السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 21 سنة، وظيفتي بائع في محل تجاري, أعاني منذ 8 سنوات من الابتسامة اللاإرادية عندما أنظر إلى أي أحد سواء أعرفه، أو لا، وعندما أشعر أن أحدا يراقبني أو ينظر إلي خصوصا النساء بدرجة تفوق الرجال؛ لأني وسيم، والكثير من النساء ينظرن إلي، وهذه الابتسامة تظهرني ضعيف الشخصية جدا لدرجة أن بعض الناس ممن أعرفهم يسألوني لماذا أنت مبتسم، ومنهم من ينظر إلي باستغراب أو استخفاف مع العلم أن هذه الابتسامة غير مرتبطة قطعا بحالتي النفسية سواء كنت حزينا أو سعيدا، أو في مزاج عادي لا تنفك ترتسم على وجهي، وعندما أحاول إخفاءها تظهر على شكل ارتجاف أو اهتزازات في عضلات الخدين، والشفايف وتكون مفضوحة، والكثير من الزبائن والناس الذين حولي ينظرون إلي ويضحكون علي؛ لأنها توحي لهم بالسذاجة.
حاولت كثيرا أن أتخلص منها بإشغال تفكيري، أو بغض البصر، وأن لا أنظر إلى أعين الناس، كما حاولت الاسترخاء، ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل الذريع فما الحل؟
أريد التخلص من هذه الابتسامة التي تسبب لي الإحراج المتواصل وتجعلني أبدو كالمجنون أو الأبله مع الأخذ بالاعتبار بأني أصلا ضعيف الثقة بالنفس, وأرجو منكم إعطائي الحل العملي والصارم للتخلص من هذا الكابوس؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التجاهل هو أحسن علاج وأفضل علاج، نعرف أن بعض الناس قد تعتريهم ابتسامة في موقف لا يتطلب ذلك، والبعض أيضا قد يكون مكفهرا عابس الوجه مع أن المقام لا يتطلب ذلك.
هذه طبائع وسط الناس لا نعتبرها عللا أبدا، وأنت حين تشغل نفسك بها وتكون حساسا حيالها لدرجة الوسوسة هذا حقيقة يشغل بالك كثيرا، فأنا أنصحك بالتجاهل.
هذه الإجابة قد لا تكون مقنعة بالنسبة لك، لكنها هي الحقيقة وهي العلاج، وأنا من جانبي أؤكد لك تماما أن الآخرين لا يعطون هذا الأمر تفسيرات سالبة على نفس ما ذكرته من أن البعض يعتبرك كأنك مجنون، أو شيء من هذا القبيل، لا أعتقد ذلك، فأرجو أن تعيد تقدير نفسك، وأن تتجاهل هذا الأمر تماما. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: يجب أن تقوم ببعض التمارين السلوكية، هذه التمارين تتمثل في:
أولا: أن تتصور نفسك أنك تبتسم بدون سبب أو بصورة لا إرادية – كما ذكرت – وفجأة تقوم بتذكر شيئا مؤلما، هذا الشيء المؤلم لا يمكن أن تكون معه ابتسامة مهما كانت الظروف، اربط ما بين الاثنين، هذا يؤدي إلى ما نسميه بالارتباط الشرطي، هنا سوف تتبدل مشاعرك وكذلك ما يظهر عليك في وجهك من اهتزازات وارتجافات كما ذكرت حين تحاول أن تغير من هذه الابتسامة أو تتحكم فيها.
تمرين آخر شكله مضحك، لكنه أيضا علمي، وهو أن تربط ما بين هذه الابتسامة وإيقاع الألم الجسدي على نفسك، فاجلس وحاول أن تبتسم وتصور أنك تبتسم وقم في نفس الوقت بالضرب على يدك بقوة وشدة، هذا - إن شاء الله تعالى – يؤدي أيضا إلى نوع من الارتباط الشرطي، وهذه كلها عمليات سلوكية معروفة، هذا التمرين تكرره عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
بالنسبة لموضوع النساء: بالطبع غض البصر بالطبع سوف يكون هو الحل لهذا الأمر، فالأولى لك والثانية ليست لك، والحمد لله تعالى من الواضح أنك تتمتع بدرجة عالية من القيم ومن الحياء، وهذا سوف يساعدك كثيرا.
أنا أتصور أن الجانب فيه أمر وسواسي كبير، وأرجع مرة أخرى وأقول أن التجاهل مهم جدا، وبالنسبة لنظرة النساء إليك وأنك وسيم: هذه أيضا أمور يجب ألا تعيرها اهتماما، المرأة المحترمة محترمة في كل المواقف، ويجب أن نحسن الظن بالناس.
هذا هو الذي أنصحك به، ولا أعتقد أنك في حاجة إلى علاج دوائي على الأقل في هذه المرحلة، أما إذا سيطرت عليك هذه الأعراض لدرجة وسواسية فهنا ربما تحتاج لأحد مضادات الوساوس البسيطة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.