أفضل الموت على الرسوب في الامتحان..فماذا أفعل؟

0 563

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الكرام.

أنجدوني أثابكم الله، أقسم بالله العظيم لا يعلم ما أنا فيه الآن إلا الله، فوالله لو أملك أن أقتل نفسي لفعلت ذلك ولكن هذا حرام، أنا شاب عمري 14 عاما في الصف الثالث الإعدادي، تلقيت تعليمي من المملكة العربية السعودية من الصف الرابع الابتدائي إلى الصف الثاني الإعدادي أي منذ أن كان عمري 9 سنوات وحتى13سنة، وفي الصف الثالث الإعدادي ذهبت لأكمل دراستي في مصر؛ لأنني مصري، ووالدي كان يعمل في السعودية، وانتهت فترة عمله هناك.

كنت أثناء تعليمي في السعودية متفوقا جدا في دراستي، ولكن بعد أن جئت إلى مصر، وجدت الدراسة صعبة جدا، فكان لابد من أن آخذ دروسا خصوصية في بعض المواد لكي أفهمها، وأشتري كتبا خارجية، وهي شرح وتوضيح لكتب المدرسة والمذاكرة لا تكون إلا من هذه الكتب، ولكن والدي لم يدرك ذلك، فلم يأت لي بدروس خصوصية، ولا كتب خارجية، وكنت أنا في غفلة من أمري طوال العام الدراسي، فلم أذاكر أي شيء.

المشكلة الحقيقة أنني الآن أؤدي امتحانات آخر العام ومتأكد مئة في المئة من الرسوب (السقوط وعدم النجاح) وفي حال رسوبي ستكون عاقبة ذلك وخيمة وشديدة جدا، ولن أتحمل هذه العاقبة أبدا، فالموت خير لي منها.

أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل للنجاة مما أنا فيه الآن، أرجو الرد في أسرع وقت.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

فإنا نتمنى لابننا الفاضل النجاح، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذنا وإياك من شرور أنفسنا، ومرحبا بك – ابننا الكريم – في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل الأسرة يتفهمون ما أنت فيه، وأن يعينوك على كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى.

وكم تمنينا أن تكون صريحا في البداية – على الأقل – مع الوالد أو الوالدة، وتبين لهم الصعوبة التي تقابلك في دراستك، وأرجو أن تعلم أن الرسوب في العام الدراسي، أو عدم النجاح ليس نهاية المطاف، فالمهم هو أن يكون الإنسان مطيعا لله تعالى، حريصا على كل أمر يرضيه سبحانه وتعالى، هذا هو الأمر المهم الذي نتمنى أن تواظب عليه، أن تواظب على تدينك، وسيأتيك التفوق بحول الله وقوته.

كذلك ينبغي أيضا أن تحاول أن تتدارك ما فات بالاجتهاد، ومذاكرة الدروس في أوقاتها، وأرجو أن تعلم أن النجاح يحتاج إلى بذل أسبابه، ثم التوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، ولا أظن أن المسألة بهذه الصعوبة، ولكن أيضا إذا كانت أمامك فرصة الآن، فعليك أن تطلب الآن من يعاونك، وتضع الوالد والوالدة في الصورة، وتبين لهما أنك تواجه صعوبة في دراستك، فإن هذا سيتقبلونه منك بلا شك، لأن هذا لست سببا فيه، وهذا معروف بالنسبة للأب وبالنسبة لكل إنسان يدرس أبناؤه في الخارج، ثم يعودوا إلى بلادهم، فإنهم سيواجهون بلا شك صعوبات في مواصلة الدراسة، ولكن أرجو أن تعلم أن عدم النجاح في مادة، وعدم النجاح في موسم دراسي معين ليس نهاية المطاف، فلا تحمل نفسك فوق طاقتها.

واعلم أن التحسر، والأسف، والهم، والغم لا يزيد الأمور إلا تعقيدا، فحاول أن تتحرك في خطوات ثابتة، وأن تبذل مجهودا كبيرا إذا كانت هناك فرصة للمذاكرة، وإذا لم تكن فرصة في بيان هذا الأمر لوالديك حتى لا يفاجأوا به، وأعتقد أن المسألة ليست بهذه الخطورة والصعوبة التي تجعلك تتمنى معها الموت، فتعوذ بالله من الشيطان، واعلم أن كثيرا من العباقرة والناجحين والمتفوقين في حياتهم واجهتم محطات سالبة، لكن جعلوها خطوات في طريق النجاح، فعدم النجاح أو الرسوب في مادة أو في جزء من مادة، أو في مواد ليس نهاية المطاف، لكن فيه تنبيه، والعاقل دائما يستفيد من هذه المواقف، فيحسن من مستواه العلمي، ويجتهد في تنظيم وقته، ويجتهد في الدراسة حتى مع الطلاب.

وكم تمنينا لو أنك بينت حتى للمدرسين في المدرسة أنك تواجه صعوبات، وإذا كان الوالد عنده صلة أو علاقة ببعض المدرسين، فيمكن أن يتولى هذه المهمة، فاطلب من المسؤول عن الصف من المعلمين أن يتواصل مع الأسرة، وأن يبين لهم أن هذا الولد يواجه صعوبات لوجود فارق بين الدراسة التي كان يدرسها، وبين الدراسة الموجودة الآن، وعند ذلك يمكن لهذا المدرس أن يقترح للأسرة الاقتراحات المناسبة، ويبين لهم كيفية تدارك الوضع، وعلاج هذه المسألة، وأعتقد هذا اقتراح جيد، لأنهم لن يسمعوا منك، ولكن عندما يتكلم مدرس، فإنهم سيأخذون كلامه مأخذ الجد لكونه أستاذا متخصصا يعرف هذه الأمور.

ويستطيع المدرس أيضا - الذي يتصل عليهم من المدرسة – أن يبين لهم أن هذا الأمر ليس عندك وحدك، ولكن كل الطلاب الذين يأتون من البلاد التي كانوا فيها تواجههم مثل هذه العقبة التي يحتاجون لبعض الوقت لتجاوزها، والأمر - إن شاء الله تعالى – أسهل مما تتصور.

إذن إذا استطعت أن تخبر الوالد فبها ونعمت، وإذا كنت لا تستطيع عليك أن تخبر أحد الأعمام المؤثرين على الوالد ليخبره، إذا كان هذا كله غير مناسب، ولا تستطيع، فاطلب من المدرس المسؤول عن الصف أن يتواصل مع الأسرة، واطلب مساعدته، ليبين لهم صعوبة الدراسة بهذه الطريقة، ويبين لهم أنك بحاجة فعلا لوقفة، ويطلب منهم أيضا أن يقدموا لك المساعدة والتشجيع بدلا من التشدد عليك، وإلقاء اللوم عليك.

وكما قلنا كثير من الناس المتفوقين في حياتهم واجهتهم مثل هذه الأزمات، وهذا أمر طبيعي، فالإنسان يبذل ما عليه ويرضى بما يأتي من الله تعالى، لأنه نهاية في الأمر اختبار، والنجاح في الاختبار يكون بقضاء الله وقدره، ثم بتدارك ما فاتك، والاستفادة من جوانب النقص التي حصلت، فإن المؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ولا تعط الموضوع أكبر من حجمه، ونسأل الله أن يهدي الوالد والوالدة، وأن يؤلف القلوب، وأن يعيننا جميعا على فهم مثل هذا الوضع الذي أنت فيه، حتى تكون الأسرة مقدرة للواقع الذي تعيش فيه، ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات