صديقي يريد أن يعتدي علي لأني رددت على إهانته لي..ماذا أفعل؟

0 538

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 15 سنة، متدين إلى حد ما، وأسأل الله إن يجعلني من المؤمنين المتدينين، وشخصيتي إلى حد ما قوية وفعالة، وأتعامل مع معظم الناس بطريقة جيدة، وأتجنب دائما العراك والمشاجرة الجسدية، لأني أساسا لا أسيء إلى أحد، ولكن المشكلة الآن أن صديقي أهان أحد أفراد عائلتي في عرضه بالكلام السيئ، وظلمني أمام الجميع بلا وجه حق، وعندما دخلت معه في نقاش حاد سبني سبا عنيفا بأفظع الألفاظ، وقمت بالرد عليه، ولا أنكر أني شتمته أنا أيضا، وأخذت حقي منه كلاميا، وسببته وقطعت علاقتي به تماما، ولكن لم أشتمه بأمه وأهله كما فعل، وهو يريد أن يتشاجر معي، وأن يضربني وهو أقوى مني بكثير جدا، وأطول مني، وأعرض مني وأنا ضعيف أمامه، وإذا دخلت معه في شجار فسيجلب لي المزيد من المهانة والإهانة، وقلة الكرامة أمام الناس، وهذا ما لا أريده.

ماذا أفعل يا شيخ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من الصالحين الصادقين، وأن يعينك على العفو والصفح، وأن يمن عليك بالأدب التام الذي يوافق أدب النبي محمد - عليه الصلاة والسلام -.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابني الكريم الفاضل – فأنا سعيد بك، لأنه رغم صغر سنك إلا أنك تتواصل مع المواقع الإسلامية الرائعة لتتعرف على الحلال والحرام، والحق والباطل، وهذا يدل على أن فطرتك طيبة، وأنك شاب صادق، وأنك - بإذن الله تعالى - سيكون لك مستقبل مشرق ورائع إذا كنت على هذا الحال الطيب الذي أنت عليه الآن، وأسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك – ولدي الكريم أحمد – من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى، وأعتقد أنك تعرفهم، أو سمعت عنهم، حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وعد من هؤلاء قوله - صلى الله عليه وسلم - : (وشاب نشأ في طاعة الله) فأتمنى أن تحافظ على الطاعة والعبادة التي أنت فيها، وأتمنى أن تحافظ على الصلوات في أوقاتها، وأتمنى أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء بانتظام حتى يحفظك الله، كما أتمنى أن تجعل لك وردا من القرآن الكريم تقرأه يوميا ولو بمقدار صفحة واحدة، وأتمنى أن تهتم بدراستك – يا ولدي – وأن تنتبه لها جيدا، وأن تضع أمامك هدفا كبيرا أن تكون عالما متميزا، وأن تكون أستاذا جامعيا كبيرا تستطيع أن تخدم بلدك (مصر) والعالم الإسلامي كله، أتمنى أن تفكر في ذلك.

أما عن قضية هذا الشاب الذي قد أساء إليك، فقد كنت أتمنى ألا تسبه كما سبك وألا تهينه كما أهانك، لأن الله تبارك وتعالى يقول: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يزيده جهلهم عليه إلا حلما، وكان لا يرد السيئة بالسيئة، كما كنت أتمنى – ولدي أحمد – أن تكون كذلك، وإذا وجدت هذا الرجل يسبك فهذه أخلاقه، أما أنت فأنت رجل مسلم أخلاقك أخلاق القرآن والسنة، وأنت تعلم – يا ولدي – أن المسلم ليس بسباب ولا بلعان ولا فاحش ولا بذيء.

أنا أعتقد أن الشيطان قد ضحك عليك، وقد استدرجك لهذه المعركة الخاسرة، وأنت الآن تخاف أن يتطور الأمر - خاصة - وأن هذا الشاب أقوى منك بدنا، وفيه مواصفات ليست فيك، وقد يحدث لك بعض الإهانات الكبيرة، ولذا فإني أقول – ولدي أحمد - : أتمنى أن تحاول أن تتجنبه بكل الوسائل، فإن كنت تعلم أنه يمشي في طريق معين، فابتعد عن هذا الطريق، وإن وجدته يتكلم فلا ترد عليه، وحاول أن تغلق أنت أبواب الفتن، حتى لا يعرضك للإهانة أمام الناس، وحتى لا يضطر أن يمد يده عليك وهو أقوى منك بدنا، وهذا الأمر قد يسبب لك حرجا كبيرا.

فأتمنى أن تغلق هذا الباب تماما، وألا تفتحه مطلقا، وأن تحاول أن تتجنب اللقاء به، وإن علمت أنه في مكان فحاول ألا تذهب إليه، وإن تكلم معك فقل له: (أنا آسف) وحاول أن تعتذر له، حتى تحافظ على كرامتك، لأنه ما دام بهذه القوة فهو قد ينكل بك وقد يحدث لك بعض العاهات – لا قدر الله – أو يحدث فيك بعض الإصابات وأنت في غنى عن ذلك كله.

فأفضل طريق – يا ولدي – إنما هو اجتناب هذا الشاب تماما، والابتعاد عنه مطلقا، حتى وإن حاول أن يجر معك الكلام، وأن يبدأ في استفزازك فاعتذر له وقل له (أنا آسف وأرجو أن تسامحني) وهذا لا يزيدك إلا قوة، لأن الإنسان العاقل يا ولدي ينبغي أن يعرف قوته البدنية، ولا ينازل من هو أقوى منه، لأنك إن نازلته وبدأت معه المعركة فقطعا سوف يحدث فيك آلاما مبرحة، وقد يجعلك أضحوكة على أفواه الشباب، ويكسر كرامتك أمام الصغير والكبير، ولكن حافظ على البقية الباقية الآن، وأنت قد رددت عليه السيئة بالسيئة، ولم تسكت له – كما ذكرت – وهذا وإن كان خطأ ولكنه كان نوعا من الدفاع، ولكن أقول: المرات القادمة – حتى وإن أساء إليك – لا ترد عليه حتى لا تجر على نفسك مشاكل أنت في غنى عنها.

أسأل الله تعالى أن يرزقك حسن الخلق، ويعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلك من المتميزين المتفوقين، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات