لا أستطيع أن أكف بصري عن النظر إلى أمور لا تليق عند مقابلة الناس

0 427

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على موقعكم الجيد بل المميز.

أعاني من مرض وهو أني إذا نظرت لأي شخص ذكرا كان أو أنثى أنظر إلى شيء غريب, كأني أنظر إلى الفرج, أو إلى الإبط, أو شيء من ذلك, وهذا يسبب لي إحراجا وحالة نفسية, وأعتقد أن الشخص قال: إن هذا الشخص غير سوي, وهذا يحبطني.

هذا المرض أتاني قبل 4 أشهر, وكنت أتخلص منه عن طريق أن أقول: هذا عادي, وشجعت نفسي؛ حتى نسيته لكنه رجع لي, وإذا شغلت نفسي فمن الممكن أن أنساه, ويصبح عاديا, لكن عقلي يذكرني بأني أنظر إلى الذي ذكرته لك: الفرج, أو الإبط, أو الطعام, وهذا شيء أراه فاحشا.

إذا ذهبت للنوم أكون بعض الأحيان ناسيا, وبعد النوم يأتيني خوف وضربات في القلب تذكرني بالنظر إلى الأشياء التي ذكرتها, كلما أريد أن أنسى يذكرني عقلي بذلك, هل هذا المرض اكتسبته من النظر للأفلام أو الصور الخليعة أم لا؟ وهل هناك دواء لهذا المرض؟

علما أني أعيش وحدي, وأتغيب عن الدراسة بسبب ذلك المرض .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MOHAMMED حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فالظاهرة التي تعاني منها وتحدثت عنها بوضوح هي نوع من الوساوس القهرية، فأنت تنظر إلى الشخص, وبعد ذلك تأتيك أفكار حول مواضع معينة في جزء من جسد الإنسان، والتفكير دائما يكون مرتبطا بأمور جنسية، هذه أفكار وسواسية، والوساوس دائما مكتسبة نتيجة لخبرات معينة، قد تكون خبرات سالبة، ومعظم هذه الخبرات تكون في أثناء الطفولة، إلا أن الإنسان إذا سبق أن كسبها في أي فترة من فترات حياته ربما تظهر هذه الخبرة وتتجسد في شكل هذه الوساوس.

أنت لم توضح بجلاء أنك تشاهد تلك الأفلام الخليعة والصور أم لا، ولا شك أن هذا أمر مرفوض وبغيض إن حدث، وعليك الإقلاع والابتعاد عن مثل هذه المشاهدات؛ لأن مثل هذه المشاهدات وهذه الأشياء المحرمة ربطها بالوساوس يكون من خلال أن ضميرك قد أنبك كثيرا على هذه المشاهدات؛ ولذا تجسدت وتكونت الصورة الوسواسية.

هذه المشاهدات مضرة, وفوق ذلك هي محرمة، وتؤدي إلى اضطرابات كثيرة، اضطرابات وعدم استقرار نفسي، وربما اضطرابات جنسية مستقبلية، وكذلك انحرافات، وهذه لا نقرها أبدا, ونحذر منها تحذيرا شديدا.

الوساوس تعالج من خلال التحقير، أن تتعامل معها بمنهجية سلوكية، وذلك بأن تقنع نفسك بأن هذا أمر عادي، وتشجع نفسك حتى تنساها، وأعتقد أن هذا جيد؛ لكنه لا يكفي، المهم أن تقول عن هذه الوساوس: هذا أمر عادي، هذا مهم، وتتعامل معها كأمر سخيف وقبيح، وهي متسلطة عليك، ولذا قل لنفسك إنها وساوس، أنا سوف أحقرها، وأتعامل معها على هذا الأساس، يجب ألا تكون جزءا من حياتي أو تفكيري، وحين تأتيك فكرة الوسوسة هذه اصرف انتباهك، وجد لها تفسيرا مضادا, فحين تأتيك فكرة أنك تنظر إلى الأعضاء التناسلية لشخص ما تذكر خلق هذا الإنسان، تذكر ما يتميز به من ذوق، وبناء روابط أخرى مخالفة للفكر الوسواسي هي من صميم العلاج.

أنا أريدك أن تجتهد في دراستك، فأهلك بعثوك من أجل الدراسة، وحتى تسلح نفسك بنور العلم, وترجع لهم غانما ظافرا, فالتكاسل وعدم الذهاب إلى فصول الدراسة والاجتهاد في ذلك، هذا خطأ وخطأ جسيم جدا، وحتى إن كانت لديك مشكلة, فلا يمكن أن تعالجها بمشكلة أخرى، تذكر أن لديك طاقات كثيرة، طاقات شبابية، وهذه الطاقات نفسية وجسدية، ومن ثم يجب أن يستفيد منها، ويجب أن تعزم, ويجب أن تنفذ.

معاناتك من الخوف وضربات القلب هي دليل على القلق، والقلق كثيرا ما يكون مرتبطا بالوساوس القهرية.

العلاجات الدوائية مطلوبة في حالتك، ومن الأدوية الممتازة جدا عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس), ويعرف علميا باسم (إستالوبرام), هذا الدواء يتم تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرامات – يتم تناولها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة – أي عشرة مليجرامات – واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول السبرالكس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات