كثرة التفكير والشرود الذهني وعدم الالتزام .. كيف أعالجها؟

0 428

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 29 عاما، أعزب، طوال 12عاما وأنا بين العمل والدراسة الجامعية، ولم أستطع أن أجد وظيفة ملائمة لي، ودائما ما أجهد نفسي بالتفكير، وأنا أعمل لمدة أسبوعين بعيدا عن الأهل, وثم تكون الإجازة لمدة أسبوعين، وقررت أن أكمل دراستي الجامعية، بالإضافة إلى تحضير واختبار شهادات لشركات عالمية بجانب مجال دراستي الجامعية، وعندما أبدأ بالمذاكرة يبدأ الشرود الذهني، وتتجمع عندي مخاوف لا أعلم من أين تأتي! وعندها أترك المادة, وأبدأ بالتفكير السلبي تلقائيا، وهنا ينتابني الخوف والقلق بشدة؛ حتى أني أترك كل شيء، وأخرج للخارج لأمشي قليلا.

فإذا حدث لي ما ذكرته في الليل فإني أحرم من النوم طيلة الليل، وتركيزي يقل بشكل فظيع، والعصبية معي في ازدياد أحيانا.


أنا مدخن سابق، سبق وتركت التدخين أكثر من أربع مرات، وعندما أواجه هذه الحالة أعود للتدخين، أطول فترة قضيتها تاركا التدخين هي 11 شهرا، وأقلها شهران، أما الآن فأنا غير مدخن، وخوفي من أن أعود مرة أخرى.

حاولت أن أحلل مشكلتي، فوجدت أني أواجه مشكلة مع الالتزام في أمور حياتي، كتنظيم الوقت، والصلاة، والتغذية، والنوم، والأهل، والأصدقاء، ولا أنسى أني لا أمارس الرياضة إلا في الشهر مرة، بالإضافة إلى شربي للشاي مع الحليب بكثرة.

باختصار: لا يوجد لدي التزام بترك عاداتي السيئة، واستبدالها بشيء مفيد، وحياتي الاجتماعية بدأت في الزوال من أصدقاء وغيره إلى الانطواء مع نفسي، والسبب يعود إلى أني ألوم نفسي على عدم تحقيق ما أردت تحقيقه في حياتي، فأرجو منكم مساعدتي في أن أتمكن من أن ألتزم فيما أقول فعلا، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

ربما تفاجأ إن قلت لك بأن الكثير مما ذكرته في رسالتك لا يختلف كثيرا عن حالة الكثير من الشباب من ناحية عدم تنظيم الوقت، وغياب الأولويات، وعدم الالتزام بنمط حياة صحي، وقلة الرياضة، واضطراب النوم، والتدخين مع محاولات التوقف عنه, فهذا كله بالإضافة لنمط العمل؛ حيث تعمل لأسبوعين بعيدا عن الأسرة، ومن ثم إجازة لأسبوعين، فهذا النمط يشوش ويتعب أي إنسان مكانك، وربما الأمر الذي ذكرته من الأفكار السلبية, وشرود الذهن، وضعف القدرة على التركيز، وبعض الشعور بالخوف، كلها ما هي إلا أعراض لهذا النمط من الحياة، وعندما تشعر بالجهد والتعب وقلة النوم واضطراب الغذاء، فمن الطبيعي أن يضعف تركيزك، ويتشتت ذهنك، وتبدأ بالتفكير بالأفكار السلبية.

وبالرغم من كل هذا فلا بد من أن أشير إلى تصرفاتك الصحيحة، فإنك لم تعد إلى التدخين, بالرغم من مثل هذه الصعوبات التي كان يمكن أن تجعلك تعود مجددا للتدخين، ولم تفعل، فهنيئا لك.

والأمر الثاني الإيجابي أيضا: أنك عندما تشعر بالتعب وضعف التركيز وبعض الخوف فإنك تذهب للمشي، وهذا لا شك أنه أمر صحي للتكيف مع الصعوبات.

وبالرغم من كل هذا وذاك، فأنت تعمل، بالرغم من غرابة نظام العمل، وتدرس في الجامعة، وما ذكرت أيضا عن الشركات الكبيرة، فبالرغم من كل الصعوبات والتحديات فأنت تفعل كل هذا!

كل هذا يشير إلى أن عندك المواصفات الكافية والمطلوبة لتجاوز السلبيات والتحديات، وتسير على طريق تحقيق أهدافك، ومن الواضح أنك إنسان طموح, تحب العطاء والعمل والإنجاز.

أعد ترتيب نمط حياتك من النوم والتغذية والرياضة، بالإضافة طبعا للصلاة وكتاب الله، فهذه كلها من شروط الحياة الطيبة التي وعدنا الله بها، وستجد خلال وقت قصير أنك أكثر نشاطا وقدرة على العمل والدراسة والتركيز.

وفقك الله, وجعلك من المتفوقين.

مواد ذات صلة

الاستشارات