رهاب اجتماعي ونحافة شديدة..هل من أدوية لعلاجهما؟

0 404

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم في البداية على إتاحتكم الفرصة لطرح سؤالي، وعلى جهودكم الرائعة لتطوير هذا الموقع الرائع، أرجو من الله أن يجعله سعادة تمتد لكل زواره، وحسنات تمتد لكل القائمين فيه.

فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار).

أود استشارة حضراتكم في مشكلتي، مشكلتي باختصار: أني أعاني من صعوبة في التواصل بشكل جيد مع الأشخاص، دائما لدي فكرة سيئة وقلق في ماذا يفكر؟ أو يظن الغير عني، وأتصرف على أساس إظهار نفسي على غير هذه الفكرة! مما يدخلني في مواقف صعبة رغم أن أغلب الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي يبدون الاهتمام بالتعرف علي، ويكنون كل الاحترام لي، ولطريقة تفكيري، حتى أني في الفترة الآخيرة بدأت أتجنب التواجد في مكان مزدحم بالأشخاص.

- أكره الوقوف أمام جمهور حتى أيام الدراسة، إذا كنت سأستلم جائزة تقديرية أمام الطلاب ينتابني القلق، وأعتقد أن الناس تراقبني تزداد نبضات قلبي، وأحاول أن أخرج من الموقف بأسرع ما يمكن لأعود لحالتي الطبيعية رغم أنه لا يوجد أي داع لهذا مما يستدعي استغراب الناس!

أغلب الأحيان أشعر بالضيق من شكلي، أو وزني النحيف 40 كيلو، وطولي 178! ربما هذا سبب كل مشاكلي! وسبب اعتقادي أن الكل ينظر إلي أني لا أتناول وجبات، لدي ضعف حاد في الشهية، لا أستطيع الأكل في الصباح، دائما أتناول وجبة صغيرة بعد المغرب بعد الجامعة، أو بعد أن أحس أني لا أستطيع تحمل الجوع، ولا أستطيع الأكل قبل ذلك الوقت، لا أستطيع الجلوس فترة طويلة مع أي شخص سواء أعرفه، أم لا، إلا إذا كانت بيننا مصلحة عندها تتغير شخصيتي 180 درجة.

أكره الذهاب إلى أماكن عامة، أو رحلة ترفيهية وحيدا رغم أن هذه لم تكن طبيعتي في الماضي.

- أتحدث مع نفسي أحيانا عن أمور غير موجودة! وأحيانا عن تفكير أو تخطيط لأمر موجود في حياتي.

لا أستمتع بأمور كثيرة في الحياة، لا أعرف ربما؛ لأني أفكر بكثرة بأمور أخرى لمستقبلي، وأكره الحاضر الذي أنا فيه؟ أو لأني لست مهتما بالتواصل الجيد مع البيئة حولي؟ صراحة أعتقد أن هذا وصف حالتي كما أظنها... لا أعرف!.

أعرف أني لست ضعيف الشخصية، ولدي طموحات كبيرة أقدر على تحقيقها بإذن الله، لكني أخاف أن أخسر الكثير بسبب الرهاب الاجتماعي، أو عدم تواصلي بشكل جيد مع المجتمع حولي، أتمنى أن تنصحوني ببعض الأدوية لفتح الشهية وللرهاب الاجتماعي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد أوضحت مشكلتك بصورة جلية وواضحة، وأنت مدرك لكل أبعادها، وأقول لك أنك بالفعل تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من الخوف الاجتماعي.

والخوف الاجتماعي ظاهرة منتشرة جدا، وأفضل وسائل علاجه هي أن يصحح الإنسان مفاهيمه حول هذا الخوف، ولذا نحن دائما نركز على أن الخوف الاجتماعي ليس دليلا على ضعف في شخصية الإنسان أبدا، ولا ضعفا في إيمانه، والأمر الآخر والمهم جدا هو أن ما يشعر به الإنسان عند المواجهة من خوف – وربما تسارع في ضربات القلب – هذا شعور داخلي خاص لا يطلع عليه الطرف الآخر – هذا مهم جدا – لأن الأخوة والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي دائما يأتيهم الشعور بالخوف مما نسميه بالفشل في المواقف الاجتماعية، فهنالك من يعتقد أنه سوف يسقط أرضا، أو أنه سوف يفقد توازنه، أو يفقد السيطرة على الموقف، أو أنه يتلعثم ويرتجف أمام الناس ... إلخ، هذا مفهوم خاطئ وليس صحيحا أبدا.

هذه ركيزة جوهرية في العلاج يجب التنبه لها وأخذها في الاعتبار.

الأمر الثاني هو: أن تحقر فكرة الخوف، يجب أن تحقرها، لأنها في الأصل هي تجربة خاصة – كما ذكرت لك – وليست مكشوفة أو معروضة على الآخرين.

ثالثا: موضوع النحافة، وما تعتقده حول جسمك: أتفق معك، أربعون كيلو وزن قليل لا شك في ذلك، لكن يجب ألا تكون وسواسيا حول هذا الموضوع، كل الذي تحتاجه ربما إجراء بعض الفحوصات الطبية حتى تكون لدينا قاعدة طبية سليمة، وبعد ذلك تسعى لترتيب أمر الطعام، وتناول الأغذية المفيدة، وإن شاء الله تعالى سوف نصف لك الدواء الذي يساعدك كثيرا في هذا السياق، وفي ذات الوقت يعالج الرهاب.

توجد وسائل للتفاعل الاجتماعي الجماعي المفيد لعلاج الرهبة، وصلاة الجماعة دائما ذات فائدة خاصة جدا لعلاج الرهبة الاجتماعية، وكذلك المشاركة في حلقات تلاوة القرآن الكريم، والانخراط في الأنشطة الثقافية والخيرية والاجتماعية، والمشاركة في رياضة جماعية مع زملاء وأصدقاء لك، هذا كله ذو فائدة كبيرة جدا، فكن حريصا على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقول لك نعم -الحمد لله- توجد أدوية ممتازة فاعلة، والدواء - إن شاء الله تعالى – يحسن من الشهية للطعام، وفي ذات الوقت يعالج هذه المخاوف.

من أفضل الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات)، ويعرف علميا باسم (باروكستين) يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها ليلا بعد الأكل، واستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك خفضها إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ونصف يوميا لمدة شهر آخر، ثم ارفع الجرعة إلى حبتين - وهذه هي الجرعة العلاجية - تناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الزيروكسات.

كما ذكرت لك هو دواء فعال وسليم، وغير إدماني، لا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول، وفائدته - إن شاء الله تعالى – مضمونة، وفعاليته تبدأ بعد ستة أسابيع من بداية العلاج، والحرص على الجرعة وتناولها في وقتها، وبالكمية الموصوفة هي من أهم بواعث نجاح العلاج - إن شاء الله تعالى - .

وانظر العلاج السلوكي للرهاب: ( 269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات