السؤال
أنا فتاة عصبية، وعندما أغضب لا أتحكم بعصبيتي، وأحيانا على العكس أصبح هادئة جدا في بعض الأيام، لا أتحكم بعواطفي وانفعالاتي، عندما أحب أي شخص أحبه بشدة، وعندما أكره أيضا أكره بشدة، وأشعر بالتناقض، ودائما ما أسيء الظن بالآخرين، وأهتم كثيرا بما يقوله الناس عني.
كما أن عندي مشكلة أخرى، وهي أني لا أستطيع السيطرة على دموعي، فأي شخص يقسو بكلامه علي أبكي فورا، وأيضا عندما يحدث موقف محزن أبكي، وهذا شيء محرج بالنسبة لي، لأني أخجل من ظهور دموعي أمام الناس.
أنا فتاة ناجحة بدراستي، وجميع أموري، ولكن مشكلتي هي الاندفاع في العواطف.
أتمنى منكم مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
إن نجاحك بدراستك وجميع أمورك، كما ذكرت، من شأنه أن يعينك على تجاوز ما شكوت منه في رسالتك من الغضب والعصبية، ونحن عندما نتحدث عن الغضب، فلا نقصد الكبت الكامل للغضب، فهذا ليس ممكن أصلا، لأن الغضب عاطفة لابد للإنسان الحي من أن يشعر بها، وإنما نقصد ضبط الغضب، والتعامل معه بالشكل السليم من أجل التكيف المناسب.
وفي الحديث النبوي "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
ومن المفيد معرفة أهم أسباب الغضب والعصبية، وبحيث يستطيع الشخص محاولة الوقاية من حصول الغضب من خلال التعرف على أسبابه، وبحيث يتنبه إليه من أول ما تظهر علاماته الأولى.
ومن أهم أسباب الغضب:
• عندما يمنع الإنسان من تحقيق أهداف هامة يريد تحقيقها، فيجعله هذا يشعر بالغضب الشديد.
• عندما يتهجم البعض على الأمور الخاصة بالشخص، وخاصة القواعد التي يتبعها في حياته.
• عندما يشعر بالتهديد على كرامته وتقديره لنفسه فيغضب.
ويمكن لهذا الفهم أن يفسر كيف أنك مطمئنة وناجحة في حياتك الخاصة، بينما تغضبين عند تفاعلك مع الآخرين، الذين ربما يقومون بفعل واحدة مما سبق، ولذلك تغضبين وتشعرين بالعصبية.
حاولي - وخلال الأيام والأسابيع القادمة - التركيز ليس على الغضب بحد ذاته، وإنما على مسبباته، من تعاملك مع الآخرين، وتعامل الآخرين معك، وحاولي أن تتعرفي على ما يقوله الناس أو يفعلوه مما يجعلك تشعرين بالغضب.
ومن خلال الوقت ستلاحظين أنك لم تعودي بنفس الحساسية لأقوال الناس وأفعالهم، وبأنك أكثر تحكما بنفسك وبأعصابك، ولاشك أنك تحتاجين مع هذا بعض الصبر.
ولاشك أن الصلاة والذكر تهدئان الأعصاب، وتدخلان الطمأنينة للقلب والروح.
حفظك الله من كل سوء، وأراح بالك.