السؤال
السلام عليكم
قمت قبل سنة باستخدام دواء يدعى champix لمساعدتي في الإقلاع عن التدخين، وقد قمت باستخدام الدواء طيلة الفترة المطلوبة، ونجحت في الاقلاع، ولكن بعد فترة قصيرة عدت للتدخين، فقمت بشراء الدواء مرة أخرى، واستخدامه، وقد أقلعت لفترة طويلة، والآن وقبل عدة أيام قمت بالتدخين، وعلى الفور قمت بالذهاب، وشراء الدواء مرة أخرى خوفا من العودة إلى تلك العادة القبيحة والسيئة.
وسؤالي: هل الاستمرار على هذا الدواء لهذه الفترة قد يضر بالصحة؟ وما الواجب علي فعله؟ أرجو إفادتنا باللازم عن هذا الدواء.
دمتم في رعاية الله، والله يحفظكم ويرعاكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
التدخين من الآفات التي ابتلي بها كثير من الشباب، وكبروا وكبرت معهم الآفة، والتدخين أو التبغ عموما من أخطر المسببات للأمراض، وعلى رأسها سرطان الرئة وباقي أنواع السرطانات.
ولك أن تتخيل أن السيجارة تحتوي على 4000 مادة سامة معلوم منها 400 مادة فقط، منها 40 مادة مسرطنة على الأقل، والسيجارة لا تترك عضوا في جسم الإنسان إلا وعبثت به؛ لأنها تؤثر فيما تؤثر على الشرايين، والأوردة الدموية، وبالتالي على كفاءة، وحيوية أعضاء الجسم كافة بما فيها شرايين، وأوردة الجهاز التناسلي وبالتالي العجز الجنسي فيما بعد.
ولقد خلق الله سبحانه وتعالى مواد تفرز أثناء النوم، وبعد الجماع وبعد الجهد الزائد، والإحساس بالألم، وتسمى(إندورفنز) وهذه المواد تنشط المخ، والجسم عن طريق زيادة مادة تسمى دوبامين مما يبعث على الراحة والإحساس بالنشوة، وتعديل المزاج.
وهنا يتدخل الإنسان في خلق الله، ويأخذ هذه المنشطات على شكل سيجارة، أو سويكة، أو ترامادول، وكل هذه المصائب الموجودة في كل مكان فيقضي على المنشطات الربانية؛ لأن الجسم يأخذها من الخارج، فيتوقف عن إفراز المنشطات الداخلية، وهنا يحدث الإدمان على هذه المواد، وفي كل مرة يحتاج المزيد من المنشطات حتى تقوم بالعمل المطلوب.
وهذا الدواء champix يزاحم النيكوتين على المستقيلات العصبية التي يعمل عليها دون أن يترك أثرا على صحة الإنسان، اللهم إلا المضاعفات الجانبية الخاصة به، وبالتالي يقل أثر النيكوتين على الجسم بالتدريج فيتخلص الإنسان من حالة الإدمان.
وهنا تأتي الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، وتعمل عمل هذه الدواء، ويتخلص المدخن من إدمان السيجارة، وكل أنواع التبغ حتى يسترد قوته، وقدرته على إفراز المواد المنشطة الطبيعية، ويعود الإنسان إلى حالته السابقة على التدخين.
إذن لا بأس إذا ساعدك هذا الدواء، ولكن العودة إلى التدخين غالبا ليس بسبب الإدمان، ولكن بسبب ضعف الإرادة، والضعف أمام الأصدقاء، وطالما عرفنا الضرر الذي سنقبل عليه، فليكن القرار الحاسم، والحازم أنا لن أدخن، ولن أخون الأمانة التي إستئمني الله عليها، وسوف ساعتها تجد العون من الله.
والله الموفق.