كيف يمكنني أن أتخلص من الكسل؟ وهل هو مرض؟

1 469

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أعرف كيف يمكنني أن أتخلص من الكسل الشديد؟ بالرغم من أنني أحب العلم والعمل، ولكني قليلة الإنجاز وأتهرب من أعمالي بسبب الكسل, وهل من الممكن أن يكون الكسل مرضا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ S.A حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال.

أولا: ليت أن الكسل مرض من الأمراض، يعالج بالدواء!

ثانيا: لا تقلقي، فما تعانين منه يشتكي منه الكثير من الناس، سواء تحدثوا عنه أم لم يتحدثوا، وحتى الإنسان النشيط يمكن أن تمر به مثل هذه الفترات من تراخي الهمة والنشاط، ولهذا التراخي الكثير من الأسباب الجسدية والنفسية والأسرية والاجتماعية.

والمهم أن يعلم الإنسان كيف يتصرف عندما يجد من نفسه مثل هذه الصعوبات.

ربما من أهم العوامل أهمية هنا هو ما نسميه "نمط الحياة", وهو في كيفية عيش الإنسان، فالفعالية والنشاط ما هي إلا نتيجة وثمرة لنمط الحياة هذا.

كيف ينام الإنسان؟ وكيف يستيقظ؟ وطبيعة حميته الغذائية، وملامح الأنشطة التي يقوم بها في اليوم والليلة، وطبيعة صلاته وعبادته، وما هي يا ترى حياته الأسرية والاجتماعية؟ وما هي طموحاته وأهدافه؟ ... كلها أمور متعلقة ببعضها، فالإنسان الذي ليس لديه هدف أو أهداف، وليس لديه طموحات يريد تحقيقها، فلماذا يستيقظ؟ ولماذا يتعب نفسه؟ والذي لا يأخذ نصيبه من النوم المريح والتغذية المناسبة، من أين يجد النشاط والهمة للعمل والإنجاز؟!

فهمت منك أنك تحبين العمل والعلم، وهذه بداية جيدة للانطلاق والإنجاز، ولكن كيف نحول هذا "الحب" - وهو قيمة - كيف نحوله إلى إجراءات عملية؟

ما هي الأعمال البسيطة اليومية التي إن رأيناك تقومين بها، فإننا سنستنتج بأنك حقيقة تحبين العمل والعلم؟ هل - مثلا -إذا رأيناك غدا في المكتبة العامة في المدينة التي تعيشين فيها في المملكة المتحدة - وما أكثر المكتبات عندهم - هل إذا رأيناك غد - نعم غدا وليس بعد الغد - نستنتج أنك حقيقة تحبين العلم؟ وهل إذا رأيتك غدا أيضا تحملين كتابا تدرسينه، أستنتج أنك تحبين العلم؟ وهل إذا رأيناك غدا تقومين بعمل ما - ولنقل ترتيب غرفتك - نستنتج أنك تحبين العمل؟ وهل إذا قمت غدا ببعض الأنشطة الرياضية، نقتنع بأنك حقيقة تحبين العمل والنشاط؟

وهكذا، فأنت تلاحظين أن هناك مؤشرات كثيرة تعينك على تحويل القيمة إلى إجراءات عملية، وربما كانت هذه من أكبر تحديات الإنسان عامة، وأمتنا العربية والإسلامية خاصة!

فعندنا نحن المسلمين "قيم" كثيرة، ولكن كيف نحولها إلى "إجراءات" عملية؟

فإذن ما هو المطلوب منك؟

حددي اليوم، وبعيد قراءتك لهذا الجواب، حددي أعمالا بسيطة، وأنا أؤمن بأهمية الأعمال البسيطة الصغيرة، ومن ثم بادري لتنفيذ أحدها اليوم، وستشعرين بالكثير من الهمة والنشاط مباشرة، وستلاحظين أن قيامك بعمل ما يدفعك لعمل آخر، وهكذا، فالإنجاز يدفع ويسهل إنجازا آخر.

وخذي اليوم قسط جيدا من النوم؛ لأنه يبدو أن لديك غدا يوما مزدحما بالأعمال والإنجازات!!

هذا وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات