السؤال
أعاني من عصبية زائدة، وقبل النوم يأتيني بكاء، وأبكي وألوم نفسي، ولكنني أحتاج جدا للحنان، أحس أني فاقدة للحنان؛ لأنني وأنا صغيرة فقدت والدتي، وأنا الآن أم.
أعاني من عصبية زائدة، وقبل النوم يأتيني بكاء، وأبكي وألوم نفسي، ولكنني أحتاج جدا للحنان، أحس أني فاقدة للحنان؛ لأنني وأنا صغيرة فقدت والدتي، وأنا الآن أم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.
من أصعب الأمور على الفتاة أن تفقد أمها وهي صغيرة؛ لأن الفتاة تحتاج في نموها الطبيعي أن تتمناها مع أمها، أو من يقوم مقامها في طفولتها ممن يقوم بدور القدوة الأنثى من أجل أن تتعلم منها هذه الفتاة.
وغالبا ما تحتاج الفتاة التي تفقد أمها، تحتاج لإشباع حاجتها العاطفية التي تعوض بها عن فقدان أمها، فما العمل؟
في كثير من الأحيان يمكن أن يعوض الله عن فقد الأم بوجود شخص آخر، لا أقول أن يسد الفراغ الذي يتركه وفاة الأم، لأنه لا يوجد ما يمكن أن يعوض عن فقدان الأمر، إلا أنه يلبي بعض هذه الاحتياجات العاطفية.
أطمئنك أن قولة "فاقد الشيء لا يعطيه" ليست دوما صحيحة، وخاصة فيما نحن فيه، بل على العكس هناك الكثير من الأمهات اللاتي فقدن أمهاتهن في الصغر يمكنهن التعويض عن هذا الفقدان بالعاطفة الجياشة التي يضعها الله تعالى في قلب الأم أمثالك، وستستغربين بالكمية الكبيرة من العطف والحنان الذي يلهمك الله إياه، وبالتالي تقدمينه لأطفالك الصغار.
حاولي أن تقدمي الحنان والعاطفة لنفسك، نعم أنت تقدميها لنفسك، عن طريق رعاية نفسك حق الرعاية، وكما يقال "دليلي" نفسك برعايتها وإكرامها.
والسبيل الثاني عن طريق الاستفادة الكبرى من العلاقات الأخرى في حياتك، كعلاقتك بزوجك وأولادك وغيرهما، فيمكن لهذه العلاقات المخلصة أن تعوض بعض الشئ عن حنان الأم الذي فقدته، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
ولا تنسي الدعاء لله تعالى بأن يلهمك الاطمئنان والشعور براحة البال، وبالرحمة لروح والدتك رحمها الله تعالى.
وفقك الله.