السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أدعى ألفة، عمري 16 عاما، مشكلتي أن ثقتي بنفسي ضعيفة جدا، أي أشعر بعدم الثقة بنفسي أغلب الأحيان، وعندما يفرض الواقع علي موقف التكلم مع أحد من الأقرباء المقربين على الهاتف أرتبك وأتوتر، وخاصة إذا كان معي أحد، رغم أني دائما أكلم نفسي بإيجابية، ولكن دون فائدة.
بالإضافة إلى أني لست جيدة في المناقشة، وأيضا لا أستطيع قول لا للأشخاص الفارغين، ليس لدي القدرة على إسكاتهم، فأرجو منكم مساعدتي.
ولدي سؤال آخر، وهو أني أريد معرفة أهدافي وقدراتي ومهاراتي الشخصية، فأنا فتاة كثيرة الأمل، وأحب أن أدخل تخصصا أحبه لأبدع فيه، فأنا أحب أن يكون لدي بصمة في الأرض لإعلاء قيمة الإسلام، وإرجاع الحضارة الإسلامية، ولكن الظروف لا تسمح لي, فمدرستي قد اختارت لي الفرع الأدبي، رغم أني لست جيدة في الحفظ؛ لأن علاماتي ليست جيدة في الرياضيات بعد أن كان آخر أملي فرع الاقتصاد، وكذلك الظروف المادية، وعدم استقرار عائلتي في بلد معين.
وقد سئمت من وضع أهداف قديمة كتعلم اللغة الانجليزية والكومبيوتر، وحفظ القرآن فأفشل فيها دائما، وعدم توفرها أدى بي لكرهها، فأنا الآن تائهة ولا أدري ما أفعل، وخاصة في هذا الصيف، وأكره أن يضيع وقتي سدى.
أتمنى المساعدة والرد السريع، وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ألفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، أسأل الله لك التوفيق والسداد.
المشكلتين لا يمكن الفصل بينهما, الشعور بالدونية والنقص، وعدم تأكيد الذات، وفي ذات الوقت مشاعرك المحبطة حول المستقبل، وأنك لن تستطيعي الإنجاز وأن تصلي إلى ما تأملين فيه من نجاح، الشيء الذي نستطيع أن نساعدك من خلاله هو أننا ندعوك حقا وحقيقية بأن تقيمي نفسك مرة أخرى دون أن تظلمي نفسك، وأقصد بذلك أن الكثير من الفتيات يقمن بتقييم أنفسهن بصورة خاطئة، وهذا يؤدي إلى شعور بعدم الثقة والتردد وافتقاد الفعالية بالرغم من أن وجود المقدرات.
من الأشياء الخاطئة جدا هو أن يحكم الإنسان على نفسه فقط من خلال ما يشعر به، لا، الإنسان يجب أن يحكم على نفسه من خلال أعماله وما يجب أن يقوم به من أعمال، هذا هو الحكم الصحيح على المقدرات، والإنسان يمكن أن ينجز إذا كان واقعيا، وإذا كان لديه إرادة تحسن، لكن الإنسان إذا اتبع إرادة الفشل فسوف يفشل، والإنسان مخير تماما في هذه الأمور، والحق عز وجل يوضح لنا في كتابه الكريم { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } هذا دليل قاطع لا يقبل أي نوع من الجدال أو النقاش، وهو أن الله تعالى استودع فينا طاقات، ومقدرات، وإمكانية كبيرة قد تكون مختبئة، ومسئوليتنا أن نخرجها ونستفيد منها حتى تتلاءم مع الحياة، ونكون نافعين لأنفسنا ولغيرنا.
أنا أقول لك أشياء بسيطة جدا أنت مدركة لها تماما، ولكن أذكرها لك من قبيل التذكر والتأكيد عليها.
أولا: أهم وسيلة للنجاح هي إدارة الوقت بصورة صحيحة، لا بد أن تكون أمامك خارطة واضحة للكيفية التي سوف تقضيين بها (24) ساعة القادمة، ابدئي من الآن، والإنسان يمكن أن يعدد وينصف الأنشطة التي يريد أن يقوم بها، الراحة لها وقت، والقراءة لها وقت، والعبادة لها وقت، الرياضة لها وقت، التفكير بما هو مفيد له وقت، ترتيب الشؤون الخاصة له وقت، وهكذا، إذن من خلال إدارة الوقت يستطيع الإنسان أن ينجز، والذي لا يدير وقته لا يستطيع أن يدير حياته.
ثانيا: كثيرا ما تأتي للإنسان ما نسميه بالأفكار السلبية التلقائية، هذه الأفكار قد تتساقط على الإنسان، وتطبق عليه، ويصبح مكبلا تحتها، لكن الشخص ذو الوعي وذو الفكر الإيجابي لا يقبل هذه الأفكار أبدا، وهذا نسميه بإرادة التحسن، فأنا أريد أن تكوني على هذا النمط, وأنت لست بأقل من الأخرين، وأمر مهم جدا هذه الكلمات التي تردد الآن والعبارات مثل تأكيد الذات وفقدان الثقة، وجلد الذات، وتنمية الذات، أعتقد أنها قد أضرت بالناس في بعض الأحيان, وذلك نسبة لسوء فهما، كل إنسان يستطيع أن يبني حياته بصورة ممتازة وإيجابية إذا أراد ذلك، والإنسان إذا أراد أن يفشل سوف يفشل.
بالنسبة لآمالك المستقبلية حول التعليم والتميز وأن تكوني نافعة لنفسك ولأمتك الإسلامية هذا أمر جميل، وهو المطلوب من الشباب، وأنت ترين الآن هذه التغيرات العظيمة التي يقودها شباب المسلمين، أنت منهم، زودي نفسك بسلاح العلم والدين وهم الأفضل، لتصبحي قوية ومثابرة ومجتهدة ونافعة لنفسك ولغيرك.
أنبهك لشيء آخر مهم جدا وهو أن بر الوالدين هو مفتاح الخير الأساسي للإنسان، فكوني حريصة على ذلك، أمر آخر الصحبة الطيبة، الأخذ بالنماذج الناجحة في الحياة يحسن الدافعية لدى الإنسان، فكوني حريصة على ذلك، إذن وفي ختام هذا الاسترشاد البسيط بأن تجتهدي وتسقطي الفكر السلبي التلقائي وتستبدليه بفكرة إيجابي.
دراسة العلوم الأدبية ممتازة جدا بكل أمانة ودقة، أراه في بعض الأحيان أفضل من المسار أو الميثاق العلمي، العلوم الأدبية كثيرة ومتسعة, والخيارات بها جيدة جدا، ومن هنا أقول لك وأدعوك لا تحقيري إمكانيات، المهم هو الإجادة، والإنسان إذا أبدع وأجاد في أي فرع من العلوم فهو أصبح متميزا ومفيدا لنفسه وللأخرين.
وللفائدة راجعي وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.