السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المتميز، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
سؤالي يتعلق بدواء البروزاك، حيث أنني كنت أعاني من حالة من الإكتئاب والعصببية بسبب مشكلة حدثت في حياتي، وتوجهت لطبيب نفسي، وأعطاني علاج البروزاك حبتين صباحا يوميا (كل حبة 20 مل).
وذلك قبل عشرة أيام إلا أنني أصبحت أعاني من صداع شديد، وإفراز عرق بشكل كثير جدا في كل أنحاء جسمي، وكذلك أعاني من ضعف في التركيز.
أرجو إفادتي ما هو الحل؟ هل أقوم بتغييره أم أقلل من الجرعة؟ وهل هذه المضاعفات طبيعية؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالبروزاك يعرف علميا باسم (فلوكستين) وفعالية الدواء تعتمد على ما يسمى بالحيوية البيولوجية للدواء، وهذه مرتبطة بتصنيعه ومصدره بالطبع.
الأدوية النفيسة بصفة عامة – ما عدا قلة قليلة منها – يفضل أن تبدأ الجرعة تدريجيا، البروزاك دواء سليم جدا، وجرعته يمكن أن تكون حتى أربع كبسولات في اليوم، لكن يفضل دائما أن تكون البداية بكبسولة واحدة في اليوم – أي عشرين مليجراما – ويفضل تناولها بعد الأكل، وفي بعض البلدان – مثل الولايات المتحدة الأمريكية – يوجد البروزاك بعبوة عشرة مليجرام فقط كجرعة بداية، هذه الجرعات الصغيرة - أو ما نسميه بجرعات البداية التمهيدية – دائما تقلل من فرص الأعراض الجانبية السلبية، مثل الشعور بالحموضة في المعدة – أو عسر الهضم – وكذلك الصداع، وبعض الناس قد يسبب لهم البروزاك في الأيام الأولى للعلاج زيادة بسيطة في النشاط.
هذه الأعراض الجانبية كلها تتلاشى - إن شاء الله تعالى – بعد الاستمرار في العلاج.
الذي يظهر لي أنك قد بدأت تناول البروزاك بجرعة أربعين مليجراما – أي كبسولتين في اليوم – وهذه بالطبع جرعة كبيرة من حيث إنها جرعة بداية، لكنها ليست خطيرة، كبيرة يعني: أن الآثار الجانبية للدواء قد تظهر، وذلك نسبة للإفراز الشديد لمادة السيروتونين في الدماغ، ومادة السيروتونين هي الموصل العصبي الرئيسي الذي يعمل البروزاك على تنظيمه والذي يعتقد – أي السيروتونين – أن ضعفه أو عدم انتظام إفرازه هو الذي يؤدي إلى الكثير من الحالات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو المخاوف أو الوساوس أو التوتر.
فالذي حدث لك مفسر جدا من الناحية العلمية، وهو على النمط الذي ذكرته لك، لكن الأمر ليس خطيرا أبدا.
نصيحتي لك بالطبع أن تتواصل مع طبيبك، هذا هو الجيد، وإن لم تستطع ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة، تناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين على الأقل، وحسب الحالة التشخيصية - أنت تعاني من الاكتئاب والعصبية – كثير من الناس يستجيب جدا لكبسولة واحدة في اليوم، وهنالك دواء ممتاز وراق جدا يسمى علميا باسم (فلوبنتكسول) أحيانا نضيفه للبروزاك، لأنه يقلل جدا من العصبية والتوتر والصداع الذي يصاحب بدايات البروزاك.
فإن أردت أن تتحصل على هذا الدواء (فلوبنتكسول) – وأحسب أنه متوفر في فلسطين، ويسمى فلوناكسول تجاريا، وتنتجه شركة (لون بك) الدنماركية – لا مانع أبدا من تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة صباحا وحبة مساء لمدة أسبوع، ثم حبة واحدة يوميا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، واستمر على البروزك، وإن كانت جرعة الكبسولة الواحدة كافية فهذا طيب، وإن لم تكن الجرعة كافية فارفعها إلى كبسولتين في اليوم حسب إرشاد طبيبك.
إذن هذه المضاعفات مضاعفات بسيطة طبيعية وليست خطيرة، وأرجو ألا تنزعج لها أبدا، ومن جانبي أسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك، وأن ينفعك بهذا الدواء.