السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما أتعب كثيرا خلال النهار يقول لي من حولي: ستنامين اليوم فورا قبل وصولك إلى السرير, وستنامين اليوم بلا حراك, لكن هذا في أغلب الأحيان لا يحدث, فعندما أتعب كثيرا خلال اليوم لا أستطيع النوم إلا في وقت متأخر, ويصيبني أرق شديد, وسرعة في ضربات القلب, ولا أستطيع النوم أبدا حتى الصباح, وتصيبني أيضا هذه الحالة في الامتحانات, ليس في كل الامتحانات, بل عندما أدرس كثيرا خلال اليوم, وأشعر أن دماغي لا يستطيع الاسترخاء والتوقف عن العمل؛ مما يؤدي إلى أن أذهب إلى الامتحان منهكة, ولا أكتب في الامتحان بشكل جيد.
أردت مرارا أن أتناول المنومات أو المهدئات, لكن أهلي منعوني من ذلك, ومنعوني أيضا من ذهابي إلى طبيب نفسي؛ خوفا من سوء التشخيص, وتورطي بدواء يضرني نفسيا, ويقولون لي: إنه مجرد توتر, وأنا أقتنع أن هذه الحالة في وقت الامتحان ربما تكون توترا, فلماذا تعاودني الحالة في حال العطلة عندما لا يوجد امتحان؟
أرجو منكم المساعدة, ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى الظريف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا لتواصلك مع إسلام ويب.
لاشك إن الإنسان في الفترة التي تسبق الامتحانات حين يحضر لها يكون في حالة من التحفز النفسي، وهذا التحفز النفسي قد يؤدي إلى قلق وأرق, وشيء من هذا القبيل.
في حالتك: أعتقد أنه لديك شيء من الاستعداد للقلق؛ لذا تصابين بالأرق, وتجدين الصعوبة الواضحة في النوم.
أما بالنسبة لتسارع ضربات القلب: فهذا عرض مهم من الناحية النفسية؛ لأنه إذا ارتبط بشيء من الخوف والقلق الشديد فهذا نسميه بنوبات الهلع أو الهلع من النوع البسيط, وهذه تتطلب العلاج، وعلاجها - إن شاء الله تعالى - ليس بالصعب.
الذي أنصحك به هو أن تقومي بإجراء بعض الفحوصات العامة، لابد أن تكون هنالك قاعدة طبية رصينة، وأعني بذلك أن تتأكدي من مستوى الهيموجلوبين لديك، وهل يوجد ضعف في الدم أم لا! تأكدي من مستوى السكر، فهذه فحوصات بسيطة جدا, ويمكن لأي مختبر أن يقوم بها، وبعد التأكد - إن شاء الله تعالى- من السلامة العضوية فعند ذلك أقول لك: إن الجانب النفسي يعالج من خلال تمارين تسمى تمارين الاسترخاء, وهذه التمارين جيدة وممتازة ومريحة جدا، وعليك تطبيقها بالتزام, وانظري (2136015).
الأمر الآخر هو: يجب أن تتجنبي تناول محتويات الكافيين، الشاي، القهوة، الببسي، الكولا، فهذه تحتوي في بعض الأحيان على تركيزات عالية من الكافيين، وبعض الناس لديهم حساسية وسرعة الإثارة لأعضاء معينة في الجسم, منها القلب، وقد تتسارع الضربات نسبة لوجود الكافيين، كما أن الكافيين يزيد اليقظة لدى الإنسان.
إذن: تمارين الاسترخاء بالإضافة للتحوط من الكافيين، مع ضرورة أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة, وهذا مهم جدا، وإن شاء الله تعالى سيساعدك، قومي أيضا بأي بتمارين رياضية خفيفة تناسب الفتاة المسلمة فهذا شيء مهم، وحاولي أيضا توزيع وقتك بصورة صحيحة، ولا تجهدي نفسك في المذاكرة فقط, فلنفسك عليك حق في أن ترتاحي، وتروحي عن نفسك بكل ما هو مشروع, وشاركي أسرتك في الأنشطة المنزلية، فهذا كله - إن شاء الله تعالى - يعود عليك بالخير الكثير والوفير.
تحفظ الأهل حول العلاج الدوائي له ما يبرره، فالناس تتخوف كثيرا من الأدوية النفسية, ونحن نقول: إن الأدوية النفسية إذا تم وصفها من جانب الطبيب الجيد والمقتدر والأمين فليس لها ضرر أبدا، نعم هنالك أدوية تعودية, وهنالك أدوية مريحة للناس, ولكن تسبب أضرارا, لكن هذه لا تسبب أضرارا، فأنا أود أن نصحك بما ذكرته لك، وأعتقد أن هذا يكفي تماما, وإذا لم تتحسن حالتك, وهذا لا أتوقعه إن شاء الله تعالى في مثل هذه الحالة, فاطلبي من ذويك أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي لمرة واحدة لمجرد الاستماع لرأيه, والتدرب بصورة أفضل على تمارين الاسترخاء، وربما يصف لك علاجا واحدا من الأدوية البسيطة المضادة للقلق, وهذا يكفي تماما.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا لتواصلك مع إسلام ويب.