صديقاتي لا يبادلنني نفس المشاعر... كيف لي بتغيير ذلك؟

0 478

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا فتاة في مقتبل العمر عمري 17 سنة، متفوقة دراسيا، ولكن بالرغم من ذلك أعاني من عدم وجود أصدقاء لدي يبادلونني نفس المشاعر التي أبادلهم أياها، فكنت أعمل بشعار(عامل الناس كما تحب أن يعاملوك)، ولكن دون جدوى إن كان بعضهن وفيات أمامي أكتشف أنهن خائنات من خلفي، وأعاني من التأتأة في الحديث، وعدم القدرة على التسلسل في الأفكار، وعندما أتحدث بعض الأحيان، ولا أجد من يلقي لحديثي بالا أنسى الموضوع بأسره.

فأجلس أفكر في الموضوع, وأحيانا كثيرة عندما أقول أمرا مضحكا لا يلقي أحد لحديثي أية اهتمام، فأشعر بالحرج الشديد، ومحاولة الخروج من ذلك المكان هاربة, فو الله إنني في معاناة لا يعلمها إلا الله أصيحت أكره مجالسة الأصدقاء، وعادة أبكي وأبكي تنفيسا لما في داخلي، وعندما أجالس الناس وأحاول تلطيف الجو مع صديقاتي فألقى منهن اللامبالاة الدائمة، وعندما أخبرهن بقصص ونكات يقلن: سخيفة جدا وغير مضحكة.

أنا أفتقد روح الدعابة (ودائما أمي تناديني بالعابسة)، وهذا يضايقني، ولكن سرعان ما تزول هذه الكلمة من داخلي، وعادة أحاول التقرب من أي فتاة سواء كانت صالحة أم سيئة، فأنا لا أهتم بذلك أهم ما عندي أن تكون لي صديقة، ودائما أحاول تهدئة مزاجي بجملة (هذه بسبب المراهقة وستزول عندما أكبر )ولكن خوفي أن يستمر معي ذلك حتى لو انتهت مرحلة المراهقة، لأن هذا الأمر مستمر معي منذ أن كنت صغيرة.

عذرا على الإطالة، وأرجو منكم الجواب الشافي، وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راجية الفردوس والسعادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

واضح من سؤالك أنك ذكية ومرهفة الإحساس في نفس الوقت.

نعم بعض ما وصفت، وليس كله، ربما هو من خصائص المراهقة، كالحساسية الزائدة، والرغبة في إرضاء الصديقات، وجذب انتباههن، والغالب أن الكثير من هذا سيخف مع الوقت، وخاصة عندما تتمكنين من شخصيتك، وتتيقنين من مكانك في المجتمع أو على الأقل بين صديقاتك.

إننا أحيانا نكون فكرة عن أنفسنا تعكس تجاربنا وخبراتنا مع من حولنا من الأهل والأصدقاء، ومن ثم نحمل هذه الفكرة وكأنها حقيقة مسلمة لاشك فيها، وربما بعد سنوات وبشكل عابر، وربما من تجربة بسيطة نستنتج أن هذه الفكرة التي حملناها طوال الوقت على أنها حقيقة، نستنتج أنها غير حقيقة وأنها فكرة خطأ وغير دقيقة! ومع الأسف هناك من الناس من يعيش طوال عمره يحمل مثل هذه الفكرة، ولا تتاح له فرصة اكتشاف حقيقة هذه الفكرة التي سجن نفسه فيها، والمفتاح لهذا السجن بيده ولكن لم يره ولم يخطر أبدا بذهنه!

لقد ذكرت في سؤالك العديد من الافتراضات عن نفسك، وعن موقف الآخرين منك، فيا ترى لأي حد هذه الافتراضات صحيحة أو دقيقة، ولكن حتى ولو كانت صحيحة، هل يعني هذا أن نبقى أسرى لها؟!

دوما يمكن للإنسان أن يحرر نفسه من فكرة معينة، ولو حملها لسنوات وسنوات.

دعيني أسألك، هل يمكنك أن تلتقي بصديقاتك غدا، ولكن أن تدخلي عليهن وأنت تحملين فكرة أنهن يحببنك ويرغبن بالجلوس إليك والاستماع إليك وإلى نكتك، والسؤال الهام هل تستطيعين حمل هذه الفكرة ولو لساعة أو ساعتين؟ فإذا استطعت فستجدين عجبا، وستشعرين بأن صديقاتك حقيقة يحببنك، ويرغبن بالجلوس إليك والحديث معك!

ولا أطلب منك إلا التجريب، وستعرفين ما أقول.

طبعا لا نتوقع معجزات من المرة الأولى، ولكن مع الوقت ستجدين نفسك أكثر ارتياحا، وأكثر اقترابا لما تريدين أن تكوني عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات