السؤال
السلام عليكم..
لا أعلم ماذا بي؟ أشعر بأن شخصيتي غريبة!!
فصديقتي المقربة، أو خطيبي، أو أي شخص قريب، لا يستطيع أن يتركني, فإذا شعرت بأنهم قريبين مني جدا، ولا يستطيعون الابتعاد عني، أشعر بأنهم حمل ثقيل علي, وأبدأ بتعذيبهم، فإذا ما شعرت بأنهم يبكون، ويترجونني، أو يتعذبون، ترتاح نفسيتي، وأجدني أستلذ بطعم إيلامهم إذا حزنوا بسببي!!
حاولت مرارا أن أبتعد عن هذه العادة، ولكن لا فائدة.
ويوجد أشخاص كثر في حياتي كانوا قريبين جدا مني، ولكن مع الأيام يأتي الملل، وأجرحهم، ثم أتركهم، وإذا حادثتهم أشعر بضيقة شديدة في صدري، فأضطر إلى أن أبتعد عنهم.
أشعر بأن قلبي كالحديد، وضميري ميت، ولا أستطيع أن أرحم أي شخص، أو أحزن على أي شخص مهما كان.
ماذا أفعل لكي أترك هذه العادة؟ ولكي أحيي ضميري؟ لأني أصبحت أخسر جميع من حولي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
من الواضح أن لديك صديقات، ولديك خطيب، فهذا هو الخبر السعيد في الموضوع، ولكن تخشين أن تفتقدي هؤلاء بسبب بعض التصرفات التي وردت في سؤالك.
لا أدري إن كنت قد فهمت هذا الأمر الذي تعنيه بشكل جيد؟
ولكن يبدو أنه عندما يقترب الناس منك كثيرا تشعرين بأنهم عبئ عليك، فتبدئين بمعاملتهم بشكل قاس، مما يجرحهم فيحزنون لهذا، إلا أنك تسرين لحزنهم بسببك!
عمرك الآن 21 سنة، وأسأل نفسي هل يا ترى تلقيت معاملة قاسية في طفولتك؟ هل شعرت بالطرد وعدم رغبة الناس بك؟ لأن هذا قد يفسر بعض هذه السلوكيات التي تصفين في رسالتك.
كيف هي يا ترى علاقتك بأمك وبأبيك؟ أتوقع أن هناك مشكلة في هذه العلاقة، وهذا أيضا ما يمكن أن يفسر هذه المواقف التي لديك.
وإن صحت بعض هذه التوقعات، فأظن أن عليك أن تتصالحي مع طفولتك، ومع ذكرياتك الماضية، وقد يحتاج الأمر لبعض الجلسات التفريغية مع أخصائية نفسية قريبة من مكان سكنك، بحيث تفرغي ما عندك، ومما لم تتحدثي لنا عنه في سؤالك، فمثل هذه الأمور لا تحل هكذا بمجرد سؤال بسيط لا تظهر فيه إلا بعض ملامح الموضوع الذي نريد حله، أو التعامل معه.
ويمكنك أيضا تفريغ بعض ما عندك من عواطف ومشاعر سلبية ربما، ليس مع صديقاتك وخطيبك، وإنما عن طريق كتاب رسالة، أو رسائل لمن يمكن أن يكون قد أساء إليك في الماضي، بحيث لا تشعرين بالمزيد من التفريغ العاطفي هذا مع صديقاتك والمقربين منك.
والرسم والرياضة أيضا من الطرق الأخرى الصحية والسليمة والإبداعية لتفريغ هذه الشحنات العاطفية.
أرجو أن يكون في هذا ما يفيد.
والله الموفق.