زوجتي تنفر من نصحي لها وهذا ما يجعلني أفكر بطلاقها.

0 585

السؤال

السلام عليكم..

زوجتي على قدر كبير من الاحترام لأهلي, وفيها من الصفات الحسنة الكثير.

مشاكلي هي: بداية الزواج كنت أحبها, وأبكي عند مرضها, وبمرور الأيام بدأ الآتي:

أنا من فضل الله علي قليل الكلام, فلا أجيد الحوار, وهذا ما تفتقده هي معي, ولكن هذه طبيعتي, وكلما حاولت لا يستمر الحوار إلا أياما معدودة, وأنا أعرف أن هذا عيب في.

عيوبها:
1-عدم إشباع الرغبة التي وهبنا الله إياها (الجماع), وكثيرا ما تتعلل بأنها متعبة.

2- عدم التزين, ودائما ما تغطي رأسها, رغم توضيحي لها أن هذا يؤذيني, فما تزوجت من أجل أن تغطي زوجتي رأسها.

3-ترك الطعام بعد الأكل دون غطاء, وأكواب الشاي دون غسيل مباشرة, وأنتم تعلمون ماذا بعد هذا.

4- كثرة الخروج لزيارة أهلها وأهلي إن لم يكن يوميا فيوم ويومين.

5- العصبية الشديدة في تربية الأولاد, ومع أي مناقشة لأي مشكلة بيني وبينها - إذا كانت هناك مشكلة أصلا - فبدلا من مناقشتها وحلها بطريقة طبيعية نسهر فيها الليالي, ونستمر بعد طلوع الفجر, كيف سيذهب الإنسان إلى عمله, وبأي نفس؛ مما يؤدي إلى استحالة الحياة إذا كانت ستستمر هكذا.

6- الأصعب من ذلك كله عندما نوجه لها النصيحة تتصور أن كل ما سبق هو ظلم لها, وأن هذا لا يحدث, والأصعب أن ذلك يؤثر عليها, فلا تستطيع التنفس, وتعاني معاناة رهيبة في ذلك؛ مما يجعلني أشعر أنني ظالم لها بذلك.

7- بدأت لا أكرهها ولا أحبها مما جعلني أكره الحديث معها, ولا أهتم بها, وهذا يؤلمني, وكلما حاولت أن أتودد إليها أجد نفسي لا أستطيع.

وأخيرا فكرت في طلاقها, ليس كرها لها, ولكن خوفا من الحالة التي تنتابها, وأنا لا أود أن أكون سببا في إيذاء مسلم, أو أن أظلمها.

وفي الوقت ذاته لا أود إيذاء أهلها بطلاقها, فلم أجد منهم إلا كل خير, فأنا في حيرة شديدة, والمشكلة الأكبر أني لا أجيد الحديث, وأحرج من إبلاغ المشاكل السابقة لأهلها.

ولم أكتب إليكم إلا بعد جهد جهيد من الكلام معها فيما سبق, فما هو تصوركم لهذا الأمر؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته, ومن والاه.

بداية: نتوجه لك بالشكر لتواصلك مع موقعك, ونتوجه لك بالشكر على عدم إخبار أهلها أو أهلك بما يحصل, ونتمنى أن يستمر الوضع على هذه الطريقة, وستجد في إخوانك في هذا الموقع بديلا عن أهلك وأهلها، ونحن أيضا عندما يحتكم الناس إلى هذا الموقع فإننا نحكم بينهم بما يرضي الله, بما جاء في شريعة الله تعالى, فلسنا إخوانا, ولسنا أعماما لها, فنحن ننشد الحق, ولكن إذا أخبر الإنسان أهله فإنه غالبا ما يكون هنالك تعاطف, وغالبا ما يكون هنالك تدخل غير سليم أصلا, فأرجو أن تحافظ على هذا الوضع, واعلم أن كثيرا من الزوجات تتعقد معهن المسألة جدا عندما يتدخل الأهل, حتى أهل الزوج إذا تدخلوا فإن ذلك يؤذيها جدا؛ لأنهم قد يتعاطفون معها أو معك, لكن بعد أيام سيعيبون عليها, ويذكرون لها العيوب ويذكرونها بما فيها من نقص.

والذي يتأمل الرسالة الجميلة التي أحسنت في عرضها يلاحظ أن هذه الأمور مترابطة مع بعضها البعض، تقصيرك في الكلام معها هذا له علاقة بما بعده، فالمرأة تحب المنبسطين, كما هو آخر كتاب من كتب الشيخ النقيشي - بارك الله فيه - فالمرأة تجدد عواطفها بالكلام مع زوجها, وليس لنا عذر إذا لم نستمع إلى الزوجة, فالرسول صلى الله عليه وسلم ما شغلته مهام الرسالة وأعباء الرسالة أن يستمع لعائشة, وهي تتحدث عن إحدى عشرة امرأة, وكان يستمع باهتمام, بل وينبسط ويتفاعل عليه صلاة الله وسلامه، وكان يجمع الزوجات أحيانا في بيت صاحبة النوبة فيتجاذب معهن أطراف الحديث, ثم ينصرفن, ويبقى عند صاحبة النوبة, حتى بوب علماء السنن "السمر مع الأهل" فمسألة السمر معها والاستماع لها وإدخال السرور عليها هذا كله له علاقة بإقبال المرأة على زوجها.

وأيضا ينبغي أن تحرص على أن تثني عليها إذا تزينت, فكثير من الزواجات تترك الزينة لأن زوجها لا يلتفت إليها, ولا يثني على زينتها, ولا يهتم بما تفعله من أجله, وهذا خلل كبير, بل نحن نريد للأزواج أن يفهموا أن الزوجة تحتاج إلى ثناء مفصل, بل لا يكفي أن تقول: هذا جميل, بل لا بد أن تفصل, تتكلم عن الألوان, والتسريحة, وألوان البلوزة, والثياب, والحذاء, فهذه التفاصيل مهمة جدا بالنسبة للمرأة, وإذا قمت بإشباع حاجتها إلى الثناء, وحاجتها إلى الكلام, سيؤثر فيما يأتيك منها من خير, وهذا هو مربط الفرس, والإنسان يستهين بهذه الأمور؛ لكنها مهمة جدا؛ لأن المرأة تعرف مكانتها عند زوجها بالاستماع إليها, وتعرف حب زوجها وإعجابها بها بكثرة الثناء عليها, وعلى جمالها, وعلى مظاهر الجمال عندها.

أما بالنسبة لهذه الأمور من ترك الطعام مكشوفا, وهذه الأشياء, فأرجو أن لا تقف كثيرا وطويلا عند الأمور الصغيرة، فإنك لن تجد امرأة بلا عيوب, ولن تجد امرأة إلا وفيها تقصير في جانب من الجوانب, فحاول أن تتكلم عن الجوانب الإيجابية وجوانب الكمال فيها, ثم تثني عليها, ثم تشعرها بأنك سعيد بها، ولا مانع بعد ذلك أن تشير إلى بعض النقائص, أو أن تقوم أنت بإصلاح هذا الخلل بنفسك, وعندها سوف تتحرك لتنافسك على هذا الخير.

فتعوذ بالله من الشيطان, وتودد للزوجة, وتكلف ذلك التودد والتصنع؛ فإنه سوف يصبح بعد ذلك عادة وسجية, وصفة وخصلة فيك, فالإنسان ينبغي أن يظهر الحفاوة بزوجته, والاهتمام بها, وأرجو أن لا تناقشها بهذه الطريقة, حتى لا تصل الأمور لتلك الدرجة.

ويبدو أنكم بحاجة إلى مراجعة طريقة الحوار؛ فإن الحوار الناجح لا يبنى على مقدمات فاسدة سابقة, والحوار الناجح ليس فيه تجريح, والحوار الناجح ليس فيه رفع الأصوات, والحوار الناجح فيه تحديد لمحل النزاع, والنقاط التي نريد أن نناقشها، والحوار أيضا يكون في زمن محدود، وقطعا إذا بدأتم بالليل ستصبحون, لكن ينبغي أن نجعل الحوار مثلا بين المغرب والعشاء, أو بين الظهر والعصر, أو قبيل المغرب لتكون هذه الصلوات هي الفاصل التي تردنا إلى الصواب, هي التي تذكرنا الطمأنينة, وبهذه الحياة التي في ظلال الإسلام الذي شرفنا الله تعالى به.

نتمنى أن لا يكون نفورك لكره لها, أو لأنك متضايق مما يحصل لها, فإن هذه الأمور كلها تعمق المشكلة, وتجعلها تتعقد أكثر وأكثر، ومسألة الطلاق لا نؤديها طبعا, ولن تجد امرأة بلا عيوب, ولكن نقبلها على أهلك فراجع طريقتك.

وقد أسعدنا اهتمامك بمشاعر أهلها الذين ذكرتهم بالخير, وهي كذلك فيها خير, واجتهد في أن تكون لحظات الفراش ناجحة, فإن النجاح في الفراش ينعكس على الحياة, فابدأ بالمداعبة والقبلات, قدموا لأنفسكم, كما فهم بعض الناس من قول الله تعالى, وهذه المقدمات والمداعبات التي تهيئ الزوجة للحياة السعيدة في الفراش والسعادة في الفراش تنعكس على حياة الزوجين من بدايتها إلى نهايتها, ومن أولها إلى آخرها, ونتمنى أن لا تتردد في الكتابة إلينا, ونحن سعداء بالتواصل معك, ومن حقك أيضا أن تطلب حجب الاستشارة, وتعطي بعض التفاصيل التي ستكون مفيدة, واحرص في الجماع على أن تنتظر, وأن لا تستعجل عليها؛ حتى تأخذ حظها؛ لأنها إذا لم تأخذ حقها فإن ذلك يدفعها للنفور من الفراش؛ لأن الفراش يكون متعبا, ومصدر إزعاج وألم كبير بالنسبة لها.

ونسأل الله تعالى أن يلهمك السداد والرشاد, وأن يردنا جميعا إلى الحق ردا جميلا, ونكرر ترحيبنا بك, ونتمنى أن نسمع عنك منك الخير.
====
انتهت إجابة المستشار الدكتور أحمد الفرجابي الأخصائي التربوي.

وتليها إجابة المستشار النفسي الدكتور محمد عبدالعليم أخصائي أول في الطب النفسي والطب الإدماني.
=====
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي الكريم: أرجو أن تأخذ بما ذكره الأخ الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي- وأنا على ثقة تامة أن ما ذكره من استرشاد هو عين الحقيقة, وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بما أنني مختص في الطب النفسي أود أيضا أن أبدي بعض الملاحظات التي أسأل الله تعالى أن يجعلها مفيدة لك ولزوجتك.

أنا بالطبع آخذ كل كلمة وردت في رسالتك حول زوجتك مأخذ الجد, لذلك لا أريد أن أظلمها لأن مقتضيات الطب النفسي تحتم أيضا أن لا نصدر أحكاما تشخيصية على الناس دون أن نقوم بفحصهم.

ملاحظاتك ملاحظات قيمة, وأنت حقيقة ليس هدفك الطلاق, وإن كنت قد ذكرت ذلك, لكن هدفك هو الإصلاح, والإصلاح بالطبع له شروط, وأحد هذه الشروط في حال زوجتك أن تعدل من مسلكها.

حالة ضيق النفس التي تأتيها لا شك أن هذه حالة نفسية، ويظهر أن الفاضلة زوجتك بالفعل تعاني من العصبية ويأتيني شعور أنه ربما يكون لديها درجة من القلق الاكتئابي, هذه جعلتها حقيقة تكون مهملة في بعض الأمور الخاصة التي ذكرتها, وموضوع العصبية مع الأولاد، وعدم حفظ الطعام بالصورة الصحيحة، هذا كلها دليل على وجود شيء من عدم الارتياح النفسي.

فالذي أود أن اقترحه على الفاضلة زوجتك هو أن تذهب معها إلى الطبيب النفسي، لا تقول لها إنك مريضة, اذكر لها أنك لاحظت بعض الصعوبات لديها، وموضوع التوتر وموضوع العصبية وحالة ضيق التنفس التي تنتابها هذا ربما يكون ناتجا من نوع من الإجهاد النفسي، اذكر لها هذا الكلمات بهذه السيقة, وأنا على ثقة تامة أنها سوف تقبل بهذا العرض, وكل الذي أوده منك هو أن تكون معها طيبا ولطيفا، وأنا على ثقة تامة أن التوجيهات التي سوف يقدمها لها الطبيب النفسي وإعطائها بعض العلاج الذي يحسن مزاجها هذا سوف يكون له أثرا إيجابيا جدا على حياتكما.

حالات الاكتئاب القلقي يمكن علاجها، شاهدنا تغيرات سلوكية إيجابية جدا بعد زوال هذا الأعراض عن طريق العلاج، فيا أخي أرجو أن تتقدم هذه الخطوة، أرجو أن تحسن إلى زوجتك بأن تعرضها على مرافق العلاج، ومعظم الأطباء النفسيين حريصون جدا على إجاد صورة التوافق بين الأزواج، وكثيرا ما تحدث المشاكل بين الأزواج لأن أحد الأزواج قد يكون لديه علة نفسية غير مكتشفة, هذا شاهدته كثيرا.

فيا أخي الكريم: أنا لا أريد أن أقول إن زوجتك مريضة إضعافا لموقفها, لكن من الواضح أنه لديها صعوبات نفسية, وهذه الصعوبات بفضل من الله تعالى قابلة جدا للعلاج, والحمد لله تعالى الطب النفسي الآن تقدم جدا، وهذا هو الذي أنصحك به, وإن شاء الله تعيش معها حياة طيبة وهانئة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات