ظن البعض أني لست سعوديا لارتباكي عند ذكر الجنسية!

0 333

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الدكتور الفاضل تحية طيبة وبعد,,,

أعاني من أشياء والله إني أخجل من ذكرها، ولكن للضرورة أحكام، فأنا أعاني منذ ثلاث سنوات تقريبا من شيء غريب جدا، علما أنه لو كان مع أحد غيري لتجاهله لتفاهته، حيث إني إذا ذكرت الجنسيات أرتبك وأتلخبط,
ويحمر وجهي، وأبد أبلع رقي، وكأنه جاءني الموت، وأرتبك جدا حيث إني منذ ذلك الوقت اتهمت بهتانا وزورا أني لست من الجنسية التي أنا منها، ومنذ ذلك الحين وأنا على هذا الحال، وصرت أتجنب الأصهار والأقارب حتى لا يظنوا أن ذلك صحيحا، وتركت العمل والناس تقريبا وذهبت إلى أخصائيين نفسيين، وصرفوا لي عدة أدوية، ولكن دون جدى بل بعضها يزيد الحالة.

تطور الأمر وجاءت مع هذه الحالة حالة أخرى وهي أني إذا كلمت شخصا ما يذهب نظري إلى أماكن محرجة دون قصد مني، ودون أي دافع جنسي خلفه -والعياذ بالله-.

أنا الآن في حالة من الحزن والضيق، لا يعلم بها إلا ربي سبحانه وقد استعملت أدوية لكن لم تنفع معي، منها السيروكسات، والنفرلين، ودواء للوسواس القهري لا أعلم إن كان التشخيص سليما أم لا، والآن أستخدم البروزاك منذ أسبوع ولم يأت بنتيجة.

أجيبوا عن سؤالي مأجورين إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فلا تحس بأي نوع من الحرج، فأنت تطلب المساعدة من علة بالفعل هي مزعجة، ومما ذكرته في رسالتك أنا أقول لك بكل ثقة -إن شاء الله تعالى- أنك بالفعل تعاني من وسواس قهري، الموضوع الذي يتعلق بالجنسيات أصبحت حساسا حياله لدرجة الوسوسة، وموضوع النظر إلى أماكن محرجة دون قصد وبدون دافع جنسي، هي أيضا أحد العلل التي نشاهدها مع الذين يعانون من الوساوس القهري.

الوسواس لا شك أنه في الأصل هو نوع من القلق، ويكون فعلا أو فكرة سخيفة تفرض نفسها على الإنسان، ويجد صعوبة في التخلص منها، وإذا حاول مقاومتها تؤدي به إلى القلق والتوتر، وهذا هو الذي ينطبق عليك بوضوح شديد.

أنا أريدك أن تنظر للأمور بإيجابية وتفاؤل، حتى وإن لم يفدك العلاج فيما مضى فإن شاء الله تعالى تستفيد منه مستقبلا.

من أهم الأشياء هي أن تحقر هذه الأفكار، أولا موضوع الجنسيات يجب أن تحقره بشكل واضح، ويجب أن تتذكر دائما قول الله تعالى: {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، ومن يثير هذه الأشياء ويحكم على الناس من خلالها لا بد أنه يعاني من نقص معين في تكوينه النفسي.

إذن حقر الفكرة تحقيرا شديدا، ولا تهتم بها أبدا، وهذه وسيلة من وسائل العلاج المعقولة جدا.

في موضوع النظر إلى الأعضاء التناسلية للآخرين: هذا أيضا حقره كفكرة، وقل لنفسك (هذه فكرة حقيرة، لماذا أعطي الأمور تفسيرا خاطئا؟ أنا لا أنظر لأحد بسوء قصد, أو بهدف إثارة جنسية، أو شيء من هذا القبيل، هو وسواس قبيح، ولن أستكين له، ولن أتابعه أبدا) وهكذا، إذن تحقير الفكرة ضروري ومهم جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي فهو مهم وفاعل، والبروزاك هو من أفضل الأدوية، الإشكالية تأتي في أن الكثير من الإخوة والأخوات الذين يتناولون الأدوية المضادة للوساوس لا يصلون إلى الجرعة العلاجية، وهذه إشكالية كبيرة، ولذا أنا أريد أن أنبهك لهذه الحقيقة، وأقول لك إن البروزاك يجب أن تستخدمه بجرعة كبسولة واحدة لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة شهر، ثم ترفعها إلى ثلاث كبسولات –أي ستين مليجراما- وهذه هي الجرعة المضادة للوساوس. حين تتناول كبسولتين يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة، أو بمعدل كبسولة صباحا ومساء، وبعد شهر انتقل إلى ثلاث كبسولات، تناول كبسولة صباحا وكبسولتين ليلا.

وهذه الجرعة العلاجية يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، و-إن شاء تعالى- سوف تحس أن الفائدة واضحة جدا، وأن الوساوس قد أصبحت هشة, وبدأت تتقلص وتنتهي -إن شاء الله تعالى-.

بعد انقضاء فترة الثلاثة أشهر، خفض الجرعة إلى كبسولتين يوميا لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر.

هذا هو البروتوكول العلمي للعلاج الدوائي، وهذه هي الجرعة المطلوبة، وهي جرعة سليمة وفاعلة جدا -إن شاء الله تعالى- .

ربما تحدث لك بعض الآثار الجانبية البسيطة من البروزاك، ومن أهم هذه الآثار هو تأخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكن بالطبع لا توجد أي تأثيرات سلبية على هرمون الذكورة، ربما تقل شهيتك للطعام أيضا في الأيام الأولى وتكون قد لاحظت ذلك، لكن بعد ذلك -إن شاء الله تعالى– ترجع شهيتك لوضعها الطبيعي.

البروزاك ليس هنالك ما يمنع استعماله مع المضادات الحيوية أو أدوية البرد، أو المسكنات كالبنادول.

أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات