السؤال
السلام عليكم.
دكتور محمد, كيف حالك؟ أرجو أن تكون على أتم حال من الصحة والعافية, ونشكركم على ما تقدمونه لإخوانكم عبر موقعكم المميز إسلام ويب.
أنا صاحب الاستشارات التالية, وأرجوا الاطلاع (2116568)-(2117070) – (2138186) – (2141674) –(2143920), فقد راسلتكم منذ عام, وقد أجبت علي مشكورا دكتور محمد.
ويسعدني أن أقول لك إن حالتي تتحسن تدريجيا والحمد لله, لكن سأضع ملاحظاتي في نقاط, وبعدها سأضع أسئلة لعلي أجد الأجوبة المناسبة:
1- بالنسبة لحالتي فحسب مراجعتي لطبيبي منذ سنتين ونصف, وحسب استشارتي لكم وجدت أن أصل الحالة هو القلق, وقد قال طبيي ذلك, وشخص حالتي على أنها قد تكون عصابا قلقيا, أي أن هناك قلق ومعه وساوس واكتئاب, وطبعا نوبات هرع بين كل فترة وأخرى.
2- بالنسبة للوساوس والأفكار: تأتيني أفكار كثيرة حول موضوع معين مثلا:
- أتخيل نفسي أني أوقع الأذى بنفسي أو بأحد غيري, أو أن هناك شيئا خطيرا سيحدث, فأصاب بالخوف لذلك, ويصبح عقلي كمن كذب كذبة على نفسه وصدق تلك الكذبة, حتى إن عقلي يتأثر بأي كلمة مهما صغرت, فمثلا أقرأ أقوال الملحدين فأخاف عندما أفكر بكلامهم, مع أني مؤمن بأن كلامهم غير صحيح.
- أو أن تكون الأفكار متعلقة بموضوع ديني, حيث إني أفكر مثلا بالكون أين نهايته, وأفكر بأمور دينية مثل: لماذا خلقنا الله؟ وهل الله سيغفر لنا؟ أو تكون بأمور غير دينية مثل: لماذا نحن نتعلم وندرس ونعمل طالما نحن ميتون؟ الخ..., وتكون هذه الأفكار من النوع الاجتراري, أي تكون أسئلة تجر أسئلة أخرى من دون أن أجد أي إجابة, فأصاب بعدها بالخوف, وأحس نفسي ضائعا, فأخاف أن أصل إلى مرحلة الكفر-استغفر الله العظيم- أو أن أصاب بالجنون.
- تأتيني أفكار مثل الخوف من الموت, فأقول في نفسي إن هذه حقيقة, ولكن لماذا خلقنا الله طالما أننا سنموت؟ وفي المقابل أكرر نفس السؤال فأقول مثلا: لو فرضنا أنه لا يوجد موت, فكيف ستكون حالنا؟ بالتأكيد سنشعر بالملل, وأظل هكذا ولا أجد جوابا لسؤالين فلا السؤال الأول يقنعني ولا الآخر.
- بالنسبة للانتكاس: هل يجب علي أن أخاف من الانتكاس؟ لأن طبيبي قال لي إن الانتكاس يؤثر في العلاج, كما أجد أن حالتي تنتكس عندما أكون أعاني من سبب عضوي, مثل أن أكون استحممت وخرجت من الحمام فورا وجلست تحت المكيف فيصيبني ما يشبه ضربة البرد, أو مثل أن أكون أعاني من الإمساك أو مثل أن أكون أعاني من الإسهال, أو ربما من القولون العصبي, كما أن الخمول والنوم في النهار مسيطر علي, كل هذه الأمور تزيد من حالتي.
- الإحساس بالملل بسرعة من فعل أي شيء, فأنا حاليا ما زلت أجلس في البيت, ولم أجد عملا, مع أني تخرجت منذ 6 شهور, فتراني أتصفح الإنترنت لمدة بسيطة فأصاب بعدها بالملل, ثم أذهب إلى حديقة منزلنا, وأيضا سرعان ما أصاب بالملل, فأذهب لمشاهدة التلفاز, وأيضا أمل بسرعة فلا أعود بعدها لتصفح الإنترنت, وأظل هكذا اليوم كله على هذا المنوال, كما أني في بعض الأوقات لا أستمتع بفعل شيء.
- الخوف من الموت يراودني بين كل فترة وأخرى, وقد كانت بداية حالتي عندما توفي شخص قريب منا -رحمه الله- كما ذكرت لك في إحدى استشاراتي.
- عندما أحس بتحسن أتوهم بأني مصاب بمرض الهوس أو الاكتئاب ثنائي القطب, وعندما يتراجع مزاجي أحس بالانزعاج مرة أخرى؟ كما أنني عندما أفكر بالاكتئاب أحس نفسي مصابا بالاكتئاب, وكما قلت لك إن عقلي يكذب الكذبة ويجعلني أصدقها.
والآن سأسأل بعض الأسئلة لعلي أجد لها الجواب المناسب.
1- أحيانا أجد نفسي عندما أفكر بأي شيء أشعر بأن مزاجي تعكر فجأة, ولم أفهم ما سبب هذا التعكر إلا عندما قال لي طبيبي إن اللاوعي عندك يظهر المعلومات المخزنة, فما هو اللاوعي وكيف يعمل؟
2- بالنسبة لحالتي: قال لي الطبيب أنني وصلت إلى مرحلة الشفاء التام, وعندما حدثته عن الأعراض التي أشعر بها قال لي إن هذه الأعراض طبيعية نظرا لوضعي بعد التخرج, ونظرا لما يحدث في بلدي سوريا -نسأل الله أن يفرج عن جميع المسلمين-, وقال لي أنني إذا وجدت عملا فستتحسن حالتي بإذن الله.
3- بالنسبة للعلاج فقد جربت أدوية كثيرة منذ بداية حالتي قبل 6 سنوات, فهناك الدوجماتيل, والزولام, والانافرانيل, وأخيرا الندرال, والسيرترالين, وأنا حاليا دوائي السرترالين, فما رأيك به؟ وهل هو مناسب؟ وهل سأستمر عليه مدة الحياة -لا قدر الله-؟
4- أنا إنسان حساس, وعاطفي, وعجول, وأضخم الأمور أكثر مما يجب, فكيف لي التخلص من ذلك, وهل هذا سبب لسوء حالتي؟
5- كيف أجعل عقلي يتقبل الحقائق مثل الموت, والحياة, والقضاء, والقدر؟
6- أريد رأيك في حالتي بشكل عام, هل هي خطيرة؟ وهل تؤثر على إيماني؟ وهل سأشفى بإذن الله؟
وآسف على الإطالة, لكن حالتي قد جعلت نظرتي للحياة تشاؤمية, أريد أن أعود طبيعيا كما كنت, هذا ما أريده, وأنتم شعاركم في هذا الموقع سعادة تمتد, أرجو أن أحصل على هذه السعادة.
وشكرا لكم.