أصبحت منعزلة وإن جلست مع الناس فلا أتكلم، فكيف أغير من شخصيتي؟

0 438

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا منذ فترة أصبحت منعزلة، وإذا جلست مع الناس وكأنني لست موجودة، فلا أتكلم ولا أشاركهم بشيء، أبقى دائما صامته، أحاول أحيانا أن أكون "اجتماعية"، ولكن محاولاتي دائما تفشل! أشعر بأنني فقدت ذاتي وفقدت ثقتي بنفسي، حتى أن صديقتي تقول لي: أنت مملة!

أرجوكم أعطوني حلول عملية أقوم بها لكي أحسن شخصيتي، لأنني من الصعب أن أحصل على أدوية، (فأنا عادة لا أكلم أبي بمشاكلي النفسية)، وغير ذلك أنني لا أستطيع تدبير أموري، أشعر أنني لا أستطيع فعل شيء، لأنني أخاف من الخطأ ومواقف الإحراج، ساعدوني! فشخصيتي أصبحت ضعيفة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا من فلسطين المحتلة.

إنني أقول عادة إننا أحيانا نكون عن أنفسنا فكرة تعكس تجاربنا وخبراتنا مع من حولنا من الأهل والأصدقاء، ومن ثم نحمل هذه الفكرة وكأنها حقيقة مسلمة لا شك فيها، وربما بعد سنوات وبشكل عابر، وربما من تجربة بسيطة نستنتج أن هذه الفكرة التي حملناها طوال الوقت على أنها حقيقة، نستنتج أنها غير حقيقة وأنها فكرة خطأ وغير دقيقة!

ومع الأسف هناك من الناس من يعيش طوال عمره يحمل مثل هذه الفكرة، ولا تتاح له فرصة اكتشاف حقيقة هذه الفكرة التي سجن نفسه فيها، والمفتاح هذا السجن بيده ولكن لم يره ولم يخطر هذا في ذهنه!

لقد ذكرت في سؤالك العديد من الافتراضات عن نفسك، وعن موقف الآخرين منك، فيا ترى لأي حد هذه الافتراضات صحيحة أو دقيقة، ولكن حتى ولو كانت صحيحة، هل يعني هذا أن نبقى أسرى لها؟!

إن مدارس علم النفس تقول لنا أنه دوما يمكن للإنسان أن يحرر نفسه من فكرة معينة، ولو حملها لسنوات وسنوات.

إنك حملت في ذهنك ولبعض الوقت فكرة أنك "غير اجتماعية"، فأنت تتصرفين بناء على هذه الفكرة، والسؤال هنا هل تريدين حقيقة أن تحرري نفسك من أسر هذه الفكرة، فمفتاح التغيير هو في يدك، وليس في يد سواك، وإذا كنت تعتقدين عن نفسك أنك غير اجتماعية، فكيف يمكن أن تطالبي الناس أن يأخذوا عنك غير هذه الفكرة، والله تعالى يقول لنا: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ). فمن نعم الله تعلى علينا أن مصيرنا بأيدينا وليس في أيدي غيرنا، ونحن أحيانا نسقط على الآخرين مشاعر وعواطف تعكس حقيقة مشاعرنا وعواطفنا، وليس مشاعرهم وعواطفهم!

فهيا يا نور، اخرجي للناس، وأقبلي عليهم بحماس ونشاط، وأنك حقيقة تتطلعين للقاء بهم، والجلوس معهم، والحديث إليهم.

وفقك الله، ويسر لك تحقيق ما تريدين.

مواد ذات صلة

الاستشارات