هل دواء زيروكسات مفيد للرهاب؟

0 574

السؤال

السلام عليكم.

الله يجزاك خيرا، دكتور ساعدني، أنا لدي رهاب اجتماعي من بعض الناس، تقريبا 65% ذهبت لدكتور وأعطاني دواء بارو كسات 30 ملجم، والسؤال هو:

هل هذا الدواء مفيد للرهاب؟ وإذا استعملته وتوقفت عنه هل له أعراض انسحابية؟ وهل يسبب لي أمراضا أخرى؟ علما بأنني لم أستخدم أي دواء نفسي من قبل -والله الحمد- وهل سيخلصني من الرهاب نهائيا؟ هل الجلسات مفيدة وتعطي نتيجة؟ بماذا تنصحني؟

جزاك الله ألف خير، ورحم الله والديك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقبل أن أتحدث عن العلاج للرهاب الاجتماعي - وهو علاج مهم – يجب أن نوجهك لبعض الأشياء التي تعتبر مفيدة جدا في مواجهة الرهاب الاجتماعي.

من أهم الأشياء أن تحقر فكرة الخوف، وأن تنظر لنفسك نظرة متكاملة وبمصداقية، وأنك لست بأقل من الآخرين، والإخوة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يأتيهم شعور قوي جدا بالرجفة والرعشة أمام الآخرين والتلعثم في الكلام، هذا الشعور ليس كله صحيحا، أو ليس معظمه صحيحا، وأقصد بذلك أن المشاعر التي يعاني منها صاحب الرهاب الاجتماعي هي مشاعر خاصة به، مشاعر داخلية غير معلومة أو مكشوفة أو واضحة لمن حوله، فهذا يجب أن يكون مشجعا جدا للإنسان.

الرهاب الاجتماعي يعالج من خلال المواجهة وليس التجنب والابتعاد، من يتجنب ويبتعد يزداد رهابه، ومن يواجه يستطيع أن يهزم رهابه ويقضي عليه، وهنالك نوع من التجمعات المفيدة جدا، منها:

1- الحرص على التردد على المساجد، وأداء الصلاة في جماعة.
2- الحرص على مشاركة الناس مناسباتهم الاجتماعية، أفراح، وأتراح وغيرها.
3- صلة الرحم وبر الوالدين نوع من التواصل الاجتماعي المتميز جدا.
4- أن تمارس أي نشاط رياضي جماعي مع بعض أصدقائك وزملائك.
5- حضور حلقات العلم والمحاضرات ومراكز تحفيظ القرآن.

هذا كله - إن شاء الله تعالى – علاج، فكن حريصا على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت ذكرت أن الطبيب أعطاك دواء باروكسات، والباروكسات هو الزيروكسات، والذي يسمى علميا باسم (باروكستين) هو دواء من الأدوية الممتازة جدا للعلاج الرهاب الاجتماعي. أنت الآن ذكرت أنك تتناول ثلاثين مليجراما، وهذه جرعة كبيرة نسبيا إذا كانت هي جرعة البداية، لكنها قطعا جرعة سليمة، فإذا تحملتها كجرعة بداية هذا جيد، وأقول لك استمر عليها، وثلاثون مليجراما تعني أنك تتناول حبة ونصف يوميا، يجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر على الأقل، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة – أي عشرين مليجراما – يوميا لمدة شهرين مثلا، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن الدواء.

وإذا أعطاك الطبيب تعليمات أخرى أرجو أن تتبعها، لأن الأخ الطبيب الذي فحصك هو في موقف أفضل مني، حيث إنه قام بمعاينتك مباشرة.

الدواء هذا من الأدوية الجيدة والسليمة. التوقف التدريجي حسب الصورة التي ذكرناها والطريقة التي أوضحناها لن يؤدي - إن شاء الله تعالى – إلى أعراض انسحابية. هذا الدواء لا يسبب أي أمراض أخرى، من آثاره الجانبية الأخرى أنه ربما يزيد الشهية للطعام، مما يترتب عليه زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس، وهذا يمكن منعه من خلال التحكم في الغذاء وممارسة الرياضة، والدواء أيضا قد يؤخر قليلا القذف المنوي بالنسبة للمتزوجين من الرجال، لكنه لا يؤثر على هرمون الذكورة.

إذن أنت تتعامل مع دواء جيد، دواء سليم، دواء ممتاز، غير إدماني، آثاره الجانبية قليلة جدا، وإن شاء الله تعالى بحرصك على تناول الدواء والاستمرار في الإرشادات السلوكية سوف تجد أن الرهاب قد انتهى نهائيا بإذن الله تعالى.

بالنسبة للجلسات: أنا لا أعتقد أنك تعاني من مشكلة حقيقة، الجلسات تفيد إذا كانت هنالك صعوبات على النطاق الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي، مثل هذه الحالات يمكن للجلسات أن تكون مفيدة، أما إذا كان الموضوع خوفا اجتماعيا مباشرا فلا أعتقد أنها مهمة، لكن الجلسات السلوكية المباشرة مفيدة ومهمة أيضا لعلاج الرهاب الاجتماعي، فإن كان هنالك إمكانية لتقابل المختص لعمل جلستين أو ثلاثا فهذا جيد، والجلسات غالبا سوف تكون على نفس النهج التوجيهي الذي ذكرته لك في بداية الإجابة على رسالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونهنئك بشهر رمضان المبارك، وأعاننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عباده.

مواد ذات صلة

الاستشارات