أكون لوحدي وأسمع من يناديني .. فما علاج هذه الوسوسة؟

0 517

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله جميع القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

بدأت معي وسوسة وخوف لا أعرف لهما سببا منذ فترة ما بين سنة إلى سنتين، وأشعر بالحزن دائما، والقلق النفسي، والخوف من المستقبل، والخوف من الموت، وتظهر لي أفكار غريبة جدا، وما دفعني للاستشارة هو أنني كنت قبل أكثر من شهر سافرت في السيارة لوحدي، وبينما أنا في الطريق (علما أني لا أستمع للأغاني ولله الحمد) سمعت كأن أحدا يناديني ويقول لي: سوف تموت، ومن هذا الكلام، أو أخرجي أيتها الروح، وخفت من هول ما سمعت، ووقفت بمنتصف الطريق، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم، ثم بدأ الخوف يتسرب لي، حتى استعذت بالله بصوت شبه عالي حتى ذهب هذا الوسواس، ومن ثم شعرت بالتعب النفسي والخمول وأنا في الطريق، وأكملت طريقي ولا زال الوسواس يراودني، مع العلم أنني لزمت ذكر الله، واستمعت إلى القرآن الكريم حتى هدأت، ولكن لا أدري ما هو هذا الشيء؟ فهل يوجد علاج لمثل هذه الوسوسة؟ مع العلم أنني من النوع الوسواسي، وأثق تمام الثقة أن أغلب حزني من هذه الوسوسة الزائدة.

أفيدوني جعلني الله وإياكم من أهل جنته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر لك ثقتك في هذا الموقع.

أخي: ما حدث بالفعل هو مخيف ومفزع لصاحبه، لكن التفسير النفسي له بسيط جدا، وهو أنه في الأصل لديك القابلية للمخاوف والقلق والوساوس، والذي حدث لك هو أنك كنت مسافرا لوحدك، والإنسان مهما كانت درجة وقوة شتيمته وشجاعته إلا أنه حين يكون لوحده لا بد أن تتخلل نفسه بعض جوانب الضعف التي قد تولد لديه شعور بعدم الاطمئنان، والحقيقة فإن كثيرا من الناس قد تنتابه أفكار متداخلة حين يكون لوحده، هذه الأفكار فيها ما هو صالح وما هو طالح، وما هو مقلق وما هو مفرح، وهذه يتناوله العقل الظاهري وكذلك العقل الباطني، ويحللها ويلفظ ما يلفظ منها ويرفض ما يرفض، ويخزن ما يخزن، ويحرك ما يحرك من هذه الأفكار وهكذا.

الذي حدث لك أيها الفاضل الكريم خاصة فيما يتعلق بالصوت الذي سمعته هو صوت وسواسي، وهذا نسميه بالهلاوس السمعية الكاذبة، أو ما يشبه الهلاوس السمعية، والإنسان قد يسمع صوت عقله ويسمع صوت وسوسته، وهذا من خلال ما نسميه بالتفسير الإيحائي على النفس، هذا يا أخي الكريم ليس دليلا أبدا على درجة اضطراب عقلي أو شيء من هذا القبيل، إنما هو تعبير ودليل واضح أن الخوف بالفعل كان يتملكك، وربما لم تشعر بهذا الخوف في ظاهره، لكنه على مستوى [[الدفاعية]] كان خوفا مجسدا وواضحا ظهر في شكل هذا الصوت الذي سمعته كان محتواه هو المحتوى الوسواسي.

إذا: التعبير هو تعبير خوف، والمحتوى هو محتوى وسواسي، والحمد لله تعالى أنت قد تداركت الموضوع من خلال التحصين والذكر والدعاء، وهذا هو الواجب في مثل هذه المواقف.

أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج أبدا لما حدث، وأنا أعتقد أن التفسير الذي سردنه لك يعتبر كافيا، وعلاج هذه الوساوس هو في تفهم طبيعتها، وأنها وساوس، وأنها سخيفة، وما هو سخيف على الإنسان أن يحقره، وكما تلاحظ حتى المحتوى الوسواسي هو محتوى سخيف، وماذا يعني أن ينادي صوت يقول سوف تموت، هذا بالطبع صوت سخيف لا يقوم على أي دليل أو حق، ومن هنا يجب أن يحقر ويجب أن يتم تجاهله تماما، وهذه أحد طرق علاج هذا النوع من الوساوس.

أخي الكريم: حتى نكون أكثر اطمئنانا أن شخصيتك تحمل السمات الوسواسية كما ذكرت، من الأفضل أن تأخذ كورسا واحدا لمضادات المخاوف الوسواسية، وأعتقد أن عقار زيروكسات سوف يكون عقارا جيدا ومفيدا لك، وهو من الأدوية السليمة التي لا تؤدي إلى الإدمان ، ولا تحتاج إلى وصفة طبية.

بعد الحصول عليه تناوله بجرعة نصف حبة (10) مليجرام، تناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه هي أقل وأدنى جرعة من هذا الدواء، والدواء سليم، كما أن مدة العلاج قصيرة؛ لأن حالتك في الأصل تعتبر من الحالات البسيطة.

أخي الكريم: اصرف انتباهك تماما عن هذا الموضوع، وعش حياتك بصورة طبيعية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات