الوسواس جعلني أنتف شعري مم أثر عليّ، فما الحل؟

0 381

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنني أعاني من الاضطرابات بشكل عام، مم أثر على نفسيتي، وقرارات حياتي لا أستطيع أخذ أي قرارا في حياتي، فاتتني فرص كثيرة نتيجة هذا الوسواس. وأنتف شعري دائما، مم أثر على عيني ورقبتي وشعري!

ماذا أفعل؟ أرجوكم دلوني وأنقذوني من هذا العذاب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

يبدو من سؤالك أن هناك أولا موضوع نتف الشعر المستمر، والثاني هو الوسواس، وربما كلاهما متعلقان ببعضهما، وهو ما تسميه بعض المراجع بهوس نتف الشعر، وهو عدم قدرة المصاب على التحكم في نزعه لشعر جسمه في مناطق معينة من جسمه كالرأس أو الحاجب أو اللحية عند الرجل.

وهو يصيب الجنسين، إلا أن من المعروف أنه أكثر حدوثا في النساء منه في الرجال. ويميل غالبية المصابين إلى السرية وعدم البوح بمثل هذه الأعراض.

وهو عبارة عن سلوك وسواسي قهري، أي أن المصاب يفعله استجابة لرغبة ملحة داخلية في النتف الذي يكون مصحوبا بما يشبه الشعور باللذة، والغالب أن يتلو هذا النتف شعوره بالندم ولوم الذات، لفعله هذا.

عندما يضطر المريض لفعل النتف استجابة لشعور متعاظم بالضيق يتخلص منه المريض بالنتف، وهذا النتف للشعر يماثل الفعل الوسواسي القهري، محاولا المصاب التخلص من الضيق الداخلي الذي يشعر به، وقد تقوم المصابة بهذا الوسواس بكثرة العبث في شعرها، وقد تراودها فكرة أن شعرة أو أكثر غير مستقيمة أو أنها خشنة، فلا تستطيع الخلاص من إلحاح الرغبة في نزعها إلا بأن تنتف هذه الشعرات.

يكاد يكون سلوك النتف سلوكا تلقائيا عند البعض فلا نسمع منهم أكثر من أنهم يفعلون ذلك دون انتباه كامل أثناء انشغالهم بالتركيز في أي عمل أو نشاط، فلا هم يستمتعون بعملية النتف نفسها كما في الحالات الاندفاعية، وهم يشعرون بضيق شديد لا يخلصهم منه سوى النتف كما في الحالات القهرية، بل نجد من تكاد لا تدري بفعل النتف أثناء فعلها له.

وقد يحدث النتف التلقائي في حالات الانهماك الذهني في موضوع آخر كمشاهدة التلفاز أو المذاكرة أو تصفح الإنترنت، ويكون المصاب شارد الذهن. وقد يشعر المصاب بشعور لذيذ غالبا أثناءه أو بالشعور بالخلاص من الضيق.

وعندما تحدث هذه الحالة في مرحلة الطفولة المبكرة وقبل سن الخامسة، فتكون الحالة محدودة والعلاج غير ضروري، بينما عند البالغين قد يكون هوس نتف الشعر ثانوي كامن وراء بعض الاضطرابات النفسية، وتكون العوارض في هذه الحالة طويلة الأجل، أو قد يحدث بمفرده ومن دون أن ترافقه مع أي اضطرابات أخرى.

ويؤدي اضطراب نتف الشعر إلى حدوث فقدان واضح في الشعر، نتيجة لفشل متكرر في مقاومة دافع للنتف.

وأما عن العلاج فيكون في كثير من الحالات عن طريق تجنب التوتر والقلق والأعمال التي يشعر من خلالها المصاب أنه تخلص من الضغط النفسي، والعمل على القيام بالأنشطة التي تبعث على الاسترخاء والراحة النفسية كالرياضة والتنزه وسماع ما يهدئ.

وفي بعض الحالات المرضية المتقدمة يحتاج المصاب إلى علاج نفسي، وقد يتطلب أحيانا علاجا دوائيا كأحد مضادات الاكتئاب، والذي يخفف من شدة الشعور بالرغبة بالسلوك، أو في تخفيف الاكتئاب الذي قد ينجم عن مشكلة نتف الشعر.

وأنا أنصحك بمراجعة طبيب نفسي قريب منك.

وقد وجد الأشخاص الذين يعانون من هوس نتف الشعر أن جماعات الدعم التي تجمع بعض من عنده الوسواس القهري، أنها ساعدتهم على العيش والتغلب على هذا السلوك القهري.

عافاك الله من هذا الوسواس، وخفف عنك.

مواد ذات صلة

الاستشارات