القيء المستمر وكيفية علاجه

0 889

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أقدم شكري للقائمين على هذا الموقع, والمساهمين في حل مشاكل الشباب, جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 18 سنة, وزني 55 إلى 60 كلج, وطولي حوالي 170 سم, تأتيني حالة استفراغ مستمرة, فعندما أتناول الطعام بعد فترة أحس بالامتلاء, رغم أن ما أكلته يعد قليلا, وإذا أكلت كمية زائدة تحدث لي تقلصات شديدة في المعدة, وبعدها أستفرغ تماما.

والأكل يبلع بصعوبة, خاصة النشويات, كالرز, والخبز, والحلويات, وتحدث لي هذه الحالة أيضا عند الغضب, فعندما تحصل مشادة كلامية بيني وبين شخص أحس بهذه التقلصات, وبعدها أستفرغ, وتحدث لي عند الإثارة العاطفية كالحماس لموقف معين, أو التوتر بسبب توقع شيء معين.

حاولت مقاومة هذه التقلصات, فكنت أقاومها لفترة 20 دقيقة, خلالها أتنفس بصعوبة, وتزداد التقلصات, وفي النهاية لا بد أن أستفرغ, ويكون أشد مما إذا لم أقاومها.

قرأت عن مرض يدعى cyclic vomiting syndrome أو متلازمة القيء الدوري, ولا أعلم هل هذا ما عندي أم لا, رغم أن عندي كثيرا من أعراضها, مثل التقيؤ, وغالبا يكون في ساعات الصباح الباكر, وبسبب الإثارات العاطفية والغضب, ويأتي ويذهب على فترات, وعند الإحساس بزيادة الأكل يحدث استفراغ للمعدة.

سؤالي: ما تشخيصكم لهذه الحالة وكيف أعالجها؟ وكيف أتناول الطعام بصورة سليمة؟ لأن هذه الحالة أثرت على تناولي الطعام بصورة شديدة, فأصبت بفقدان شهية من جراء كثرة التقيؤ, وحموضة شديدة في المعدة, وترجيع للمرئ.

كيف يصبح وزني سليما (مع العلم أني شديد النحافة)؟ وهل هذه الحالة من الممكن أن تكون أثرت على طولي؟ وهل هناك أي فرصة لزيادة طولي أم لا؟

أخيرا: أنا كنت أتناول دواء "موسيجور" وهو فاتح شهية, وكانت هناك أيام يكون الأكل فيها طبيعيا, رغم مشكلة البلع فلا تزال مستمرة, خاصة عند أكل النشويات, ولكن بعد فترة يحصل الاستفراغ, إما بسبب الإحساس بالامتلاء, أو الغضب, أو الإثارة, وتعود الشهية مرة أخرى كما كانت.

هل هناك أدوية معينه تعالج هذه الحالة؟ وإذا كنت قررت أن أعمل منظارا فهل عملية المنظار تؤثر سلبا علي؟ رغم أني لم أتخذ أي إجراءات بشأنها عدا دواء الموسيجور.

أرجو الرد, لأن هذه الحالة أرقت نومي, وأريد أن تكون حياتي طبيعية.

وشكرا لكم مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

القيء لا يعتبر مرضا بحد ذاته, لكنه أعراض تشير لوجود مرض ما, وليس مرضا محددا, ويعرف الغثيان بأنه هو الإحساس بالرغبة في إفراغ المعدة, أما القيء فهو إفراغ المعدة الفعلي بما تحتويه من طعام وسوائل.

هناك عدة أسباب تؤدي إلى الغثيان والقيء تتلخص في الآتي:

إلتهابات المعدة وأشهرها جرثومة المعدة H pylori, وهي جرثومة تصيب المعدة وتؤدي إلى غثيان وحموضة زائدة وقيء, خصوصا مع أكل التوابل الحارة والتدخين, بالإضافة إلى قرحة المعدة, ومرض الجيرد GERD, وهو مرض ارتجاع عصارة المعدة إلى المرئ, وهذه الأمراض تحتاج إلى عمل منظار للمعدة للوصول إلى التشخيص السليم, ولكن يؤجل ذلك حسب الأسهل والأولويات.

وهناك أسباب مركزية بسبب إثارة المركز المسؤول عن القيء في المخ, مثل حالات الصداع النصفي, وبعض أمراض الأذن الداخلية, مثل مرض يسمى Meniere's disease, وترجع تسمية المرض بهذا الاسم إلى طبيب فرنسي يسمى مينيير Meniere. ويحدث المرض نتيجة زيادة ضغط السائل الموجود بالأذن الداخلية, مما يؤدي إلى اختلال التوازن والسمع مع القيء المتكرر.

ومن الأسباب المركزية أيضا ارتفاع الضغط داخل الرأس, وما يصاحب ذلك من صداع مزمن, وهذه تحتاج إلى تصوير رنين مغناطيسي.

وهناك الأمراض المزمنة, ولكن سنك يستبعد حدوث مثل تلك الأمراض, وكذلك أخذ الأدوية المسكنة المضادة للروماتزم والأسبرين بشكل دائم؛ ربما تؤدي إلى القيء المتكرر.

والأمر الأسهل الآن هو تحليل براز لمعرفة جرثومة H pylori, وأخذ العلاج الثلاثي الخاص بها إذا كانت نتيجة التحليل إيجابية, والابتعاد عن أكل الحار, والتدخين إذا كنت مدخنا, وأكل وجبات خفيفة ومتكررة, أي لا تشبع, ولا تجوع, خصوصا في إفطار رمضان, يجب أن تأكل وجبة خفيفة من الروب أو اللبن, وقطعة موز, ثم الصلاة, وتنتظر قليلا, ثم تكمل وجبتك؛ حتى لا يحدث قيء بعد الإفطار الكامل, وتفقد كل شيء, وعليك بالمتابعة مع طبيب أمراض باطنية.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات