السؤال
السلام عليكم.
أحمد الله الذي هداني للإيمان, وجعلني محبا للإسلام, ولم يجعلني متعلقا بأي شيء في هذه الدنيا.
أنا أريد أن أعيش حياتي لله, وأريد أن أكون داعيا وعالما بديننا العظيم، ولكني لم أجد من يرشدني إلى كتب يمكنني أن أتعلم منها؛ لذلك أرجو أن تشيروا علي بكتاب لتفسير القرآن, وكتب تتحدث عن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, وإذا كان هناك بعض الكتب التي تنصحوني بها، فأرجو أن لا تبخلوا علي بذكرها.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية: نرحب بك - ابننا الكريم - في موقعك، ونحن سعداء جدا بهذه الرغبة، وسعداء جدا بشباب من أمثالك ممن يطمع في أن يكون عالما وإماما، وأن يخدم هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونسأله تعالى أن يستخدمنا وإياك ولا يستبدلنا، وألا نكون ممن قال فيهم: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.
ونحن نهنئك على هذه النية الطيبة, وعلى هذه الرغبة الصالحة، ونسأل الله لك السداد والثبات، وأن يلهمك رشدك، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نوصيك أولا بالتواصل مع هذا الموقع, والاستفادة من العلماء والمشايخ الموجودين به، ونوصيك دائما بالاتصال بكتاب الله تبارك وتعالى، ثم بمعرفة الفقه الذي تصحح به عقيدتك وعبادتك، ونتمنى أن يكون ذلك عن طريق الأخذ عن العلماء؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يأخذ العلم من الكتب دون أن يرجع إلى العلماء، ودون أن يرجع إلى من يشرحوا له هذه العلوم الشرعية، ولله الحمد فإنه يوجد في بلدك أيضا جامعات إسلامية وكليات للشريعة، نحن نتمنى أن تواصل تعليمك، وأن تدخل التعليم النظامي – المدرسة النظامية –, وكليات الشريعة تعطي الإنسان طريقة مرتبة لنيل العلوم الشرعية من خلال الدراسة على أشياخ مختصين، وعندها سيعرف الأستاذ أيضا ما عندك من قدرات، ويستطيع أن يرشدك إلى الكتب النافعة التي تناسب سنك وتناسب عمرك، فنحن لا نستطيع أن نحدد لك أشياء معينة؛ لأن سنك وعمرك وقدراتك أيضا للفهم, والخلفية التي عندك غير معلومة لدينا.
ولذلك نتمنى أن تتاح لك فرصة بأن تتواصل مع علماء فضلاء، أو تدخل دورات علمية تركز على هذه العلوم الشرعية من علماء موثوقين، ولا تلجأ إلى دراسة الكتب والهجوم عليها مباشرة، فإن هذا يضيع على الإنسان وقته وعلمه، وقد يصعب عليه الفهم، فلابد من الجلوس إلى العلماء والاستفادة من علمهم.
ولا مانع من أن تستفيد من الكتب، وتوجد الآن حقيبة طالب العلم: فيها كتاب في السيرة, وكتاب في العقيدة, وكتاب في التفسير, وكتاب في كذا، وهي حقائب معدة لطلاب العلم، فنجد مثلا (الأصول الثلاثة), ونجد مثلا (الرحيق المختوم), ونجد مثلا (الآجرومية في اللغة العربية), ونجد مثلا (مختصر تفسير ابن كثير), ونجد في هذه الكتب كتابا عن الصلاة، وفقه العبادات، ولكننا لا نؤيد هذه الطريقة مطلقا، وإنما نريد لأبنائنا من أمثالك أن يجالسوا العلماء، وأن يأخذوا عنهم.
وما يعطيه العالم لك أنت قد لا يعطيه لآخر؛ لتفاوت ما بينكما من قدرة على الإدراك, وقدرة على الفهم, وقدرة على استيعاب هذه الكتب التي تحتاج إلى أن يجلس الإنسان فيها أمام العلماء, وهناك مشاكل كثيرة للذين حاولوا أن يدرسوا وحدهم, وأن يتعلموا وحدهم؛ لأن هذا العلم يحتاج إلى أن يأخذه الإنسان من أهله، وكانوا يحذرون أيضا من الذي يأخذ من الصحف، وأن الذي لا شيخ له فالشيطان شيخ له.
وأنت - ولله الحمد - عرفت الوصول إلى هذا الموقع، وهناك مواقع شبيهة أيضا تحرص على تعليم العلم الشرعي، فاجعل تواصلك مع العلماء عبر النت من خلال السؤال والاستفهام، ولا مانع من أن تدخل إلى الغرف الصوتية - أو المواقع العلمية – وتدرس مع أكاديمية المجد, وغيرها من الجهات التي تهتم بالعلم الشرعي على أصوله، حتى يأتي الدارس باب العلوم, ومدينة العلم من أبوابها، ولن يتوه بعد ذلك ولن يضيع.
مرة أخرى: نحيي هذه الرغبة الجميلة، وهذا الحرص على الخير، وسوف نكون سعداء في حال تواصلك مع هذا الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونتمنى أن نراك غدا عالما علما ينفع الله بك البلاد والعباد، ويجمع الله على يديك وبك كلمة المسلمين، هو ولي ذلك والقادر عليه.