كيف أتخلص من الشعور بالفشل والخوف؟

0 583

السؤال

السلام عليكم, أما بعد:

أريد المشورة منكم وشكرا.

لدي شعور بالخوف من الفشل والإحباط, وعندي إحساس بعدم القدرة على فعل أي شيء, وأعاني من التشاؤم وعدم الثقة, وأشعر عند الناس بضيق لأني؛ أفكر بهم وهم ينظرون إلي, وأعاني من قلق شديد, وقد استخدمت الفافرين, والسبرلكس, والزيروكسات, ولم أستفد.

أرجو تشخيص حالتي, ووصف الدواء الجيد, وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: الشعور بالخوف بدرجة معقولة مطلوب من أجل النجاح، وعدم الفشل، وعدم الإحباط, فالقلق مثل الخوف، والخوف مثل القلق, وكلها مطلوبة كمحركات لمشاعرنا لنكون فعالين, ومنتجين, وإيجابين, لكننا إذا لم نستجب للخوف - حين يكون بدرجة معقولة - فإنه سوف يحتقن ويزداد, وتصبح فعاليته ونتائجه عكسية؛ مما يؤدي إلى الإحباط والاكتئاب، وهذا يدخل الإنسان في ضائقة الفشل، والفشل يدخل الإنسان في التشاؤم, وتضعف الثقة بالنفس، وهذا كله يؤدي إلى المزيد من الخوف والقلق.

أيها الفاضل الكريم: هذه هي الدائرة التي يقلق فيها بعض الناس أنفسهم, ونسميها دائرة القلق والخوف المرضي، والإنسان يمكن أن يخرج نفسه, ويحرر نفسه، وذلك من خلال الآتي:

أولا: يجب أن تثق في مقدراتك, فأنت في عمر يتمناه الكثير من الناس, وأنا واحد منهم، عمر فيه الصحة النفسية والطاقة الجسدية, عمر يجب أن يكون فيه اندفاع إيجابي, ويجب أن تبدأ فيه من هذه النقطة.

ثانيا: الإنسان يجب ألا ينقاد من خلال مشاعره, إنما ينقاد بأفعاله, وحين تكون المشاعر محبطة فعلي أن أصر إصرارا شديدا على أن أكون منجزا, وهذا يأتي من خلال أشياء بسيطة جدا:
أولا: أبدأ بأن أصلي الفجر في المسجد, وأدعو الله تعالى أن يحفظني من بين يدي, ومن خلفي, وعن يميني, وعن يساري, ومن فوقي, وأن لا أغتال من تحتي، وأن أسأله خير يومي, وبعد ذلك أبدأ بأن أطبق الخارطة الذهنية التي بنيتها لكيفية إدارة يومي هذا، إن كان لدي عمل أذهب إلى العمل, وإن لم يكن لدي أذهب وأبحث عن العمل, وإن كان لدي دراسة أذهب إلى دراستي, وإن كان لدي زيارة أذهب إلى زيارتي, وإن كنت في عطلة أطلب وأخرج من أجل راحتي, وهكذا.

اليوم يدار ويشكل حسب حاجة الإنسان, وحسب ما يريحه؛ هذا يؤدي إلى الشعور بالإنجاز, وبالفعل يكون هنالك إنجاز, وهنا تعود الثقة إلى النفس, والقوة الذاتية الداخلية.

فيا أخي الكريم: هذا هو المطلوب منك, والذي يجب أن تنفذه الآن، وإذا كنت تريد أن تغير من نهجك ومن نمط حياتك فلا بد أن تبحث عن العمل، وأنا لاحظت في خانة الوظيفة أنك لا تعمل, وهذا يحزنني تماما؛ لأن عمرك - وهو عمر القوة والفتوة والإنجاز - والعمل يقوي من مهاراتك, ويعطيك القدرة على تأكيد ذاتك، فأرجو أن تبحث عنه, ولا تتوقف, ولا تيأس أبدا، فابحث هنا وهنالك مرة ومرتين وعشر مرات, وأكثر من ذلك, ولا تقنط أبدا, ولا تيأس, وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك.

الشعور بالضيق أمام الناس هذا يزول من خلال حسن الثقة بهم والتواصل معهم, وأن تسأل الله أن يحفظك من شرورهم إذا كنت ترى فيهم شرا, وانظر إلى نفسك أنك واحد منهم لست بأقل منهم، وتحبب وتودد إلى الصالحين منهم, فهذا يعطيك الثقة - أيها الفاضل الكريم -.

نأتي بعد ذلك إلى العلاج الدوائي: وهذه الأدوية كلها متشابهة ومتقاربة, لكن إشكاليتنا مع الأدوية أننا قد لا نتناولها بالجرعة المطلوبة أو للمدة المطلوبة, أي عدم الالتزام بتطبيق التعليمات الصحيحة.

أخي: هذه هي نصيحتنا, وأود أن أؤكدها لك، والكلام الذي أقوله لك مبني على دراسات علمية موثقة وثابتة ورصينة.

ويمكنك الآن من وجهة نظري أن تبدأ في تناول عقار سيرتللين، والسيرتللين دواء قريب للزيروكسات, لكنه قد يكون متفوقا بعض الشيء, خاصة في علاج المخاوف الاجتماعية والقلق الاكتئاب والمخاوف، فأرجو أن تبدأ بتناوله, وله مسميات تجارية كثيرة, منها: اللسترال, وزولفت، وفي دول أخرى له مسميات أخرى، فابدأ بتناول الدواء بجرعة (25) مليجراما - نصف حبة - تناولها يوميا بعد الأكل لمدة عشرين يوما، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهرين, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: أرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأرجو أن لا تنس الرياضة، وكذلك رضى الوالدين, فكلها - إن شاء الله تعالى - مفاتيح خير.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات