أعاني من اللامبالاة والاكتئاب الظرفي وضعف التركيز.. أنقذوني

0 453

السؤال

جزيت خيرا يا دكتور محمد عبد العليم على إجابتك لاستشارتي السابقة.

شخصت حالتي في أحد مواقع الاستشارات على أنها قلق اكتئابي، وبالفعل كان لدي اكتئاب وقلق منذ 3 أشهر ونصف تقريبا ، وسوف أسرد مشكلتي باختصار.

أصبت بقلق من غير سبب واضح تحول بعدها بيومين إلى اكتئاب أستطيع أن أصفه بالشديد، لم أكن أستطع أن أشاهد التلفاز، ولا أن أفهم ماذا يقولون كأني في عالم آخر، إرهاق شديد، نسيان شديد، لا أستطيع المذاكرة أبدا، قلة تركيز شديدة تمني الموت، تفكير مستمر، وسلبي، وأفكار وسواسية.

بعض الأحيان أبكي لا آكل إلا قليلا، وبعد مرور الوقت يهدأ الاكتئاب، أحيانا أغلبه، وأحيانا يغلبني مع بقاء الإرهاق والعلامات التي أشرت إليها، لكنها أخف وطأة.

وزاد الطين بلة أنني أبحث في النت دائما عن الأمراض، وأتخيلها في إلى أن عرفت أن ما بي هو الاكتئاب ثم إنه خف قليلا، بعدما انتهيت من مرحلة دراستي لهذا العام، وخصوصا أني في إجازة أستطيع أن أقول أن الاكتئاب، والقلق خفا كثيرا –والحمد لله-، لكن لا زال شيء منه، والأعراض الجديدة: اللامبالاة، ولا أفكر في الزواج مطلقا.

وأيضا لم أعد كما كنت من حيث قدراتي، وعقليتي، وصعوبة الحفظ، وشيء من القلق أثناء عمل شيء ما، وإحساس بأني فاشل، وفقدان التركيز، وينتابني أحيانا عسر مزاج خصوصا عندما أشاهد الآخرين حياتهم ميسرة، ولدي شيء من كره مظهري من حيث قصري، ونحافتي، وأشاهد الآخرين، وأتمنى أن أصبح مثلهم، امتنعت عن الكرة بسبب قناعتي أن جسمي سيء، ولدي أيضا قولون عصبي لا أستطيع أن أصفه بهذا الاسم، فالذي لدي إمساك، وانتفاخ بالبطن، ولا أقصد بالإمساك صلابة البراز.

وبخصوص استشارتي السابقة أعذرني يا دكتور لم أكن أقصد بروز عظام القفص الصدري، إنما أقصد عظام الكتفين، أو القريبة منها من الأمام.

هذا كل ما لدي أتمنى أن تصفو لي العلاج المناسب وطريقة استعماله، وخصوصا أننا مقبلون على شهر رمضان، لأني لا أريد أن أخبر أهلي، ولا أريد أن أذهب إلى الطبيب، فإن أفاد -فالحمد الله- وإن لم يفد، المهم أني طرقت بابا للشفاء، وسوف أصبر.

وإذا كانت نصيحتك لي بعدم استخدام الدواء، فلن أستخدمه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أنا دائما أدعو الشباب في مثل عمرك بأن لا يلصقوا تهمة الاكتئاب، والإصابة بالاكتئاب بأنفسهم، نعم الإنسان قد يتعكر مزاجه، وقد يصاب بالضيق، والملل في بعض الأحيان، لكن هذه أن نعتبرها مجرد تقلبات وجدانية تحدث في فترة اليافعة، من يلبس ثوب الاكتئاب في مثل عمرك سيعطل حياته، ونحن نريد شبابا إسلاميا قويا فاعلا.

فإذن الاعتماد على هذه الآلية المعرفية تعتبر أكبر نصيحة نوجهها لك، كن فاعلا ومتفائلا ويقظا، وعليك بإدارة وقتك بصورة ممتازة، ولا تقبل بالقليل خاصة في اكتساب العلم، وهذه كلها وسائل ممتازة لتقوية الإنسان معرفيا، والإنسان حين يقوى معرفيا يستطيع أن يهزم الاكتئاب، هذا يجب أن يكون ديدنك، وهذا هو الطريق الذي يجب أن تسير عليه، العلاج الدوائي أنا لا أرى أنه توجد ضرورة بالنسبة لك في هذا الوقت بالنسبة لك.

آليات التفكير الإيجابي، مشاركة الأسرة في أنشطتها، وترتيب الوقت، ونحن الآن مقبلون على شهر رمضان، نسأل الله تعالى أن يبلغنا، ويبلغكم وجميع المسلمين، هذا وقت طيب وعظيم وأحد مواسم الخير والبركة، بل هو أفضلها، اجعلها انطلاقة جديدة، لا تكثر النوم، اجتهد في دراستك، وفي تواصلك الاجتماعي، وفي زيارة أرحامك، وفي العبادة، هذه تجعل البناء النفسي لديك يسير بصورة مطردة إلى الأمام.

بالنسبة للانشغال حول مظهرك أعتقد أن ذلك يجب أن لا يكون له أي مبرر، هنالك من تعايشوا مع هذه الإنشغال حتى إعاقاهم، وأنت ليس معاقا، أيها الفاضل الكريم: يجب أن تقبل نفسك، وتقبل ذاتك، وتقبل مظهرك، وأقبل شكلك، أنت ليس بأقل من الآخرين بأي شيء.

القولون العصبي هو نتاج طبيعي للتوتر، إن شاء الله تعالى التزامك بما ذكرت لك سوف يفيدك كثيرا.

ونشكرك على توضيحك حول بروز عظام القفص الصدري، وإنما الذي تقصده عظام الكتفين، أعتقد أن في هذا أيضا نوع من مما نسميه بالمراق، وهو أن ينشغل الإنسان بمظهره لا أقول يتخيل إنما يكون مشغولا بأعراض عضوية ليست ذات أهمية.

انطلق انطلاقة إيجابية جديدة، وأجعل لحياتك قيمة، وأجعل لنفسك أهدافا، وضع الآليات التي توصلك إن شاء الله تعالى إليها .

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات