السلام عليكم.

أعذرني أيها القارئ لأني سأطيل.

أولا دكتوري: أنا أعاني منذ ما يقارب من الأسبوعين من عدة أعراض تراودني جملة أو متفرقة، وهي تنميل في اليدين، وآلام بسيطة خصوصا في اليد اليسرى، نغزات في الصدر، آلام في جانبي الرقبة، وخاصة الغدد، ثقل في رأسي، وكأن بداخله ضغط شديد، آلام في الفك، نغزات، وآلام بسيطة خلف الرأس، آلام في عظمة القص.

مع العلم أني عانيت من نوبات هلع شديدة منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وتجاوزتها - ولله الحمد - بدون أي علاجات أو تمارين، وأخشى أن تعود لي مع هذه الأعراض، حتى أنني بدأت أتوهم أن لدي أزمة قلبية، أو نزيفا في الدماغ، وأمراضا عديدة. علما أني أيضا ممن يطيلون المكوث أمام أجهزة الحاسب.

أخيرا: هل يمكنني استخدام العلاجات النفسية مثل السبراليكس، أو نحوها والتي تصرف لي من الصيدلية دون وصفة طبية من مستشفى إذا تطلب الأمر؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أقول لك أخي الكريم رسالتك معقولة جدا، وهي ليست طويلة، وهي مفيدة، وعبرت عن كل ما تود الاستبصار عنه، وحول حالتك هذه، وهي تحمل الكثير من المؤشرات النفسية حيث أن القلق النفسي من جميع الأنواع ربما يؤدي إلى مثل الأعراض التي تعاني منها، والتوتر النفسي حتى وإن لم يكن ظاهرا لصاحبه، ربما يؤدي إلى انقباضات عضلية تظهر في شكل آلام هنا وهناك، ونغزات الصدر الشائع الانتشار؛ لأن الناس دائما تخاف من أمراض القلب، ونستطيع أن نقول أن أثرا إيحائيا كبيرا جدا، انعكس سلبا على الصحة النفسية للناس.

من هذا المنطلق أيها الأخ الفاضل الكريم، أنا أريدك أن تشرع في تناول أي أدوية نفسية قبل أن تذهب إلى الطبيب، اذهب إلى الطبيب الباطني، أو إلى طبيب الأسرة، أو إلى أي طبيب تثق فيه، حتى وإن كان طبيبا عموميا يجري عليك بعض الفحوصات الأساسية، فحوصات للدم، والكشف على الجسد الإكلينيكي المعروف، ربما يقوم الطبيب أيضا بعمل تخطيط للقلب، حتى وإن لم تكن هذه الأعراض تشير إلى أمراض في القلب؛ لكن هذه من وجهة نظري سوف تطمئنك تماما.

أيها الفاضل الكريم: أذهب إلى الطبيب، وقم بإجراء هذه الفحوصات الأساسية، بعد ذلك أنا أرى أنك تحتاج قبل الدواء لأن تمارس تمارين رياضية، ابدأ بتمارين بسيطة، وبعد ذلك أرفع معدل هذه التمارين، وبعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع سوف تحس بتغيير كثير جدا، ستشعر أنك أصبحت في حالة استرخائية، وهذه الآلام المتفرقة بدأت في الزوال.

نصيحتي لك أيضا هي تطبيق تمارين الاسترخاء، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية 2136015.

أيها الفاضل الكريم: الجلوس على الحاسب الآلي لفترة طويلة يظهر آلاما كثيرة في الجسد، وحتى انحناء العمود الفقري الآن أثبت أنه ناتج من الجلوس على الحاسوب لفترات طويلة، وآلام الرقبة، والإدمان على الإنترنت حقيقة علمية لا مناص منها.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن ترشد تعاملك مع الحاسب الآلي، وهذا إن شاء الله سوف يعود عليك بفائدة كبيرة جدا.

بعد التأكد من الفحوصات، وأن كل شيء على ما يرام، أعتقد أن الطبيب سوف يصف لك أحد مضادات القلق، ولست في حاجة إلى علاج سبرالكس، وهذا دواء تخصصي جدا، وحالتك لا تتطلبه، وأنت فقط تحتاج إلى شيء بسيط جدا مثل عقار تفرانيل Tofranil، والاسم العلمي هو امبرمينImipramine بجرعة ( 10) مليجرام يوميا، وهنالك أدوية أخرى مثل: الفلوناكسول ربما يكون كافيا لحالتك.

فأرجو أن تتواصل مع الطبيب، حتى وإن كان طبيبا عموميا فسوف يقوم - إن شاء الله تعالى – باللازم، أريد أن أطمئن على صحتك الجسدية، وأنا على قناعة تامة - إن شاء الله – بأن كل شيء سيكون على ما يرام؛ لكن الرسالة الإيجابية لن تحدث إذا لم تقم بالفحوصات التي ذكرناها لك، أمر آخر ضروري وهو أن تجتهد في رسالتك، وأن تكون فاعلا في إدارة وقتك، هذا كله - إن شاء الله تعالى - يصرف انتباهك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.