حالة الاكتئاب التي أصابتني جعلتني أخاف حتى من الزواج!!

0 410

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أعاني من الاكتئاب الحاد منذ حوالي سنة ونصف, لدرجة أني كنت مقدما على الانتحار لولا إيماني بالله, ثم أصابتني حالة من الخوف الرهيب من الخروج من البيت, أو الذهاب إلى العمل, ونظرا أيضا لوجود مشاكل, وتركي لحبيبتي التي كنت أرتبط بها, والمشاكل أيضا مع خطيبتي الثانية.

أصبحت أخاف من الزواج بسبب المشاكل, أحس بخوف رهيب بمجرد التفكير بالزواج, كنت أخاف من المجهول من أي شيء, ثم ذهبت إلى طبيب نفسي فقال: أني أعاني من أعراض اكتئاب, ونوبات هلع, وأعطاني أدوية ولم تفعل شيئا, ثم غيرها مرة أخرى, ثم غيرها أكثر من مرة, حتى وصلنا إلى زيروكسات 25 سي ار, بجرعة 50 ملي في اليوم, وكيوتابكس بجرعة 300 في اليوم, وترايليبتال 150 بجرعة 300 ملي في اليوم, مع العلم أني أسكن بمصر, وكان من ضمن الأدوية التي غيرها الدكتور سيبرالكس.

ومنذ 3 أشهر لم أذهب إلى الطبيب, وخففت الجرعة من نفسي حتى أنهيت أخذ الدواء, فالآن ومنذ 3 أشهر لم آخذ الدواء بفضل الله, لكن أشعر الآن بنوبات اكتئاب, وخوف من الخروج, أو التنزه, أو الذهاب إلى العمل, وأفكر كثيرا جدا في أي شيء, لدرجة أني لا أنام إلا ساعتين أو ثلاثا في اليوم, وذلك منذ أن أبطلت أخذ الدواء.

أنا بمجرد التفكير في الزواج أشعر بالخوف الشديد, مع أني أريد الزواج ولكن خوفي يمنعني, وأيضا أصبحت بلا إرادة, أو طموح, وأفكر في الموت طوال اليوم, ولا أتمنى العيش, حتى الأشياء التي كنت أحبها وأحب عملها لا أريد أن أفعلها, والآن أفكر بالرجوع إلى الدواء مرة أخرى نظرا لخوفي من الزواج, ورجوع أعراض المرض مرة أخرى.

أسالك - يا دكتور - لأني أثق بك جيدا, وأثق بموقع إسلام ويب ثقة شديدة, ولأني لا أستطيع التواصل مع الدكتور المتابع لحالتي؛ نظرا لوجود ظروف خاصة به, وخاصة بي.

أرجو الإفادة, هل أرجع للدواء؟ هل أغير الدواء؟ هل آخذ السيروكسات والترايلبتال فقط أم لا أرجع إلى الدواء أصلا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا أريدك أن تعتبر أن الدواء يمثل الركيزة الأساسية أو جوهر العلاج بالنسبة لك، ونحن لا ننكر دور الدواء, وأنه سوف يساعدك بعض الشيء، لكن أنت محتاج لما نسميه بالتغيير المعرفي الإيجابي، فأنت تسيطر عليك أفكار سلبية كثيرة, خاصة فيما يتعلق بموضوع الزواج، كما أنك فرضت نوعا من العزلة على نفسك، وأصبحت تحكم على نفسك من خلال مشاعرك وليس من خلال أفعالك، بل الأفعال قلت وتعطلت لأن المشاعر سيطرت وكانت سلبية، ولذا المقتضيات المعرفية تتطلب أولا: أن تكون إيجابيا في تفكيرك. ثانيا: أن ترفض هذا الفكر السلبي الانتقائي والتلقائي.

أحد نظريات الاكتئاب تقول أن بعض الناس تكون لديهم أشياء جميلة, وكبيرة, وعظيمة جدا في حياتهم، لكنهم يكونون انتقائيين وتلقائيين جدا في تخير ما هو سلبي في حياتهم، ويجسمون ويضخمون هذه السلبيات مما يجعلها تفقدهم لذة الحياة وطعمها، ويتناسون كل الإيجابيات أو يحقرونها.

فأنت مطالب بهذا التغيير المعرفي كعلاج أساسي، وهذا العلاج معروف، يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي، ويتطلب من الإنسان الاجتهاد، والقناعة بضرورة وفعالية هذا النوع من العلاج.

وأنت مطالب أيضا بأن تدير وقتك بصورة صحيحة، فلا بد أن تضع خارطة زمنية لكل يوم، تبدأ بصلاة الفجر, وبعد ذلك تقوم بالواجبات التي تلي، وتذهب إلى العمل، وهكذا، ولا بد أن تحفز نفسك من خلال كل إنجاز تقوم بإكماله.

إذن الإنسان يحفز نفسه حتى في الأشياء البسيطة، حتى إذا قام بالاستحمام واستبدل ملابسه، هذا عمل إيجابي كبير جدا يجب أن يحفز نفسه على ذلك.

هذا هو الذي يساعدك في العلاج، وهذا هو الذي سوف يخرجك -إن شاء الله تعالى– من كابوس الاكتئاب والتوتر وعدم القدرة على التواؤم والتكيف، وأنا أنصحك بالصحبة الطيبة، فأنت بالفعل تحتاج لمن يعينك على أمور الدين والدنيا، ولا شك أنه لديك أصدقاء وزملاء ومعارف، فكن دائما بالقرب منهم، وحاول أن تساعد الضعيف، وحاول أن تصل الرحم، وأن تكون بارا بوالديك ... إلى غير ذلك، هذه إضافات سلوكية عظيمة جدا تشجع الإنسان وتحفزه وتقويه من الناحية المعنوية.

الرياضة لها دور معين وخاص جدا ومفيد جدا في تلاشي الفكر السلبي، وهي ترفع كثيرا من معدل الطاقة النفسية, وكذلك الجسدية, فكن حريصا عليها أيها الأخ الكريم.

العلاج الدوائي: لا بأس أن ترجع للزيروكسات وبجرعة صغيرة، ولا داعي أبدا للدواء الآخر وهو الـ (ترايليبتال). تناول الزيروكسات بجرعة نصف حبة (عشرة مليجراما) أو إذا أردت أن تتناول الـ (CR) بجرعة اثنا عشر ونصف مليجراما يوميا لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة (خمسة وعشرين مليجراما) يوميا لمدة شهرين، ثم أنقصها إلى اثني عشر ونصف مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اثني عشر ونصف مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات