين جمعته مع السيروكسات صارت تأتيني حالة من الهلوسة والوساوس الشديدة, لم أجد لها تفسيرا إلا أن الدوستينكس يعمل على الدوبامين, والسيروكسات أيضا كذلك ينظم الدوبامين, أريد رأيك - دكتورنا الفاضل - هل أغير السيروكسات باللسترال لأنه لا يعمل على الدوبامين وأستطيع أن أستخدم معه الدوستينكس أم ماذا؟ لا أريد تغيير الأنفيجا؛ لأني استخدمت من قبل سيروكويل وزيبركسا فكنت أنام طوال اليوم.
أرجو النصح والإرشاد, فأنا أفكر في موضوع الرغبة عقب الزواج كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، والحمد لله تعالى أنك مدرك لحالتك إدراكا جيدا, وأقول لك: إن استجابتك للعلاج أي عقار الإنفيجا ممتازة جدا, وقد وصلت لهذه النتيجة من خلال ما أوردته في رسالتك؛ حيث إن العلة الذهانية التي تعاني منها - كما ذكرت - لم تؤكد، والحمد لله على إداركك واستبصارك وارتباطك بالواقع, وهذا من فضل الله ورحمته.
أما فيما يخص الجانب الوجداني لديك: فيعرف في بعض الحالات أن مرض الفصام قد يتأتى معه شيء من عسر المزاج, وهذا غالبا ما يكون عارضا وعابرا, وينتهي إن شاء الله, ونحن نشجع الناس دائما على الآليات السلوكية للخروج من مثل هذه الحالات, وليس الاعتماد على الأدوية فقط.
السلوكيات المطلوبة هي: التفكير الإيجابي, وعدم تقبل الفكر التلقائي السلبي, وأن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة, وأن تمارس الرياضة, والحرص على الصلاة في وقتها, والدعاء وتلاوة القرآن, وهذه مدعمات أساسية, وأنا أعرف أنك حريص - إن شاء الله عليها - لكن وددت أن أذكرك وأذكر نفسي.
بالنسبة لتناول الأدوية المضادة للاكتئاب مثل: الزيروكسات, هذا الموضوع حوله الكثير من الخلاف, ويقال: إن إضافة هذه الأدوية لا بأس به أبدا, لكن في ذات الوقت ربما تعقد الحالة الذهانية لدى الناس, ومثل حالتك - بكل أمانة ودقة علمية - يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر.
موضوع المقدرات الجنسية ومدى تأثرها سلبيا بتناول الزيروكسات: فأعتقد أن الجانب النفسي كبير جدا في هذا الموضوع, وحين يكون الإنسان تحت المباشرة الطبية النفسية المباشرة من خلال المقابلات المنتظمة, فهنا يتلاشى الجانب النفسي بالتأثير السلبي على الأداء الجنسي.
موضوع تناول الأدوية مثل: الدوسوتنكس لخفض هرمون البرولاكتين, هذا أنا أفضل أن يكون تحت إشراف طبي, ولا أرى أن هنالك حاجة حقيقة له؛ لأن الارتفاع الذي ينتج من الإنفيجا ليس كبيرا.
بالنسبة للزيروكسات: إذا تم استبداله بعقار ولبيترين, والذي يعرف باسم ببريبيون ربما يكون أفضل؛ لأن الببريبيون يعرف عنه أنه محسن جيد جدا للأداء الجنسي, وفي ذات الوقت هو مضاد جيد جدا للاكتئاب, ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن, كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في النوم, بل على العكس تماما فكثيرا ما يشتكي بعض الناس من أن هذا الدواء قد زاد لديهم درجة اليقظة, وفي مثل هذه الحالة نقول لهم: تناولوه نهارا، والعيب الوحيد للويبترين هو أنه ربما ينشط البؤر الصرعية الخاملة لدى بعض الناس, لكن هذا نادر جدا, ويكون مع جرعات مرتفعة.
عموما أنا أراه دواء مناسبا جدا كبديل للزيروكسات, وتناوله مع الإنفيجا لن يكون متعارضا أبدا, وإذا استشرت طبيبك في هذا الأمر فأعتقد أن ذلك أيضا سوف يكون أمرا جيدا.
دراسات كثيرة أيضا أشارت أن الفافرين ربما يكون بديلا مناسبا في مثل هذه الحالات, وليس الزيروكسات أو الزولفت.
عموما: أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد, وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب, وأسأل الله تعالى أن تعيش حياة طيبة وهانئة, وأن يتم الزواج وأن تلتقي مع زوجتك على الخير والبركة.