هل تسبب الأدوية المضادة للاكتئاب الإدمان واللامبالاة وتقتل خلايا المخ؟

0 538

السؤال

أنا أستخدم سيبرالكس 20 مل تقريبا منذ سنة للقلق، -والحمد لله- ذهب القلق، لكني أشعر بأن مشاعري وأحاسيسي باردة، أو أني متبلد الأحاسيس والعواطف، ولم أكن قبل تناول الدواء بمثل هذا التبلد، وأيضا لا أشعر بأي قلق طبيعي مثل الناس، يعني لو سمعت بخبر سيء لا أتأثر به أبدا، وأيضا عملت حادثا بالسيارة، ولم أشعر بأي قلق أبدا وحتى أن إخواني مستغربون أني لا أخاف عندما أسمع صوتا عاليا أو أي شيء!

كنت عندما أصلي التراويح أبكي في الدعاء، أما الآن فلا أستطيع، يعني عندي لامبالاة فلا أحزن، ولا أفرح، سألت طبيبا آخر؛ لأن طبيبي الذي وصف لي سيبرالكس 20 مل ترك المستشفى، وقال: الجرعة ربما تكون كبيرة عليك، ونصحني بتخفيض الجرعة تدريجيا، وقال لي: إن سبب التبلد من الدواء، فخففه، وسوف ترجع طبيعيا، هل هذا الكلام صحيح؟

هل صحيح أن الأدوية المضادة للاكتئاب مثل السيبرالكس تسبب الإدمان، وتقتل خلايا المخ، ولا يستطيع أحد تركها، ولا تخرج المادة الكميائية من جسم الإنسان أبدا، وتبقى أعراضها الانسحابية طوال العمر؟

هل مر عليكم أحد أخذ الدواء وتعالج وأوقف الدواء، ورجع إنسانا طبيعيا، ولم يحتج إلى الدواء طوال العمر والحياة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود محمد سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

سؤالك جيد جدا؛ لأن الذي سردته قد لا يلاحظه الكثير من الناس، وهو أن بعض الأدوية للاكتئاب ربما تؤدي إلى شيء من الحيادية في المشاعر، بمعنى أن وطأة الاكتئاب قد تختفي، ولكن الإنسان لا يحس بنوع من الفرحة والمشاعر الإيجابية عند بعض المواقف التي تتطلب ذلك، لا نقول إنه تبدل في المشاعر إنما هي حيادية في المشاعر، هذا يلاحظ مع السبرالكس، الآن توجد بعض التوجهات في إضافة جرعة بسيطة من الأدوية القديمة مثل عقار امبيرمين، والذي يعرف باسم تفرانيل ربما يساعد في إزالة مثل هذه المشاعر، لكن هذا الأمر لا تثبته بحوث علمية معتبرة، وهنالك دواء الآن يعرف باسم فالدوكسان هو دواء جديد نسبيا، ومضاد للاكتئاب، روجت له الشركة المصنعة بأنه يعالج الاكتئاب، ولا يؤدي إلى أي حيادية في المشاعر، ويزيل ما يمكن أن نسميه بالتبدل الوجداني، ويجعل الإنسان يتفاعل، وينشرح متى ما تتطلب المواقف ذلك، أعتقد أنه من الإنصاف بأن نقول يجب أن ننتظر قليلا حتى يثبت بالفعل له هذه الخاصية أم لا؟!

جرعة (20) مليجرام من السبرالكس هي جرعة معقولة، وهي جرعة علاجية مع تقديري الشديد لما ذكر لك أن الجرعة عالية، لكني أقول لك إنها كجرعة علاجية صحيحة، لكن يمكن أن تخفض الجرعة إلى (10) مليجرام لتصبح جرعة وقائية، هذا قد يساعدك بالفعل في إزالة هذه الحيادية في المشاعر، وربما تتناول عقارا يعرف باسم فلوناكسول، أو الفلوبتكسول كما يسمى علميا، هذا الدواء له خاصية إيجابية حين يتم تناوله مع السبرالكس، إذن اجعل السبرالكس (10) مليجرام، وتناول الفلوناكسول بجرعة نصف مليجرام يوميا، أعتقد أن هذا سوف يكون مناسبا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أخي الكريم: هذه المضادات للاكتئاب مثل السبرالكس لا تسبب الإدمان، وهذه ميزة ممتازة لهذه الأدوية، وهي لا تؤدي إلى تدمير، أو ضمور، أو قتل خلايا الدماغ، بل على العكس تماما، بل هي تحافظ على خلايا الدماغ، وهذا أثبت بما لا يدع مجالا للشك، هذه الأدوية يستطيع الإنسان أن يتركها، وهي ليست إدمانية، أو تعودية، لكن التوقف منها يجب أن يكون من خلال اتباع برتوكولات التدرج العلاجي المعروفة، وأعراضها الانسحابية لا تبقى طول العمر هذا الكلام ليس صحيحا.

أخي الكريم بالنسبة لسؤالك الأخير... هل مر عليكم أحد أخذ الدواء، وتعالج ثم أوقف الدواء ورجع إنسانا طبيعيا، ولم يحتج إلى الدواء طوال العمر والحياة؟

نعم هم كثر جدا بفضل الله تعالى، أؤكد لك أن معظم الناس لا يحتاجون أن يستعملوا هذه الأدوية لفترات طويلة، والمهم هو اتباع التعليمات، وهذه أحد وسائل نجاح العلاج الدوائي، والإنسان لابد أن يأخذ بالآليات العلاجية السلوكية الأخرى والتي تقوم على مبدأ إيجابي، والفعالية وأن يكون الإنسان دائما في معية الله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات