أخي الصغير يتصرف تصرفات مراهقين، فكيف أتعامل معه؟

0 426

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أود أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا على كل النصائح التي تقدمونها لإخوانكم، أما بعد:

فإن مشكلتي تكمن عند أخي الصغير، فهو يبلغ من العمر سبع سنوات، ومنذ أن كان عمره خمس أو أربع سنوات كنا دائما نخوفه من الخروج إلى الشارع عن طريق أن لون بشرته ستصبح سمراء.

وكان دائما عندما يرانا أنا وأخواتي نضع الكريمات والمرطبات يفعل كما نفعل، والمشكلة الآن عندما كبر أصبح يكره كثيرا الأشخاص ذو البشرة السمراء، لدرجة أنه مرة صديقتي كانت تريد أن تسلم عليه ورفض ذلك تماما، وأحرجني أمامها، وقال: ( هذه سوداء )، لم أرد عليه.

ولكن عندما عدنا للبيت أفهمته أن الله الذي خلق الناس بهذا اللون ومن هذا الكلام كثيرا، وكان يستمع إلي بإنصات، وفي الأخير قلت له مرة ثانية ستسلم عليها، قال: نعم، ففرحت كثيرا، ولكن صدمت عندما قال: ولكن عندما تصير بيضاء!! حاولت معه كثيرا وكلمته، ولكن لم يجد، حتى قبل أسبوع تقريبا أخوات صديقتي توأم وبشرتهم سمراء، فتعمدت أن أدعه يلعب معهم، ولكن رفض بالرغم من أنه يحب الأطفال كثيرا، ثم قلت له سنأخذ واحدة منهن لنا قال: لا لا نريدهم.

شيئا آخر أرى أخي ينظر إلى النساء بطريقة إعجاب، أو كما ينظر إليهم المراهق ليسوا من في سنه، فمثلا عندما كان في الروضة كانت معهم فتاة صغيرة، فعلا ما شاء الله كانت جميلة، فكان أكثر الوقت يذكرها ويخبرنا بأنها جميلة، وعندما دخل المدرسة كانت لديه مدرسة أيضا جميلة ما شاء الله، فأصبح يخبرني أنه يحبها وأنها أحلى معلمة في العالم ومن هذا الكلام، وأيضا إذا رأى فتاة في التلفاز جميلة يقول والله هذه جميلة.

أريد أن أصرف نظره عن التفكير بهذا الشكل، علما بأني أرى أن تفكيره أكبر من سنه، فمثلا هو لا يحب الألعاب أبدا، ولا يحب برامج الأطفال يحب البلاي ستشين والكرة، يحب أن يتهندم ( يكشخ ) وينظر إلى نفسه في المرآة، بمعنى أنني أرى تصرفاته تصرفات مراهق وليس طفلا.

أخيرا أخي من النوع الملول جدا، فمثلا لا يستطيع أن يداوم على شيء، وأكثر ما يهمني هو الصلاة، في البداية ما شاء الله كان يذهب للمسجد أول ما يؤذن وقليلا قليلا أصبح يذهب أول ما يقيم، وبعد أسبوعين تقريبا لم يعد يذهب للصلاة، ولم أرغب أن أضغط عليه حتى لا ينزعج ويكره الصلاة، وعندما أسأله أقول له: لماذا لا تذهب للصلاة، يقول لي: والله قدمي تؤلمني، أقول له: هل تعرف من يقول لك هذا الكلام، يقول لي: نعم، أعرف أنه الشيطان، ثم يذهب للصلاة ويترك الباقي، علما أنه مع كل هذا ملول، حتى مع الأكل يحب أكلة لمدة أسبوع ويتعلق فيها وبعد ذلك يكرهها.

لا أدري ماذا أفعل معه؟ أرشدوني جزاكم الله خيرا.

المعذرة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، وعلى هذه الأسئلة.

بالنسبة للسؤال الأول، فإنه يقال عادة أن الأطفال بطبيعتهم عندهم "عمى الألوان" أي أنهم بفطرتهم لا ينتبهون إلى أن الناس ألوان أبيض وأسود وما بينهما، ولكن مع هذا الطفل الصغير فقد نبهناه ومن سن مبكرة إلى اختلاف ألوان الناس، وقد تكونت هذه الفكرة الآن عند هذا الأخ الصغير، وبصراحة قد تصعب إزالتها، ولكن يمكن تخفيفها بعض الشيء، والأمر الأهم هنا هو محاولة عدم التركيز على هذا الأمر، ومحاولة تجاهل الأمر بالكلية، ومع الوقت يمكن أن يخف انتباهه، وتركيزه حول هذا.

لاشك أنه تكونت عنده الآن ومنذ الصغر مزاجه وما يحب وما لا يحب وحتى طوال حياته، ولكن يمكن بعد أن ينضج معرفيا، ويتعرف على الجوانب الأخلاقية كالعدل والمساواة وغيرها، يمكن أن يعيد النظر في توجهه هذا، وبحيث قد يبقى عنده توجهه ورغباته، إلا أنه على الأقل قد لا يظلم أحد، ولا يعتدي على أحد.

وأفضل ما يمكنكم القيام به، هو تجاهل الأمر وعدم الحديث عنه تصحيحا أو توجيها، وتتركوا الحياة تعلمه وتوجهه.

وبالنسبة للسؤال الثاني حول نظرته للنساء والفتيات: فهذا كثير عند الأطفال الصغار، وهنا تأتي أهمية تعزيز السلوك الحسن الإيجابي، وتجاهل السلبي غير المرغوب فيه، فعندما ترونه مثلا ينظر للناس، نساء أو فتيات أو غيرهن بالشكل المناسب، عززوا عنده هذا السلوك، من أنكم قد لاحظتم سلوكه المناسب، بينما عندما لا يحسن النظر للآخرين، فحاولوا تجاهل الأمر، طالما هو لا يعرض الآخرين للأذى، وتقوم هذا التوجه على قاعدة بسيطة في علم النفس والتربية، أن السلوك الذي نعززه بالانتباه، يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله، يزول ويخف تكرره.

ونفس القاعدة نطبقها مع السؤال الثالث، حول أن هذا الأخ الصغير ملول، وخاصة في موضوع الصلاة، فحاولوا عندما يصلي وتجدون منه همة ونشاط، فقوموا بتعزيز هذا السلوك وتشجيعه، بينما عندما تجدون من كسلا وتراخيا، فحاولوا أن توجهوا له الكثير من الانتباه، اصرفوا انتباهكم لطفل آخر يحسن السلوك، ولا ننس طبعا أنه ما زال في السابعة من العمر، فلا بد من محاولة تحبيبه بالصلاة، وليس الضغط عليه، فهذا قد يولد عكس ما نريد، ليحاول والده أو إخوانه اصطحابه إلى المسجد، أو دعوته للصلاة معهم في البيت.

ومشكورة على اهتمامك بأخيك الصغير.

مواد ذات صلة

الاستشارات