السؤال
السلام عليكم
منذ صغري أعاني من خجل اجتماعي بدرجة كبيرة، وبعد دخولي الجامعة زاد عليه حالات خوف غير مبررة وضيق نفسي شديد، فقمت بأخذ لسترال لمدة سنتين، ولكن علي فترات متقطعة حيث كان يسبب لي إحساسا بالنوم، وزيادة في الوزن، ولكني تحسنت جدا من ناحية الخجل الاجتماعي، ولكن ما زلت أعاني من ضيق، وقلق نفسي.
ما رأيكم بدواء البروزاك؟ وما الفرق بينه وبين لسترال؟ وهل يمكنني الاستمرار عليه فترة طويلة (عدة سنوات) بدون مشاكل صحية؟ وهل تنصحون بعلاج مكمل معه.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
نحن نؤكد ونثمن على دور الأدوية لعلاج الخجل الاجتماعي، لكن الأدوية ليست كل شيء، الأدوية فوائدها تختفي تماما بعد التوقف عنها إذا لم يدرب الإنسان نفسه على الوسائل العلاجية الأخرى، ونقصد بها العلاج السلوكي الذي يقوم على مبدأ المواجهة، والاقتناع بأن الخجل الاجتماعي هو جزء من القلق النفسي الذي يمكن للإنسان أن يتخلص منه، وذلك من خلال تحقير فكرته وتطوير المهارات الاجتماعية، والإكثار من التواصل.
أيها الفاضل الكريم هذه الخطوات ننصحك بها، ونحن دائما نشير إلى ضرورة التفاعل ما بين الشباب، التفاعل على المستوى الثقافي، وعلى المستوى الأكاديمي، ممارسة الرياضة، حلقات تلاوة القرآن، هذه تفاعلات كيميائية عظيمة جدا، ومفيدة جدا، وهي تبني مهارات مقدرات تلقائية يجد الإنسان نفسه من خلالها، قد تحسن أداؤه الاجتماعي، وتطورت مهاراته، وتخطي عقبات الخجل، والرهبة الاجتماعية، فأرجو أن تركزي على ذلك.
المشاركة مع الأسرة أيضا مهمة جدا، والمشاركة في كل شيء في شؤون الأسرة أن تأخذ مبادرات، وأن يكون لك تواجد فعلي بارز في أسرتك، مشاركة بالأفكار، ومشاركة بالخطط، تناول الطعام مع الأسرة، بر الوالدين هذه إضافات مهمة جدا لتطوير المهارات.
بالنسبة للعلاج الدوائي فيما مضى كان يعتقد أن الزيروكسات، اللسترال، هي دائما الأفضل لعلاج الخوف الاجتماعي، لكن اتضح الآن أن الأدوية الأخرى من هذه المجموعة أيضا مفيدة، البروزاك دواء جيد جدا، لكن الجرعة يجب أن تكون (40) مليجرام على الأقل، ولعلاج الرهاب الاجتماعي، ويمكنك أن تبدأ بتناول البروزاك، وهو الذي يعرف في مصر باسم بروزاك Prozac ، والاسم العلمي هو فلوكستينFluoxetine ، وبدأ بجرعة كبسولة واحدة في اليوم تناولها بعد الأكل، وبعد شهر أجعلها كبسولتين في اليوم استمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم اخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لتكون جرعة وقائية، وهذه لا مانع أن تستمر عليها لمدة عام مثلا، ولا أعتقد أنك سوف تحتاج إلى الدواء أكثر من ذلك، إذن طور من مناهجك السلوكية بمواجهة الخوف الاجتماعي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.