أعاني من العصبية الشديدة، وأغضب لأتفه الأسباب، فما السبب؟

0 1064

السؤال

السلام عليكم..

عمري 21 سنة، وسأصف لكم حالتي..

أنا جدا عصبية، لأتفه الأسباب أغضب، وأغلب اليوم تقريبا أقضيه بصراخ ونكد لأتفه الأسباب، وأي شيء بسيط أتضايق منه، وأغضب، وأتضجر من كل شيء.

أنا منذ زمن بعيد عصيبة، ولكن هذه الفترة بالذات أصبحت عصبية بشكل لا يطاق، والكل بدأ يكرهني من عصبيتي، حتى أخواتي، لدرجة أني صرت أتحاشى أي شيء ممكن يجعلني عصبية، لأني عندما أتعصب أتعب، وأصلا كل شيء يعصبني، وأتضايق منه وأنفجر.

الأمر الثاني: أنني في كل مرحلة تمر علي من عمري أتعقد فيها من شيء معين، وأصبح مضطربة وخائفة طول الوقت، مثلا: أنني في فترة من فترات حياتي أصبحت أخاف من النار، وتعقدت لدرجة أصبحت أضطرب من أي شيء يذكرني، أو يلمح لي عن النار، وأصبح غير طبيعية من غير أن يكون هناك سبب معين، مجرد قصة سمعتها!

وفي فترة من الفترات أتاني خوف أني لن أنام أبدا، وأصبحت كلما اقترب الليل أضطرب، لأنه يلزمني خوف بأني لن أنام أبدا، وبدأ يصاحب حالتي هذه وسواس قهري، فأقوم بإغلاق وفتح الباب مرات كثيرة، لكي أتأكد من أنه مغلق، وأنظر إلى الساعة عشرين مرة، لكي أتأكد من أنها لن تدق، والغريب في الموضوع أني أصلا قمت بنزع البطارية، وعانيت من الوسواس القهري مدة طويلة، وتعبت، وشفيت منه - ولله الحمد -.

وكلما خرجت من عقدة، ظهرت لي عقدة جديدة تتعبني، ومستحيل أن تمر علي فترة من دون عقدة، ماعدا فترة بسيطة، مثل: شهر، أو شهرين، لدرجة أني أقول لنفسي: ما هي العقد والمشاكل التي سأتعرض لها في السنوات القادمة؟

أشعر بأني أرض خصبة للاكتئاب النفسي، وأشعر بأني طول الوقت متضايقة، وعندي رغبة شديدة بالبكاء، ولا أتحمل أي شيء، أقصد أنه ليس لدي طاقة لتحمل أي شيء، فلقد أصبحت كسولة لأبعد الحدود، وكثيرا ما أنسى، وأشعر بالقلق وخوف من المستقبل، ومتشائمة، وأشعر في بعض الأحيان من انعدام الرغبة في الحياة.


وأحب أن أنوه إلى نقطة قد تدخل في مشكلتي هذه..

وهي أنني أواجه صعوبة كبيرة في الكلام، وأشعر بأني أعجز عن الكلام، وأشعر باني مخنوقة، ولا أستطيع التحدث، وأشعر بأنفاسي تضيق، وأواجه صعوبة في التنفس عند التكلم في بعض الأحيان.

كما أن عندي صعوبة في نطق بعض الأحرف، مثل: الباء، وأواجه أيضا اضطرابات بالنطق والكلام، وأصبح كل من حولي لا يفهمون عن أي شيء أتحدث، يقولون لي أن كلامي غير مفهوم، مع العلم أني لست متوترة، ولكني عاجزة عن التكلم، وأصبحت في بعض الأحيان أقلب الحروف، فأقول بدل السين شين، والعكس، وعندي اضطرابات كلامية كثيرة، وكلامي ليس مفهوما مع العلم أني في السابق كنت عادية، أو أحسن من هكذا بكثير.

ذهبت إلى المستشفى، وعملت فحوصات للغدة الدرقية، والسكر، ونتائجي - والحمد لله - كانت سليمة.

أريد أن أسألكم سؤالا:

- أنا أريد أن أعرف ما إذا كانت هناك أسباب عضوية لمشكلتي قبل الأسباب النفسية؟

- وهل نقص فيتامين دال و بي 12 له دخل بالحالة النفسية؟ أم أنه لا علاقة له بالحالة النفسية؟

أنا لا أقول هنا أني أعاني نقصا، ولكني أسأل فقط، لأني قرأت في بعض المنتديات، أن نقص فيتامين دال وبي 12 له علاقة قوية بالحالة النفسية.

أريد أن أعرف الأسباب العضوية قبل الأسباب النفسية، لأني لا أريد أن أغرق في دوامة الأدوية النفسية، ولأني متخوفة جدا منها، وأكاد لا أقبلها أبدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أولا أنت تعانين قلق المخاوف الوسواسية، ورسالتك واضحة ومفصلة، وما سردته من أحداث وأعراض، يوضح ذلك، وهذه حالة نفسية منتشرة، وموجودة، وعلاجها ممكن جدا من خلال العلاج السلوكي، وكذلك العلاج الدوائي، وهذا يعني أن تتواصلي مع طبيب نفسي.

بالنسبة للجزء المهم في سؤالك: وهو أنك تريدين أن تعرفي هل هنالك أسباب عضوية؟

فأقول لك: لا توجد أسباب عضوية، بمعنى أنه يمكن أن يحدد هذا السبب بدقة واضحة، لكن الدراسات، والفحوصات المختبرية، والأشعة من نوع معين، أثبتت أنه توجد أماكن معينة في الدماغ يحدث فيها نوع من عدم الانتظام في إفراز مواد معينة تعرف باسم الموصلات العصبية، ومن أهمها مادة تسمى باسم: السترتونين، ولقد وجد أن ضعف الإفراز، أو عدم انتظامه، أو عدم التوازن بين هذه الموصلات، هو الذي يسبب مثل هذه العلل.

ومن الأشياء العجيبة والغريبة، أن الذين تم علاجهم عن طريق العلاج السلوكي فقط، تم شفاؤهم من هذه الحالات، وبعد ذلك أعيدت فيهم الفحوصات السالفة الذكر، فوجدوا أن التغيرات الكيميائية قد اختفت، وكل شيء قد انتظم، فإذن هنالك تغير عضوي، ولكنه في ذات الوقت مسبب ومرتبط الجانب النفسي.

ومعظم الدراسات القوية والثابتة أتت من تشريح أدمغة المتوفين، الذين كانوا يعانون من مخاوف، أو وساوس، أو اكتئاب، فقد وجد بالفعل أن هنالك ضعفا، وعللا واضحة جدا في أماكن معينة من الدماغ، ولذا وجهت الأدوية النفسية لعلاج هذه العلل بناء على ما تم استنتاجه واستنباطه من الفحوصات السالفة الذكر.

أما بالنسبة لفيتامين (ب 12)، فهو فيتامين مهم جدا، ونقصه قد يؤدي إلى فقر الدم، أما من الناحية النفسية فضعف هذا الفيتامين قد يؤدي إلى اضطراب وتشوش في التركيز، وقد تحدث أيضا حالات من الاكتئاب البسيط في بعض الأحيان، وإذا كان هنالك نقص في فيتامين (ب12)، لاشك أن تعويضه ليس بالأمر الصعب.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك - إن شاء الله – بسيطة، وسوف تعالج، وأرجو أن لا تتخذي موقفا سلبيا من الطب النفسي، وسوف تجدين من يساعدك وبصورة ممتازة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات