بعد تناولي لأدوية التهاب اللوزتين أصبت بضيق في التنفس، وخفقان في القلب، وصداع!

0 535

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد تناولي لأدوية التهاب اللوزتين أصبت بضيق في التنفس، وخفقان في القلب، وصداع في الرأس وعند قياس الضغط وجدت 100 180، أنا بطبيعتي أعاني من القلق بشكل دائم ولا أعرف السبب! لا أحب الأماكن المزدحمة، ولا أحب الذهاب إلى المناسبات، أكره الدخول إلى المستشفيات.

ذهبت عند اختصاصية في أمراض القلب نصحتني بالمشي اليومي، وتقليل ملح الصوديوم بعد الفحص السريري، كان ضغطي 80 150، تخطيط القلب سليم، وقلبي يخفق بشدة، وفحص الغدة الدرقية كان طبيعيا بعد قياس آخر لم أعرفه 4 أو 5، قالت لي: أنت عصبية جدا، وأعطتني نصف حبة بيبرول 10ملغ، وقالت لي: بأن أخذها كل صباح مع دواء دي ستريس، عدت عندها بعد أسبوع كان ضغطي 80130، ضربات قلبي قلت، تنفسي طبيعي، قالت لي: لقد ارتحت الآن ووصفت لي بيبرول نصف حبة كل يوم لمدة ستة أشهر، وأن أخذ الدواء الآخر عندما أكون متوترة.

عندما أخذ بيبرول 10ملغ أحس بالتعب، والدوار، والغثيان، وصعوبة في المشي، هل هذا طبيعي؟ مع مرور أكثر من 15 يوما على بداية العلاج، هل أنا مصابة بالضغط الدموي؟ هل سآخذ الدواء طيلة حياتي؟ أليست ستة أشهر مدة طويلة؟ هي قالت: أني متوترة جدا، أنا لا أحس بشيء إلا نادرا، حتى أقرب الناس لي لا يلاحظون علي أي شيء، لماذا لم تطلب مني تحليل الكلسترول والسكر؟ لماذا لم تستعمل جهاز القياس لمدة 24 ساعة للإشارة؟

أنا لا أتناول حبوب منع الحمل وزني 58 كلغ، وطولي 161 cm، أغلب أفراد عائلتي يعانون من الضغط الدموي المرتفع.

وجزاكم الله كل خير على سعة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنيسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالة القلق الذي أتاك هو نوع من المخاوف، ويظهر أن المثيرات لهذه الحالة مردها إلى الالتهاب الذي أصابك في اللوزتين، والأدوية التي تناولتها ربما تحتوي على مركب يعرف باسم (سودوإدفرين)، هذا مركب شائع الاستعمال جدا في أدوية علاج البرد والنزلات والالتهابات البسيطة للوزتين، وأحد عيوبه أنه ربما يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب في بعض الأحيان؛ لأنه قد يؤدي إلى إفراز مادة الأدرينالين، لكن يظهر أنه بالفعل لديك أصلا استعدادا لقلق المخاوف.

إذن الحالة هي حالة قلق مخاوف وليس أكثر من ذلك، وهنالك تغيرات فسيولوجية تحدث مع قلق المخاوف، من هذه التغيرات – كما ذكرنا – ازدياد إفراز مادة الأدرينالين، هذا يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وفي بعض الأحيان قد يرتفع الضغط قليلا.

موضوع العلاقة بين ارتفاع الضغط والعصبية والتوتر ووجود ارتفاع حقيقي في ضغط الدم، هذا أمر حوله الكثير من الخلاف، وهنالك حقائق معروفة: إن بعض الناس عند الانفعالات يرتفع ضغطهم قليلا، وبعض الناس لا يحدث لهم ذلك، خمسين بالمائة من الذين يرتفع ضغطهم مع الانفعالات وجد أنهم مصابون أو سوف يصابون بارتفاع حقيقي في ضغط الدم.

إذن بناء على هذه القواعد العلمية (الجيدة) يجب أن تكون هنالك متابعة مع الطبيب لقياس ضغط الدم، وفي مثل هذه الحالات ضغط الدم يجب أن يقاس بآليات خاصة جدا: أولا يجب أن يتم القياس في اليدين وليس يد واحدة، كما أن القياس يجب أن يكون في مواضع مختلفة، وأنت جالسة، وأنت في حالة استلقاء أو نوم على السرير، هذه الفوارق مهمة جدا يعرفها الأطباء الجيدون.

فأرجو أن تتابعي مع طبيب الأسرة – أو الطبيب الباطني – ولا تنزعجي أبدا لهذا الأمر، فغالبا قد يكون مرتبطا بالقلق، لكن من الضروري أيضا التأكد حسب الموجودات العلمية التي ذكرتها لك.

بالنسبة لفحص الدهنيات والكولسترول: أصبحت هذه فحوصات روتينية، ودون وقوع لوم على أحد أقول لك: حاولي أن تقومي بها الآن، ليس هنالك إشكال أبدا، تحليل الكولسترول والدهنيات الثلاثية تحليل بسيط، لكن المهم أن تكوني صائمة لمدة اثنا عشر إلى أربعة عشر ساعة، وفحص السكر أيضا هو فحص بسيط.

الطبيب لم يقم باستعمال جهاز - الهولتر أي رصد الضغط لمدة أربعة وعشرين ساعة – لم يقم بذلك لأنه لم ير أصلا أنه لديك مؤشرات حقيقية لمرض القلب، وأنا قد أتفق معه كثيرا في هذه النقطة، والأمر كله يتعلق بالقلق.

أنت محتاجة لآليات علاجية مهمة من وجهة نظري: أولا الدواء لا بد من أن تتناولي دواء مضاد للهرع والخوف، والعقار الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) هو من أفضلها، يمكنك بعد التشاور مع طبيبك أن تبدئي هذا العلاج.

وأمر آخر مهم جدا، وهو: أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين ذات فائدة عظيمة جدا للقضاء على نوبات الهلع والقلق والتوترات، وإسلام ويب لديها استشارات كثيرة بها كيفية تطبيق هذه التمارين، وإليك بعضها، وهي برقم (2136015)، تم من خلالها توضيح المعالم الرئيسية البسيطة لكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

الإنسان دائما مطالب بأن يصرف انتباهه عن القلق والتوتر، وذلك من خلال حسن إدارة وقته، وتعدد الأنشطة، وأن يكون الإنسان إيجابيا، ولا شك أنه لديك الكثير من المسؤوليات والواجبات المنزلية وغيرها، وهذا أعتقد في حد ذاته سيكون علاجا تأهيليا جيدا بالنسبة لك.

لا تنزعجي أبدا، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونهنئك بقدوم شهر رمضان المبارك، ونسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.

مواد ذات صلة

الاستشارات