السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي: عانيت من تعب شديد منذ عام في رمضان السابق، وبعد رحلة طويلة مع المستشفيات والتحليل والأشعة تبين أن كل شيء سليم، وتم التشخيص على أنه قولون عصبي، علما أن أعراضي رعشة في الجسم وبرودة في الأطراف، وتعب عام، وغازات، وتجشؤ، واضطراب في الإخراج، إسهال ثم إمساك وهكذا، ومع هذا التعب تعبت نفسيا وبدأ القلق والخوف يسيطر علي.
وما هو جديد أصابني قبل أسبوعين ألم بالحلق، وطبيعته يجف حلقي ولا أستطيع بلع ريقي، ولكن إذا تناولت ماء أو طعاما فأبلع بسهولة بينما الريق لا أستطيع، وأقف من مكاني وأحاول مرارا حتى أبلع، مع سيطرة على الخوف، وأشعر أن الألم كأنه بالعضلات.
أصبح يؤلمني كثيرا، وذهبت إلى أكثر من طبيب، وبعد الكشف وتحليل الدم والأشعة التلفزيونية على الحلق، قال سليم ولله الحمد، وربما يكون أمر نفسي، وزال الألم بعد أسبوع تقريبا، ثم عاد من جديد بعد أسبوعين رغم أني لا أعاني من شيء نفسي في وقتها، وأصبحت أشعر كأن عضلات الحلق مشدودة، ولا أستطيع البلع بسهولة إلا بعد جهد ويجف لساني، فأتناول العلك لترطيب الفم، وأتناول كميات ماء كثيرة، وعندما أفتح حلقي لأحد يقول لي: عادي لا شيء مختلف عن الطبيعي، بينما أنا إذا رأيته أرى احمرارا وانتفاخا في اللوزتين وداخلهما حبوب صغيرة منتفخة.
أستاذي أكثر ما أشعر بهذا الأمر قبل النوم، وفي السيارة، وأحيانا عندما أكون في الخارج، شخصيتي قلقة ومترقبة لأمر سيء، ودائما يسيطر الخوف علي بعد ذلك وتعب.
هل من تفسير علمي لألم حلقي؟ وشكرا.
وجزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال، والكتابة إلينا.
نعم هناك تفسير علمي لألم الحلق، ولكن ليس كما توقعت ربما، من أنه تفسير يشير لمرض أو مشكلة عضوية، فطالما أن كل التحاليل والفحوصات المتعددة طبيعية، وكذلك رأي العديد من الأطباء، فالأرجح أنها شكوى متعلقة بالوضع النفسي العام الذي أنت فيه، والذي سيطر عليك كالخوف وترقب خبر سيئ، والقلق العام، فهذه كلها أمور مترابطة، وغالبا ما يصيب الشخص القلق المضطرب عامة، أو حتى الشخص الطبيعي إلا أنه يمر بظروف صعبة نفسية، أو أسرية، أو اجتماعية.
أعتقد أن هناك أمورا كثيرة تفيد لمن يريد أن يصل إلى تشخيص دقيق أن يعرفها، ويسألك رأيك فيها وانطباعك عنها، كحالتك النفسية الأخرى في غير ما ورد في سؤالك، وطبيعة شخصيتك، وعلاقاتك سواء داخل الأسرة أو خارجها، وهل أنت متزوجة أولا؟ وطبيعة هذه الحالة الاجتماعية التي أنت فيها، ويا ترى ما هي ظروف عملك في التعليم كونك معلمة؟
فكثير مما ذكرت قد يصيب بعض المعلمين، بسبب طبيعة ظروف العمل ومدى الدعم المقدم لهم من قبل المدرسة وهيئة التعليم، فهذه كلها أمور هامة، لأن الإنسان هو مزيج من الجسد والنفس والروح والعلاقات، وما يؤثر على أحد هذه الجوانب بالضرورة يؤثر على الجوانب الأخرى.
هل يا ترى عندك مع القلق والخوف شيئا من الاكتئاب؟ والاحتمال وارد، ولكن لا نستطيع تأكيد الأمر إلا بعد مقابلة وجها لوجه، والسؤال عن التفصيلات السابقة وغيرها.
وسواء هناك اكتئاب أو لا، فهناك بعض العلاجات الدوائية، كمضادات الاكتئاب والقلق التي يمكن أن يصفها لك الطبيب النفسي، والعلاجات والنفسية غير الدوائية، وأي من الأدوية يصف وأي من العلاجات النفسية المتعددة يقدم لك، كل هذا يجب أن يكون بعد التشخيص الدقيق، ووضع الخطة العلاجية.
أنصحك بأن لا تعاني من هذه الأعراض بصمت، وأن تستشيري الطبيب النفسي، الذي يحدد التشخيص، ومن ثم العلاج، وما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء، كما قال الحبيب المصطفى، عافاك الله، وخفف عنك ما أنت فيه.