تعبت من التفكير بالموت والوساوس، فما الحل؟

0 463

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حالتي بدأت منذ خمس سنوات تقريبا، فجأة شعرت بخوف وقلق، وخوف غير طبيعي من الموت، وآلام متفرقة بالجسم، وآلام بالقلب، وعملت تحاليل -والحمد لله- سليم، التفكير بالموت شغل بالي، ولا أستطيع أن أعيش حياتي، ولا أستمتع فيها، ضيق بالصدر ودوخة خفيفة، وتعب بالجسم، مع خمول وتغير المزاج.

أريد أن أعرف ما هو تفسير حالتي؟ لأن دكاترة المستشفى قالوا لي أن حالتي نفسية، فهل حالتي قلق أم اكتئاب، أم خوف أم وسوسة أم هلع؟

الأمور البسيطة أكبرها، مثلا ألم بسيط، أفكر أني سأموت، فكري 24 ساعة مشغول بهذه الأفكار الوسواسية.

أتمنى الإجابة لأنني أشعر أني ضائع، وشكرا لكم على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

من خلال المعلومات المتاحة أقول لك بالفعل أن حالتك هي حالة نفسية، والخوف ناشئ ووليد لحالة القلق والمخاوف ذات الطابع الوسواسي الذي تعاني منه، وموضوع الضيقة بالصدر والدوخة والتعب في الجسم والخمول، هذه كلها أعرض جسدية تصاحب القلق، وفي بعض الأحيان الاكتئاب النفسي، وحتى وإن كان من درجة بسيطة، إذن نستطيع أن نقول أن الحالة هي في الأصل قلق المخاوف، وقلق المخاوف يأخذ الطابع الوسواسي، حالتك ليس تشخيصات متعددة، إنما هو تشخيص واحد، فأرجو أن لا تنزعج، والحمد لله تعالى أن كل الفحوصات الطبية طبيعية، وهذا يدعم النظرية النفسية، وهي أن الحالة هذه حالة نفسية بسيطة.

تغير المزاج العام هو علاج رئيسي في مثل هذه الحالات النفسية، وتغير المزاج العام يساعد في تغير نمط الحياة، انظر إلى كيفية إدارة حياتك الآن، وحاول أن تدخل بعض التعديلات والتبديلات الإيجابية، إدارة الوقت بصورة حسنة وجيدة وفاعلة، يفتح للإنسان آفاقا ممتازة جدا لتغير نمط حياته، -ويا أخي الكريم- كن حريصا على ذلك التفكير الإيجابي المفيد، الإنسان أحيانا يتلقى الفكر السلبي ويتقبله بصورة تلقائية دون أن يحاول تحليله، أو تفسيره أو رفضه، فالانتقائية السلبية في التفكير كما تسمى هي مشكلة رئيسية جدا تؤدي إلى القلق والشعور بعدم الارتياح وربما الكآبة أيضا.

موضوع الخوف من الموت، المخاوف دائما تأتي للناس في الأمور الحساسة، والأمور التي قد تكون مرتبطة أشياء حاسمة في حياة الإنسان، ولاشك أن الموت أمر حاسم ولا مفر منه، ومتى ما أرى الإنسان علة في صحته جسدية كانت أو نفسية أو لم يجد لها تفسيرا تجد أن مخاوف الموت تنشأ لديه، فيا أخي هذه المخاوف إن شاء الله تعالى ليست قلة في إيمانك وليست ضعف في شخصيتك حين تصل إلى قناعات جديدة خلال تغير نمط الحياة وإدارة الوقت بصورة جيدة، والتخلص من الفكر السلبي سوف تجد أن فكرة الخوف من بالصورة، والحجم مبرر الذي ذكرته وسوف تخف وطأتها -إن شاء الله تعالى-.

إن تيسر لك أن تقابل الطبيب النفسي هذا جيد، وإن لم تستطع ذلك أرجو أن تتحصل على أحد الأدوية المضادة للمخاوف، والمحسنة للمزاج، وهنالك أدوية كثيرة جدا، من أفضلها عقار لسترال، واسمه التجاري الأخر هو الزولفت، ربما يكون له مسمى تجاري أخر في البلد الذي تعيش فيه.

إذن اسأل عن الدواء باسمه العلمي، وهو ثابت وواحد، وهذا الدواء يسمى السيرترالين، والجرعة المطلوبة وهي أن تبدأ بنصف حبة، تناولها ليلا بعد الأكل، والحبة تحتوي على (50) مليجرام إذن أنت محتاج إلى (25) مليجراما في بداية العلاج التمهيدي، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها نصف حبة لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

والدواء مفيد وجيد وسليم -إن شاء الله تعالى-، نسأل الله أن ينفعك به، وأرجو أن تطمئن بصفة عامة، واتبع ما ذكرته لك من إرشاد، واجتهد في عملك، وكذلك في محيط التواصل الاجتماعي، وممارسة الرياضة دائما أمر ننصح به، لأن جدواها مثبت ومفيدة جدا، وعليك بالدعاء يا أخي، -فإن شاء الله تعالى- تجد أن أمورك قد فرجت وأحوالك تحسنت.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا: 261797 - 272262 - 263284 - 278081.

بارك الله فيك، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات