نسيان ملامح الناس عند الغياب عنهم! ما تفسيره؟

0 378

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحبتي: أسأل الله لكم التوفيق والسداد، وجعل الله ما تقومون به من جهد لمساعدة إخوانكم في ميزان حسناتكم.

إخواني: أنا أعاني من النسيان، حتى إني لا أتذكر ملامح وصور الأقارب، حتى الوالد والوالدة والعيال والإخوان إذا غبت عنهم أحاول أن أتذكر صورهم ولكن دون حيلة، حتى عند مكالمتهم بالهاتف أحاول أن أستعيد الخيال ولكن لا أستطيع! ولكن عندما ألتقي بشخص ولو بعد فترة طويلة أعرفه بشكل طبيعي، وكذلك عندما أسجد وأطيل السجود لا أتذكر هل أنا في السجود الأول أو الثاني! علما إني أبلغ من العمر 30 عاما، ولكن الأشياء الأخرى أتذكرها بشكل عادي.

مشكلتي هي مع تذكر ملامح الناس، والحمد لله فأنا مواظب على الصلاة في المسجد (الفروض مع النوافل) وأذكر الله دائما، فهل هذا مرض أم حسد أم مس؟ أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ saeed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فموضوع الذاكرة والنسيان موضوع كبير؛ حيث تتدخل عوامل كثيرة في مدى تذكرنا أو نسياننا، سواء الجوانب الجسدية من الراحة والتعب والإجهاد، وكذلك الحالة الصحية أو المرضية، والجوانب النفسية لمشاعرنا ومدى سرورنا أو حزننا، وكذلك الأوضاع الاجتماعية التي تحيط بنا.

وبغض النظر عن كل ما سبق، فهناك فروق فردية كبيرة من شخص لآخر، وعند نفس الشخص من وقت لآخر، وتتعدد مهارات الناس في بعض الأنواع من الذاكرة، فمن الناس من يتذكر وبسهولة كل ما سمعه، بينما الآخر يتذكر صورة رآها أكثر من تذكر الكلام، بينما شخص آخر يميل لحفظ الأصوات المختلفة أكثر من حفظه للكلام أو الصور، ولذلك فكثير من الناس قد لا يذكر بسهولة ملامح وجه شخص لم يره منذ فترة، إلا أنه يذكره وبشكل طبيعي في أول فرصة يراه فيها، كما هو الحال عندك.

وفي موضوع نسيانك لعدد الركعات في الصلاة، فهذا أمر شائع، ولعل أهم سبب هو تشتت الذهن وانشغال البال في أمور الحياة، ومما يعين على الانتباه محاولة التركيز في الصلاة، وعدم شغل البال في الأمور الأخرى.

الخلاصة: لا أعتقد أن هذا مرض أو عين، وإنما هو مزيج من الظروف الجسدية والنفسية والاجتماعية التي يعيشها الإنسان، ومدى انشغال البال والقدرة على التركيز.

هناك كتب خاصة تعتني بتمارين تدريب الحفظ والذاكرة، وربما يفيد أن تطلع على أحد هذه الكتب التدريبية، وهي متوفرة في المكتبات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات