وساوس وخوف كبير من أن أجن.. هل حالتي خطيرة؟ وما علاجها؟

0 752

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا أتابع موقعكم باستمرار، ومن المعجبين به جدا، وجزاكم الله خيرا على المساعدات التي تقدمونها.

أنا مصطفي 32 سنة، أعاني من مشاكل نفسية، بدأت منذ حوالي 12 سنة بعد حادثة كبيرة، وقعت لي لكن وقعت لي الصدمة فقط بعد ثلاثة أشهر من الحادثة، بدأت لي بأعراض مزعجة بسيطة كضيق في التنفس، وتسارع ضربات القلب، واضطراب في النوم مع فقدان للشهية، ذهبت إلى كثير من أطباء القلب والمعدة، لكن لم يجدوا أي مشكلة بعدها تطورت حالتي شيئا فشيئا ذهبت إلى طبيب نفسي، فوصف لي دواء سولبريد، وقطرات اميتريبتلين، ولم أتحسن أخذت الدواء مدة عام، وأكثر، ثم لم أتناوله بعدها.

بقيت على هذه الحال حتى تطورت أكثر وأصبحت في رأسي، أصبحت أحس بالصداع الدائم مع شد في آخر الرقبة أحس أن رأسي ثقيل جدا، اضطرابات في الرؤية، طنين في الأذن، تعب دائم، عدم القدرة على النوم، (إذا أصبحت أنا على السادسة صباحا فقط) أنام الفترة الصباحية إلى منتصف النهار إجهاد، مشاكل بطنية، خوف شديد، وتوتر من كل شيء، أخاف حتى من الأدوية، أعاني من وساوس تلازمني دائما، خوف كبير من أن أجن، لكن أكثر ما يزعجني في هذه الأيام وهذا أكثر ما أعاني منه الآن هو عدم الإحساس، أو الشعور بأني في الواقع، وحالتي تزداد سوء يوما بعد يوم.

أريد أن أعرف هل حالتي خطيرة؟ هل من الممكن أن أشفى؟ الآن وصف لي الطبيب دوائين انافرانيل، وليكزوميل أو كييتيل بدله، لكني لم أتناوله؛ لأني خائف من الأعراض الجانبية، ولدي وسواس منه، هل سيفيدني أم لا.

أريد أن أتخلص من مشكلة الخوف هذه، ولدي خوف شديد من أني سأجن، وخصوصا بعد الحالة الأخيرة التي ذكرتها، وهي عدم الإحساس بأني في الواقع. ساعدوني في إيجاد حل أرجوكم.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر لك ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

التفاعلات النفسية قد تكون مرتبطة بالأحداث الحياتية مباشرة، أو قد تتأخر، كل حدث نفسي يأتي بعد الصدمات في خلال الستة أشهر التي تعقب الصدمة نعتبره مرتبطا بها ارتباطا مباشرا.

في حالتك الأمر واضح جدا نوعية الأعراض التي حدثت لك هي أعراض مثالية جدا لما يعرف بعصاب ما بعد الصدمة، أو عصاب ما بعد الكارثة، أو عصاب ما بعد الحدث، أو عصاب ما بعد الإصابة كلها مسميات صحيحة، ما حدث لك بعد مضي ثلاثة أشهر من الحادثة الكبيرة التي ذكرتها هو تفاعل معروف جدا يحدث لكثير من الناس، خاصة الذين لديهم الاستعداد للقلق والتوتر النفسي، أنت قمت بزيارة الطبيب الباطني والجهاز الهضمي، وبعد ذلك ذهبت إلى الطبيب النفسي، وحالتك بالطبع هي حالة نفسية مائة في المائة.

الأدوية التي أعطاها لك الطبيب هي أدوية جيدة، لكن الدواء المثالي لعلاج عصاب ما بعض الإصابة دواء يعرف باسم سيرتللين، له مسميات تجارية كثيرة من أشهرها زولفت ولسترال، لكن بالطبع الأطباء يقيمون حالة الإنسان، وكذلك يصفون الأدوية التي تكون متوفرة في البلد الذي يمارسه فهي المهنة، أو الطبيب أيضا يصف الدواء بناء على اعتبارات أخرى مثل التكلفة، وقابلية الإنسان لمواصلة العلاج.

عموما الأمر إن شاء الله بسيط حالتك الآن هي حالة من حالات القلق النفسي، وهذا القلق النفسي مصحوب بمخاوف، ودرجة بسيطة من الوساوس، وهذا هو الذي جعلك تقاوم حتى فكرة العلاج، أو ترفضها بالكلية، هذا نوع من الوساوس، وأنا أؤكد لك أن حالتك حالة بسيطة أن حالتك يمكن أن تعالج، ويجب أن تعالج.

ويا أخي الكريم، ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء فتداوو عباد الله، فلا تحرم نفسك من هذه النعمة العظيمة، عقار أنفرانيل دواء جيد وممتاز، وأعتقد أنه سوف يفيدك كثيرا، وعقار ليكزوميل لا بأس به، لكن يجب أن تتناوله لفترات طويلة؛ لأن الإدمان عليه وارد خاصة إذا تناوله الإنسان لمدة تزيد عن ستة أسابيع، وهذا الأمر معلوم جدا لطبيبك، وأعتقد أنه قد يكون وضع لك البرامج العلاجية حسب ما يناسبك ومقتضيات الفعالية، والسلامة للأدوية هي من الأساسيات التي يهتم بها الأطباء، فإن شئت أن تواصل على الأنفرانيل هذا جيد، وإن شئت أن تتناول الدواء الأخر وهو سيرتللين، والذي ذكر لك أنه علاج تخصصي في علاج القلق، والمخاوف خاصة حين تكون مرتبطة بعصاب ما بعد الصدمة، لكن لا أريدك أبدا أن تتناول السيرتللين دون استشارة الطبيب، وفي ذات الوقت أقر تماما أن الانفرانيل دواء جيد، وفاعل، ويجب أن تبدأ الجرعة تدريجا، ثم ترفع الجرعة حسب مقتضيات تطور الحالة، أعتقد أن أقل مدة للعلاج هي ستة أشهر، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى أريدك أن تحقر فكرة المخاوف، وأن تعيش حياة طبيعية جدا مفعمة بالأمل والرجاء، ومليئة بالأنشطة، وأكثر أخي الكريم من التواصل الاجتماعي، اصرف انتباهك تماما عن هذه المخاوف والوساوس، وكن إيجابيا في تفكيرك، وعليك بإدارة الوقت بصورة طيبة، الدعاء مطلوب ومهم جدا، وممارسة الرياضة تعتبر قيمة إضافية، فكن حريصا عليها.

إذن أخي الكريم؛ هذه المساعدة التي يمكن أن أقدمها لك، وأنا أقول لك إن حالتك يجب أن تعالج، ويمكن أن تعالج، ولا تتوانى في ذلك سوف تحس بالفرق الكبير والعظيم بعد أن تتناول الدواء، والدواء يضمن فعاليته بالالتزام بالجرعة، والمدة العلاجية، وبفضل الله تعالى هذه الأدوية حديثة وسليمة وجيدة وفعالة وغير إدمانية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات