السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية: لا يسعني وصف كم أنا سعيد بطرح سؤالي عليكم, ووجودكم معنا خفف معاناتنا حقا, وأسأل الله أن يبلغنا ويبلغكم رمضان.
منذ فترة أصبت بنوبة هلع, وقد تطور الحال إلى اضطراب, وكنت قد استشرتكم مرتين, وهذه أرقام الاستشارات (2139432) (2140276).
والحمد لله أني في تحسن يصل إلى 95%, وهذا بفضل الله ثم فضل دعمكم لي, فقد تخلصت من أغلب أعراض النوبة, ولكن بقي ألم لا أستطيع تحديده بالضبط, لكنه يمتد من الصدر (الجهة اليسرى) إلى خلف الكتف الأيسر, وأشعر كأن الألم في العروق, ويصاحب الألم نبض في العروق, كأن دودة تدور داخل العروق - آسف على الوصف - والنبض ينتقل, فأحيانا يكون في الصدر, وأحيانا يكون في الظهر وفي ذراعي الأيسر, وهذا النبض الذي أشعر به كان ملازما لي منذ سنوات - أي قبل إصابتي بنوبة الهلع - ولا أدري ما سببه.
أحيانا إذا أسندت ظهري على الكرسي أشعر بالألم في الكتف الأيسر, وأضطر إلى التحول إلى الجهة اليمنى, وهكذا الحال عند النوم, ولا أستطيع النوم على ظهري أو على جنبي الأيسر.
أحيانا من شدة الألم والتفكير فيه أشعر بغثيان, وشهيتي مسدودة, وأحيانا أشعر بخفقان في القلب.
أود التخلص من هذه الأعراض, أقنعوني بأن هذه الأعراض ليست مرضا في القلب, علما بأني أمارس رياضة المشي لمدة 40 دقيقة يوميا, ومنقطع عن التدخين منذ قرابة الأربعة أشهر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يامن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فنسأل الله أن يبلغنا جميعا شهر الله الفضيل، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
أقول لك: جزاك الله خيرا على ثقتك في هذا الموقع، وأنا سعيد أن أعرف أن حالتك أصبحت - بفضل الله تعالى - في تحسن مطرد.
الآلام التي تشكو منها في الذراع الأيسر وموضوع النبض في العروق، أنا لا أرى أبدا لها أي علاقة بمرض القلب.
بالنسبة لموضوع النبض الذي يظهر هنا وهناك: فهذا أمر طبيعي جدا؛ وإنما يظهر لأنك شديد الملاحظة، وقلق، فتلاحظ هذا النبض، والنبض هو عملية حيوية طبيعية يدل على تدفق الدم من القلب في الشرايين, وحين يحس به الإنسان - أو يشعر به – يكون هذا من قبيل القلق, أو زيادة في تسارع ضربات القلب، ونراه أيضا في الذين تكون بينتهم الجسدية نحيفة، وتكون الأوعية لديهم سطحية بعض الشيء، فلا تشغل نفسك به أبدا، فهو أمر طبيعي جدا.
بالنسبة للألم في الذراع الأيسر: ربما يكون ألما عضليا، فتأكد من الوضعية التي تنام فيها، وطبق تمارين الاسترخاء (2136015)، وهناك بعض الأدوية البسيطة مثل: الماسكادول تؤدي إلى الاسترخاء العضلي, وتزيل هذا النوع من الألم.
وإن أردت أن تكون أكثر اطمئنانا فلا مانع من أن تذهب إلى الطبيب – طبيب الأسرة العام – وسوف يقوم بفحصك وإجراء بعض الفحوصات المختبرية، وذلك من أجل أن تطمئن أكثر، لكني أطمئنك كثيرا, وأؤكد لك - وبصورة قاطعة ومن البينات الإكلينيكية التي أمامي - أن حالتك هي انقباضات عضلية مرتبطة بالقلق, وليس أكثر من ذلك.
الرياضة مهمة جدا فواصل فيها، وإن شاء الله تعالى يرتفع معدل التحسن؛ لأنها تؤدي إلى استرخاء نفسي وجسدي، وتشعر الإنسان بالحيوية, وتوقفك عن التدخين هذا شيء يشرح صدورنا، وأنت الآن بالفعل بدأت تضع صحتك في المسارات الصحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.