أتناول الإفكسر لعلاج الهلع, فما رأيكم به؟ وكم أستمر عليه؟

0 448

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستخدمت حبوب الكبتاجون قبل عشر سنوات لمدة سنتين، وتركتها بإرادتي بعد أن دمرتني وأصابتني بظنون وشكوك، واكتئاب، وقلق، وخوف اجتماعي وهلع، وعزلة عن الناس ما عدا ذهابي للعمل فقط، وانطوائي بقية اليوم، وعدم حبي للخروج.

استخدمت الأفيكسور 150 ملج، وقد قضى على الهلع، وقليل من الاكتئاب والقلق، وأنا أستخدم الآن الأنفيجا 3 ملج، وأشعر بتحسن خفيف في نهاية الظنون.

فما توجيهكم من ناحية الجرعات؟
وكم الفترة التي أستمر عليها؟
وما تشخيص حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

بالطبع أنا سعيد جدا أن أعرف أنك قد أقلعت عن تعاطي الكبتاجون، وأنت ذكرت أنك قد تناولته قبل عشر سنوات، ولكن آثار هذا المؤثر العقلي ظلت معك، وظهرت في شكل: (قلق، وتوتر, ورهاب، وشكوك، وظنون)، والشكوك هي من الآثار الحقيقية التي يمكن أن تنشأ من تناول هذا المخدر.

عموما: أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأريدك الآن أن تنظر إلى الأمور بتفاؤل، وأن تحاول أن تخرج نفسك من العزلة، فهذا مهم جدا، فالتأهيل الاجتماعي مطلوب في مثل هذه الحالات، والتأهيل الاجتماعي من ركائزه الأساسية: التواصل الاجتماعي، والتواصل من الممكن أن يكون في بداية الأمر على نطاق الواجبات، الصلاة مع الجماعة مثلا، فهذا فرض وواجب، وفي ذات الوقت هو تواصل اجتماعي من نوع خاص، وزيارة الأرحام، والتواصل مع الأصدقاء، وحضور المناسبات الاجتماعية، وحضور الجنائز، فهذا - يا أخي - كله نوع من التواصل الذي يؤجر عليه الإنسان -إن شاء الله تعالى- وفي ذات الوقت يؤهل الإنسان نفسه اجتماعيا، فكن - يا أخي - حريصا على ذلك.

نصيحتي لك أيضا أن تقرأ فالقراءة مهمة جدا؛ لأن المخدرات بصفة عامة تجعل فكر الإنسان سطحيا ومضمحلا، ومن خلال الاطلاع والقراءة تتحسن مقدرات الإنسان المعرفية، وهذا يريح النفس كثيرا.

والرياضة لها أهمية أساسية في تنشيط الجسد، وتحسين وظائفه الفسيولوجية بصفة عامة، فكن حريصا على ذلك.

أما بالنسبة لموضوع العلاج الدوائي: فالإفكسر دواء طيب وجميل، وأنت - كما ذكرت – قد تخلصت من الهلع تماما، وكذلك الاكتئاب.

وبالنسبة للمشاعر الاضطهادية أو الظنانية فإن (الأنفيجا) دواء ممتاز، لكن جرعة (3) مليجرامات هي جرعة صغيرة؛ ولذا أقول لك: ارفع الجرعة إلى (6) مليجرامات، وبعد أن يقضي على هذه الشكوك تماما استمر على جرعة (6) مليجرامات لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وبعد ذلك يمكنك أن تخفضها إلى (3) مليجرامات كجرعة وقائية، فهذا - يا أخي - الأفضل، والأنفيجا ليست له فائدة علاجية حقيقية إلا إذا وصلت الجرعة إلى (6) مليجرامات, أما (3) مليجرامات فهي جرعة وقاية أكثر من أنها جرعة علاج.

وإذا تواصلت مع طبيب نفسي فهذا - إن شاء الله تعالى - سوف يكون مفيدا بالنسبة لك أيضا.

وبالنسبة للمدة: فأنا أرى أن مدة العلاج على الأنفيجا يجب أن لا تقل عن ثلاث سنوات، وهذه ليست مدة طويلة، خاصة أن الأمراض الظنانية قابلة للانتكاسات، والوقاية دائما خير من العلاج، خاصة في مثل هذه الحالة.

تشخيص حالتك - أيها الأخ الكريم -: قد لا يكون لديك المدخلات والمكونات التشخيصية الكاملة، لكن يظهر لي أنك قد أصبت بحالة شبيهة بما يسمى بالفصام الوجداني، وهو نوع من الشكوك والظنان البارونية، مع وجود أعراض اكتئابية وجدانية، ويعرف أن هذه الحالات أفضل كثيرا من مرض الفصام، أو الاكتئاب المطبق الشديد.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات