أرق وقلق وتوتر... ما تشخصيكم لحالتي وعلاجها؟

0 486

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من اضطراب في النوم، وإذا سهرت تأتيني نوبات قلق وتوتر، في البداية حصلت لي كدمة في أضلع الصدر، وكنت أحب أن أنام على بطني، وهذه الكدمة لم تجعلني أنام كما أحب وصار نومي متقطعا، فذهبت إلى الصيدلي، وشكوت له علتي فأعطاني مرهما ومسكنا، وطلبت منه منوما، وأعطاني منوما من الأعشاب قال لي أن آخذ كبسولتين قبل النوم، ولكني لم أستطع النوم وصاحبني توتر وقلق، وعسر مزاجي، وانسداد خشمي، فصرت أشعر الجو أحيانا يكون حارا فجأة وباردا فجأة، وصرت أسمع صوت المكيف بشكل مزعج.

المهم أنني في الأخير غيرت مكان نومي إلى المجلس، ونمت جالسا حتى قدرت أن أنام بضع ساعات، بعدها وفي اليوم الذي يليه سهرت لمدة ثلاث ليال، وفي اليوم الثاني كنت قلقا جدا أدور طوال الوقت، لا أستطيع الجلوس، ووأشعر بحر وبرد في نفس الوقت، وكنت أغفو غفوات مفزعة تكرهني بالنوم، وفي صباح اليوم الثالث ذهبت إلى المستشفى وصرفوا لي حبوبا منومة ثلاث حبات، وكانت غير فعالة؛ لأنني لم أستطع النوم.

وفي العصر طلبت من والدي الذهاب بي إلى أي أخصائي يكون فاهما لحالتي واستقر بنا البحث عن عيادة مطمئنة، وصرف لي الدكتور حبوب ريميرون نصف حبة أي 15 جم طبعا استطعت أن أنام في السيارة في الذهاب، والإياب، وكانت مريحة لي فلقد خف التوتر كثيرا، وعند عودتي للبيت أخذت الحبة ونمت -ولله الحمد- الدكتور قال لي: أن أستخدم الحبة لمدة عشرة أيام ثم أراجعه، بصراحة أخذتها ليومين وتركتها؛ لأني خفت منها.

وبعد يومين ذهبت إلى الدمام، وكنت أنام جيدا، وبعد ثلاث أيام لم أستطع النوم لمدة يوم، وبعده نمت في اليوم الذي بعده وفي يوم الموعد ذهبت إلى الدكتور وقال لي إن حالتي لم تتحسن والأفضل أن أرجع للحبة لمدة خمسة عشر يوما، وأن أزوره بعدها واستمررت على العلاج الذي بداء يتلاشى مفعوله تدريجيا لأنه بعد أسبوع من العلاج لم أنم لمدة يوم وكان معها توتر وقلق، وبعدها نمت وذهبت للدكتور وأخبرته بوضعي وأنني لا أريد الحبة وإنني أصبحت بصحة وعافية، فقال: اتركها، ولكن إذا أحسست بعدم النوم أرجع لها، في اليوم الأول نمت، والثاني سهرت ولم أنم فعدت أستخدم الحبة من جديد ونمت، واليوم وأنا أكتب لكم لم أنم أخذت الحبة، وحاولت النوم.

بصراحة أنا إنسان أحب أن أطلع على كل شيء بحثت عن وضعي في الانترنت، ومازلت أبحث حيث شخصت حالتي أن عندي اكتئاب، وقال الدكتور إنه لم يقل لي هذا، وأن تشخيصه هو اضطراب في النوم فقط.

أرجو منكم أن تفيدوني عن حالتي هل قد يكون عندي أشياء صحية لا أحس بها وهي التي تسبب لي الأرق مثلا زيادة هرمون أو نقصه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي اضطرابات النوم أسبابها متعددة جدا، أعتقد أنك في حالتك اضطراب النوم مرتبط بدرجة بسيطة من القلق أو التوتر ربما لا تستشعرها بوضوح شديد، وتظهر لديك في شكل اضطراب نومي.

استجابتك للريمانون كانت ممتازة جدا، والريمانون في الأصل يسهل النوم كثيرا، وفي ذات الوقت يعالج القلق التوتر، ولاشك أنه دواء محسن للمزاج، لكن تحسين المزاج لا يأتي إلا من الفعل التراكمي للدواء أي أن يستمر عليه الإنسان لمدة أربعة أسابيع على الأقل، فأعتقد أنك قد استفدت منه من خلال مفعوله المبكر والمباشر وهو تحسين النوم.

أيها الفاضل الكريم: أنا لا أرى أن هذه العلة مرتبطة بمرض عضوي، لكن من الأفضل أن تقوم بإجراء بفحوصات عامة للتأكد من مستوى الدم، والدهنيات بشقيها، ووظائف الكبد، والكلى ووظائف الغدة الدرقية فيتامين (ب 12) فيتامين (دال) وهذه فحوصات جيدة، وتجعلك إن شاء الله تعالى تطمئن بعد الاطلاع على نتائجها، وفي هذا إن شاء الله طمأنينة كبيرة لك، والذي أراه هو أن تحسن صحتك النومية من خلال الممارسة الإيجابية مثل تجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة، وعدم تناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء، وتثبت وقت النوم، وممارسة تمارين الاسترخاء، والحرص على الأذكار، هذه يا أخي رزمة طيبة جدا من النصائح ومن يطبقها يستفيد كثيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي أنا أرى أن تستمر على الريمانون والريمانون حتى (45) مليجرام في اليوم أي حبة ونصف، ولكن أعتقد أنك سوف تحتاج إلى كل هذه الجرعة من الأفضل أن تستمر على الدواء بجرعة نصف حبة لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم انقصها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهرين آخرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ويمكن أن تدعم الريمانون بعقار يسمى فلوبتكسول، وهو دواء مضاد للقلق والجرعة المطلوبة في حالتك هي حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، وقوة الحبة هي نصف مليجرام.

أخي الكريم: من المهم جدا في حالات العلاج الدوائي أن يتناوله الإنسان بصورة صحيحة، ويتبع الخطوات العلمية في تناوله، الدواء له جرعة تسمى بالجرعة التمهيدية، ثم الجرعة العلاجية، والجرعة الوقائية.

من وجهة نظري هذا هو الأفضل لك ولا تنسى الوصايا والنصائح التي ذكرتها لك حول الصحة والنومية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات