حالتي النفسية ساءت بعد تركي لصديقتي، فما هو العلاج؟

0 463

السؤال

السلام عليكم.

عمري 22 سنة، منذ 6 أشهر قطعت علاقتي مع صديقتي خوفا من أن تتطور العلاقة بيننا بعدما رأيت منها أشياء أزعجتني جدا، مع العلم أنني كنت لا أستطيع أن تمر بي ساعة ولم أتحدث معها، كانت هي كل حياتي ولا أملك أي صديقة سواها فقط، بعد أن قطعت علاقتي معها أصبت بحالة غريبة فجأة، حياتي تغيرت، أصبحت كسولة جدا، ومتقلبة المزاج، وكثيرة النوم، وعصبية جدا.

كنت أهتم بجسمي وشكلي جدا، وزني كان 50، والآن بعد حالتي النفسية والكسل والخمول وصل إلى 80، وما زال يزداد بسبب أني إذا غضبت آكل، لا أحب أن أخرج إلى تجمعات كبيرة، أو أن أقابل الناس بسبب زيادة وزني ونفسيتي، وعندما أجلس مع أهلي لا أتحدث فقط مستمعة، وأحس بأنني مملة، وأن كل من حولي متضايقون مني، لأني إذا أردت أن أتكلم أغضب على أتفه الأشياء.

في الماضي كنت أحذر من الوجبات الدسمة وأخاف على نفسي جدا، والآن إذا كنت متضايقة آكل الزبدة والأشياء المشبعة بالدهون، أعرف أنها ليست لذيذة ولا مفيدة، لكن يأتيني شعور كأنني أعاقب نفسي.

أصبحت أفكاري كلها سلبية وظنوني كلها سيئة، تعبت من حياتي، ودائما عند صلاتي وأنا ساجدة أدعي ربي أن أموت وأنا ساجدة، لا أريد أن أعيش، فقط أريد الجنة والراحة الأبدية، مع العلم أني حللت التحليل الهرموني والنتائج كلها سليمة - الحمد لله-.

أرجوكم ساعدوني، أريد أي دواء، لكن ليس له أضرار جانبية، فقط لأرجع كما كنت من قبل.


وعذرا للإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كانت علاقتك وطيدة جدا بهذه الفتاة وبعد ذلك أنت قمت باتخاذ القرار الصحيح وهو الابتعاد عنها بعد ما رأيت ما أزعجك في تصرفاتها، فإن مدة الألفة والتواصل والصداقة معها ترسخت، وبالطبع الفراق في مثل هذه الحالات يكون له تبعات، وأعتقد أنك في ذات الوقت أحسست بصورة لا شعورية بشيء من الذنب أنك كيف واصلت علاقتك مع هذه الفتاة ولم تحسني الاختيار، وكنت تظنين أنها لديها تصرفات غير مقبولة، هذا الشعور الداخلي أيضا ولد لديك شيئا من الكدر والحزن وما أنت عليه الآن.

الذي أريده منك هو تذكر بأنك اتخذت القرار الصحيح القرار السليم، ويجب أن تهنئي نفسك على ذلك، أنت لم تظلمي هذه الفتاة، قرارك كان هو القرار الصحيح والقرار الجيد والقرار الذي في مكانه، وأعتقد أن قرارك يجب أن ينعكس عليها إيجابيا، علها تراجع نفسها وتصحح من مسارها.

أنا أركز مرة أخرى أنك يجب أن تكوني في وضع تحسين فيه بالرضى، ليس بالكدر والحزن والانزواء ومعاقبة الذات، وبالفعل موضوع الشراهة للأطعمة التي نشاهدها في حالات عسر المزاج – خاصة الاكتئاب – هي عقوبة للذات، والإنسان حين يدرك ذلك يجب أن يغير من سلوكه.

ابحثي عن بدائل أفضل من هذه الصديقة، فالخيرات كثر من الفتيات، ويمكنك أن تستغلي وقتك من أجل حصاد العلم والمعرفة والتفقه، وأن تكون لك مشاركات إيجابية في داخل الأسرة وأن تنمي مهاراتك، هذا مهم جدا بالنسبة لك.

هذه الحالة المزاجية نعتبرها تحمل سمات ما يسمى بعدم القدرة على التواؤم أو التكيف، وهذه حالات تؤدي إلى تفاعلات نفسية سلبية، أهمها ظهور الاكتئاب النفسي، لكن معظم هذه الحالات - إن شاء الله تعالى – عابرة ومحدودة وتختفي بعد فترة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا بأس أبدا من أن تتناولي أحد الأدوية المحسنة للمزاج، وعقار بروزاك – والذي يسمى علميا بـ (فلوكستين) – سيكون مناسبا جدا بالنسبة لك، والجرعة هي أن تبدئي بتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجراما، استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعلي الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات