السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة التشاؤم, وربط الروائح والمناظر بالماضي، فإن كانت أول تجربة لي مع هذه الرائحة وهذا المكان جميلة استبشرت وأحسست بالفرح, وإن رأيت مثلا مناظر بنايات الأحياء القديمة استاءت نفسي, وأحسست بالحزن لتجربة مررت بها مع تلك الأحياء, أو أناس لم أكن أحبهم كنت قابلتهم في ذلك المكان، وأحيانا لا أدري بالضبط ما هي التجربة, لكني أبدأ بالإحساس بالنكد والحزن فور شمي لتلك الرائحة, أو رؤيتي لشخص يشبه شخصا لا أحبه, ولكني لا أتذكر بالضبط من هو, أحيانا لا تسعفني ذاكرتي.
المهم أن سعادتي تتنغص، فمثلا أكره زيارة أهلي, وأتشاءم كلما اقترح زوجي الذهاب إليهم؛ لأني واجهت بعض المنقاشات الحادة معه, وحدثت بعض المشاكل بعد الزيارة الأولى والثانية لهم بعد زواجي، أحيانا يتطور الأمر، فإن أردت الترفيه عن نفسي والشعور بالسعادة أخذت أمارس الأمور التي أظن أني بمجرد رؤيتها أو زيارتها سأستعيد سعادتي, فمثلا أذهب لمشاهدة أفلام (دزني الأنميشن) لأني أتذكر سعادتي حين شاهدت أول أفلام (دزني) مع شقيقاتي منذ زمن طويل.
أحب شم رائحة (ديزل وايت المياه)؛ لأنه يذكرني برحلة الحج السعيدة.
أكره رائحة البصل المقلي, والبهارات الأندنوسية, وأشعر برغبة بالاستفراغ والدوار والضيق حتى تذهب؛ لأني أتذكر غضب أمي حين كانت تقليه, ويوميات صعبة حدثت لي في مرحلة أولى متوسط حين شممت البهارات في حصة التدبير المنزلي.
أكره عصر يوم الاثنين لأن أبي اعتاد على الصيام, وأمي اعتادت على العصبية قبل وضع إفطاره.
أحيانا في وقت الغروب، يشتد صفار الشمس حتى تصبح كل الدنيا برتقالية مصفرة, فهذا الجو يذكرني بأيام غير جميلة, حين كنت ألعب مع بنت جيراننا ونحن أطفال, وتحصل بيننا شجارات عنيفة, ويتدخل الأهل... إلخ.
رؤيتي لرجل يدخن يجعلني أكرهه وأحتقره, وأتمنى موته ودهسه, فهو خال من كل أخلاق وعقل يصرفه عن هذه الترهات ، وأتذكر كم كانت أمي تصرخ على أخي من أجل تدخينه، وهذا أثر على علاقتي بزوجي, فهو قد عاد للتدخين من وراء ظهري, وأنا أخفي مشاعري عنه, وأخفي علمي حتى لا يتجرأ ويفعلها أمامي - لا قدر الله - ماذا أفعل؟ فذاكرتي تعذبني، وسعادتي تتقلب مع الريح والمناظر، كيف أزن نفسي وأضبطها؟
جزاكم الله خيرا, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.