البنات في المدرسة يضايقنني؛ مما أدى إلى انطوائيتي، فما العمل؟

0 356

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الصف الثالث ثانوي, أعاني من الانطوائية, عندي أصدقاء, ولكن شخصيات أغلبهم مثل شخصيتي, وأنا أشعر بالملل منهم, ولا أحبهم, لكني أجلس معهم في الفصل.

في إحدى المرات تسأل المعلمة البنات: من تحب أن تشارك بالإذاعة, وإحدى البنات قالت: رنا, وكل الفصل ضحك علي, وإحدى المعلمات تقول لي: أنت والتي بجوارك مثل الأصنام, وأنا تأثرت من كلامهم؛ حتى أن مستواي الدراسي تدنى, و كنت أغيب كثيرا.

وعندما كنت في المتوسطة لم تكن البنات والمعلمات يضايقنني ولا يتكلمن علي, أما في الثانوية فعندما كنت أعمل أي شيء في الفصل يعلقون علي, حتى أني في الاختبارات النهائية أكون متوترة, وقلبي يدق بسرعة, وجسمي يرتجف, ولا أعرف لماذا؟ ولا أستطيع أن أركز في الاختبار.

وعندما كنت في المتوسطة لم أكن أشعر بالأشياء هذه, وإنما شعرت بها عندما دخلت الثانوية, وقد تغيرت الأمور وفارقت صحبتي وبنات عمتي.

أريد رأيكم، هل أنتقل من المدرسة أم لا؟ فأنا خائفة من أجل السنة القادمة وهي آخر سنة, وأخاف من تدني مستواي؟ وهل من الممكن أن تخبروني عن أسباب وعلاج الانطوائية؟ وهل أنا بحاجة أن أستشير طبيبا نفسيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرا لك - يا ابنتي - على الكتابة إلينا.

عدة أمور مجتمعة تمر في حياتك في هذه المرحلة، فالمراهقة والمرحلة الثانوية والعام القادم وهو السنة الأخيرة، وربما أمور أخرى في حياتك الأسرية وخارج البيت.

المهم أنك تمرين بمرحلة حرجة وهامة من حياتك، حيث تصبح الشابة شديدة الحساسية، وأصغر كلمة تقال يمكن أن يجعلها أياما لا تنام، وقد تغيب عن المدرسة - كما حدث معك -.

لنترك موضوع الارتباك وتسارع ضربات القلب أثناء الاختبارات، فقد انتهت الآن اختبارات آخر العام، وقبل أن تأتي اختبارات العام القادم فعندك الوقت الكافي لإصلاح ما يحتاج لإصلاح.

لا أنصحك بتغيير المدرسة في هذه المرحلة، إلا إذا كانت هذه المدرسة مزعجة لك بشكل كبير، فالأولى البقاء فيها، حيث تعرفين الطالبات والمعلمات والموظفات ونظام المدرسة.

حاولي أن تري الجانب الإيجابي في الحياة، سواء الجوانب الإيجابية عندك، أو الجوانب الإيجابية عند الآخرين، وخاصة زميلاتك ومعلماتك، فبالرغم من بعض مواقفهم السلبية، فلاشك أن هناك جوانب إيجابية كثيرة.

الحياة لا تطاق عندما لا نرى إلا الجوانب السلبية في حياتنا وحياة الناس.

ارفقي بنفسك، ولا تحمليها كل هذه المواقف السلبية، ولاشك أنك مقتدرة مع الكثير من الإيجابيات الحلوة، وإذا أنت لم تعززي هذه الصفات عندك، فكيف للآخرين أن يعززوها! احتفلي بالإيجابيات عندك، وعندها سيقدرها الآخرون، وما هو إلا وقت قصير حتى تتحول المواقف السلبية إلى مواقف إيجابية, وبالطريقة التي تحبين.

استعيني بالأنشطة والفعاليات خلال هذا الصيف، من هوايات ورياضة وغيرها؛ مما يعزز عندك ثقتك بنفسك، ويرفع من قدراتك؛ بحيث يسهل عليك - ليس فقط موقفك من الزميلات والمعلمات - وإنما سيعينك هذا حتى في الثانوية العامة، وقبل انتقالك للمرحلة الجامعية.

وانظري علاج الانطوائية والعزلة سلوكيا: ( 267409 - 263675 - 272718 ).

وفقك الله, ويسر لك الخير والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات