السؤال
لا أعرف من أين أبدأ؛ أمن الحزن الذي بداخلي ويكاد يقتلني أم من اللحظة التي تدمرت بها حياتي؟!
منذ كنت في المدرسة الثانوية كنت طالبة متفوقة في الدراسة, لكني كنت خجولة بعض الشي, وعلاقاتي كانت محدودة، وبعد الثانوية أردت أن أدرس موضوعا مميزا - وهو هندسة البناء - وسجلت في الجامعة, لكني لم أحصل على علامة عالية في امتحان قبول الجامعة؛ لذلك انتقلت إلى كلية لدراسة نفس الموضوع, إلا أن أهلي لم يعجبهم, وطلبوا مني دراسة مجال الحاسوب, وكنت أحصل على علامات جيدة حتى السنة الثانية.
بدأت أعمل أيضا, لكني بدأت أقصر في الدراسة, إلى أن انقطعت عن الدراسة نهائيا, بعدها لا أعرف ما الذي حصل! إلى أن ترقيت في عملي, وأصبح لي مشروع مميز أعمل ضمنه, ولم تمر فترة طويلة إلى أن تغير رئيس عملي, وتبين أن مصلحته هو وأعوانه في تسريحي من هذه الوظيفة, وقد حاولت عدد من المؤسسات أن تبني مشروعي, لكن اليأس ملأني, وتقاعدت في البيت, وتراكمت علي الديون, وبعد أشهر وجدت وظيفة, وبدأت أعمل.
تقدم لي ابن عمي لخطبتي, فقام أهلي بإقناعي, ووافقت عليه, وقد اقتنعت أن هذا قدري, وقد كان أصغر مني بسنة.
في فترة الخطبة لم يحاول الاتصال بي أو التكلم معي, وبدا لي أن شخصيته ضعيفة, فأردت فسخ الخطبة, إلا أن أبي أجبرني على الزواج منه, وفجأة لم أشعر بشيء إلى أن تزوجت, وبعدها كأني استيقظت من غيبوبة, فبدأت تعاستي, ولم أشعر بالسعادة, ولم نتوافق في شيء, وشعرت أنه إنسان ضعيف, وبدأ يعاندني, ولم يحسسني بأني امرأته, بل خادمته, وذلك من الأسبوع الأول من زواجنا, فقررت الانفصال؛ لأني عانيت الكثير طوال السبعة الأشهر, وفي ذلك الوقت كان أهله قد زوجوه من أخرى, وحينها وقف أهلي إلى جانبي, فوافق على الطلاق بعد دفع مبلغ من المال, وبناء عليه أخذت قرضا من البنك مع فوائد كبيرة.
وبدأت مرحلة جديدة من حياتي, وكنت سعيدة؛ لأني تخلصت من هذا القدر, ولم أهتم كثيرا بأني أصبحت مطلقة, رغم المجتمع ونظراته إلي, ولمدة 7 سنوات كان يملؤني الأمل بأني سأجد الإنسان المناسب الذي سيعوضني عن كل شيء, لكن حياتي كانت صعبة, فأنا أحاول أن أتقدم في الدراسة والعمل, ولا أصل إلى ما أريد, ومما زاد الهم القرض, والشيء الأهم هو تركي للصلاة, وأخطاء قمت بها لم أشعر بأني مخطئة, ولم أشعر بوجود الله ومحاسبته لي, إلى أن جاء اليوم الذي قررت فيه أن أتوب إلى الله, وأتوقف عن تلك الأخطاء, ومرت 5 أشهر إلى أن تعرفت على شاب, وأحببته وأحبني خلال فترة قصيرة, وقد كان من عائلة ثرية, لكنه كان متزوجا, وقد وثقت به كثيرا, ولم يمر أسبوعان حتى فاتحني بالزواج, وقد كنت أشعر بأني أعرفه منذ زمن بعيد, وهو كذلك, والأمر أننا كنا نفهم بعضنا بشكل كبير, ووافقت عليه رغم ظروفه - له زوجة وأولاد - وتفهمت ذلك, وقلت لنفسي: هذا قدري, وزوجته وأهلها عارضوا بشدة, لدرجة تهديدي وإبعادي عنه, وبأنها ستقوم بعمل سحر لي لتطليقي منه بعد زواجي, ومحاوله التأثير عليه والمس من شرفي.
أبناء عمومتي لم يوافقوا؛ لأنه من عائلة لا تناسبنا, وأصبحت سيرتي أنا وهو على كل لسان, ورغم هذا لم يهتم, وعمل المستحيل, فجهز بيتا كاملا, ودفع مهرا عاليا, وفرض الأمر على زوجته وعائلته, وبعد شهر من معرفتي به تمت الخطبة - بموافقة أهلي - لمدة شهر, وبعدها تزوجنا.
وقد كنا أسعد اثنين, وعشت معه أجمل أيام حياتي في الشهر الأول من زواجنا, إلى أن بدأت الأمور تختلف فجأة خلال أسبوع واحد, فقد أصبح إنسانا آخر, وأصبح غير متحمس معي, وصار يهتم لأمر زوجته, ويزورهم كثيرا في بيتهم, ويتهرب من الجلوس معي بحجة العمل, ويشكو دائما من ألم بصدره ورأسه! ويغضب مني من أي شيء, وبعدها طلب مني أن يصطحبني إلى بيت أهلي, ثم قال لي: إنه يشعر بتعب, وسوف يتصل بي, وعندما شعرت بهذا التغيير خفت, واتصلت بأخيه وشرحت له الموقف, لكنه في اليوم التالي بعث يطلب الطلاق دون أن يواجهني, وأهله تدخلوا ومنعوه من الطلاق لمدة شهرين بحجة أنه مسحور, وأنا حاولت الاتصال به بشتى الطرق, ورجعت إلى صلاتي, ودعوت ربي كثيرا, لكنه رفض وأصر على الطلاق, وطلقت للمرة الثانية.
تدمرت حياتي, وأصبحت أخجل من أهلي وأبناء عمومتي والناس كلهم, وتركت عملي ودراستي, لماذا فعل بي هذا ودمرني؟ لماذا وعدني ودخل حياتي ثم دمرني؟ لقد خسرت كل شيء: الأمل بأني يوما ما سأعيش سعيدة, طموحي, حياتي كلها.
أنا أذهب الآن لمعالجة نفسية, ولكني لا أشعر بتحسن, ولا أشعر بأن هناك حياة, فكل شيء بداخلي مات, وتركت الدراسة, ولا أشعر بالميل للتعليم, وأصبحت أشعر أني غريبة في هذا العالم.
ساعدوني.