السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، وفقهم الله لما يحبه ويرضاه.
أريد أن أسأل عن أثر خلط مشروبات الطاقة مثل البايسن وما شابهه مع مسكن الصداع البنادول ( الباراسيتامول ) هل يعتبر هذا الفعل خطيرا؟ وما أثره على الفتيات في سن المراهقة؟ وهل يؤثر على المصابين بالقولون العصبي وما شابه ذلك؟ وسبق لي أن سمعت أنه مخدر، فما صحة هذ الكلام أم أنه مجرد خلطة نشاط؟ وهل تتفاوت أضراره من شخص لآخر؟
آخر سؤال لي: هل تسبب مشروبات الطاقة العقم أو الفشل الكلوي أو أمراض القلب سواء مع أو بدون خلطها مع البنادول؟
أرجو إفادتي، فقد كثرت هذه الخلطة في المدارس وبين زميلاتي، وأريد معرفة صحة ما يقال عنها.
ولكم جزيل الشكر، وفي حفظ الله ورعايته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحالمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عندما خلق الله الإنسان خلقه في أحسن تقويم، قال الله تعالى في سورة التين: بسم الله الرحمن الرحيم ( والتين والزيتون وطور*سينين وهذا البلد الأمين*لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ).
ومن صور هذا الخلق القويم أن الإنسان عندما ينام في الليل؛ فإن مواد ذات طبيعة مسكنة تفرز أثناء النوم تسمى إندورفينز، تسرى في الدم وتسكن جميع الآلام، ونحن نشعر براحة عجيبة بعد يوم شاق وكلنا جرب هذا، وهنا يتدخل الإنسان بغبائه ويؤذي نفسه بنفسه، ويدمر نفسه بنفسه، وعندما يأخذ المسكنات ذات الطبيعة المخدرة فإنه يقضى على هذه المواد الطبيعية؛ وبالتالي لا يبقى له إلا المخدرات لو أراد أن يتخلص من آلامه، وكلما زادت الآلام كلما زادت المواد المخدرة المطلوبة لتقوم بنفس العمل الأول.
وتحتوي البايسن، والردبول، وغيرها من مشروبات الطاقة على كمية كبيرة من السكر سريع الامتصاص (الجلوكوز)، مما يعطي طاقة عالية، وحسب المدون على تلك العلب فإنها تحتوي على: الطاقة 45سعرا حراريا لكل 100مل، (أي 112- 120كيلو سعر لكل علبة 250مل)، وقليلا من العنب بديل جيد وبدون آثار جانبية.
وتحتوي تلك المشروبات على الكافيين وبنسبة كبيرة جدا 32ملجم لكل 100مل مشروب، (أي 80ملجم في العلبة)، وبعض تلك المشروبات لم يحدد فيها كم نسبة الطاقة أو الكافيين.
كلنا نعرف ضرر الكافيين، وهي مادة مخدرة تسبب نوعا من الإدمان، ولكنها تعطي نوعا من النشوة، وهذا ما يجعل الشباب يشربونها ليسهروا عند الامتحانات مثلا، ثم إن تلك المشروبات تسبب القلق بعد فترة من تناولها؛ بسبب الكمية الكبيرة من الكافيين، فبعد فترة من الزمن يستهلك الجسم الكافيين فتقل نسبته في الدم بعد تخلص الجسم منه؛ فيؤدي ذلك إلى حالة من القلق، وتلك حالات مشابهة لتأثير المخدرات، ولو زادت تلك الكميات لأدت بالتأكيد إلى عدم انتظام ضربات القلب، ومشاكل النوم، وبعض الأعراض النفسية ( الانسحابية )، والصداع.
إذن تلك المواد هي مقدمة جيدة لإدمان المخدرات، والتركيز على طلبة المدارس لدرجة توزيع هذه المواد كعينات مجانية في بعض الأحيان، وهي ذات طعم جيد وبها كافيين، وربما أضيف إليها كحول حتى يكون الإدمان مركبا، والتأثر مباشرا، وفي نفس الوقت تدر ربحا كبيرا على الشركات المصنعة، فهذه المشروبات لا توزع بالمجان.
فلا داعي مطلقا لشرب مشروبات الطاقة تحت أي ظرف، ولا بأس من قرصين بنادول إذا اقتضت الضرورة لذلك، والأفضل النوم 6-7 ساعات ليلا، وعدم السهر، والنوم نهارا؛ حتى لا تتأثر الساعة البيولوجية للإنسان.
الرجاء - يا ابنتي – طباعة، وتوزيع هذه الاستشارة على كل من تعرفين ومن لا تعرفين حتى تعم الفائدة.
هذا وبالله الموفق.