خيالات جنسية تجول في خاطري

0 406

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

شكرا لخدمتكم للمجتمع المسلم.

أنا شاب عمري 25 سنة، ملتزم -والحمد لله- كل صلواتي في المسجد أقيم الليل وأغض البصر، ولا أصافح النساء وأقرأ القرآن.

ولكن مشكلتي أني أعاني من الخيالات الجنسية المستمرة أكون مشغولا بالذكر أو القرآن أو حضور محاضرة دينية، وفجأة تأتيني خيالات جنسية في أبشع صورها كنت قديما أشاهد أفلاما جنسية، وتبت والتزمت، ولكن خيالاتها لا تفارقني ويتحول الأمر أحيانا إذا رأيت صورا فاضحة من غير قصد في الفيس أو في مجلة أو صيدلية تتحول حالي حتى أشاهد صورا خليعة أكثر، ثم أتحسر على حالي وأتوب، ولكن أعود لهذه العملية بعد بضعة أسابيع أو أيام.

أرجوكم ساعدوني، ماذا أفعل حتى أتخلص من ذلك العالم البشع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن هذه الخيالات والصور الجنسية التي تأتيك وتستحوذ على تفكيرك هي نوع من الوساوس، والوسواس قد يأخذ هذه الصورة – صورة ما نسميه بالخيال أو الصورة الذهنية – والوساوس دائما تكون محتوياتها سيئة في بعض الأحيان، والوساوس ذات الطابع الجنسي – أيا كان هذا الطابع – كثيرة ومنتشرة.

مشكلتك الأساسية هي أن الخبرات السابقة لديك جسمت هذه الصور الذهنية، وهذه إشكالية حقيقية، والخطأ الجسيم الذي تقع فيه هو أنك تشاهد الصور الخليعة لتنفس على الوساوس، هذا خطأ كبير جدا، بل هو خطأ بشع، لأنك بهذه الطريقة تخفض من درجة القلق لديك، لكنك تدعم الوساوس، وفي نفس الوقت تحس بالذنب، وأن ما قمت به خطأ، فيجب ألا تتخذ هذا المنهج لأنه ليس منهجا علاجيا، هو منهج خطأ ومشين في نفس الوقت. هذه نقطة يجب أن نتفق عليها.

النقطة الثانية: استجلب هذا النوع من الوساوس لخيالك وأنت جالس في مكان هادئ، ثم اربط بينه وبين شيء قبيح جدا، تصور أنه قد وقع أمام ناظريك كارثة، واجعلها تستحوذ على خيالك وتتمازج مع هذا الوسواس.

تكرار مثل هذا التمرين سوف يضعف الوساوس.

تمرين آخر وهو: ضع أمام ناظريك الصورة الوسواسية في ذهنك، وقم في نفس اللحظة بالضرب على يديك بقوة وبشدة حتى تحس بالألم.

المقصود هنا هو أن تربط ما بين الوسواس، وما بين الشعور المؤلم والمقزز وهو إيقاع الألم بالنفس، هذا التمرين يكرر عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح، ومرة في المساء. هذا أيضا يؤدي - إن شاء الله تعالى – إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، وهنا تبدأ الوساوس في الضعف والانهيار تماما - إن شاء الله تعالى -.

خط العلاج الثالث - وهو مهم جدا - وهو العلاج الدوائي، دواء مثل عقار بروزاك سيكون مفيدا جدا لك، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة، والاسم العلمي للبروزاك هو (فلوكستين) لأنك ربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى.

تناول الفلوكستين بجرعة كبسولة واحدة - كما ذكرنا - تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها كبسولتين، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة، أو تفرق ما بينهما، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى ثلاث كبسولات في اليوم، وهذه هي الجرعة المطلوبة لعلاج مثل هذا النوع من الوساوس، تناول الدواء بمعدل كبسولة في الصباح وكبسولتين ليلا، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم أنقص الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

فعالية الدواء سوف تبدأ بعد ثلاثة إلى أربع أسابيع، سوف تحس - إن شاء الله تعالى – بفرق كبير، وأن حدة الوساوس قد خفت كثيرا، وهنا يجب أن تستغل تطبيق العلاجات السلوكية التي تحدثنا عنها.

دائما انظر لهذا النوع من الوسواس كشيء حقير وسخيف، هذا أيضا يساعدك كثيرا.

أريدك أيضا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، لأن الوساوس فيها الجانب القلقي، والقلق يمكن إزاحته من خلال الاسترخاء، ولدينا بالموقع استشارات كثيرة عن كيفية تطبيق هذه التمارين، ونشير إلى واحدة منها، وهي تحت رقم (2136015) فيها توجيهات وتعليمات أساسية حول كيفية تطبيق الاسترخاء، فأرجو أن تتبعها.

استمر على نهجك في محافظتك على الصلوات في المسجد، وقيام الليل، وغض البصر، وتلاوة القرآن الكريم والدعاء والذكر، ولا تجعل للشيطان سبيلا ليصرفك عن كل هذا العمل الطيب والجميل، واجتهد في دراستك، وكن من المتميزين، وعليك بإدارة الوقت بصورة حسنة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات