السؤال
السلام عليكم
أنا صاحبة الاستشارات السابقة عن فقدان الشهية العصبي.
دكتور: أنا ذهب إلى طبيب آخر وأخبرني أني أعاني من اكتئاب واضطراب بالأكل وقلق، لكن عندما أخبرته عن الشعور بالاضطهاد والأفكار البارنوية قال: لا داعي لأخذ أحد مضادات الذهان، فقط أعطاني مضاد اكتئاب ( wellbutrin )، لكنه أوقفه بعد شهر؛ لأنه سبب لي رعشة باليدين وخفقان بالقلب.
أنا الآن فقط أتناول بروزاك 60 ملجرام، وتأثيره على الانوريكسيا كان ناجحا، لكن لا أقول 100 %، فأنا أحيانا أعاني من هذا المرض وأقوم بإنقاص وزني وتقليل الأكل، بصراحة البروزاك كان لأول 3 أشهر تأثيره قويا علي تحسين المزاج، الشهية المفتوحة، انتظام الدورة، لكن الآن لم يعد تأثيره كما كان سابقا، كذلك أنا أرفض تناول أي دواء نفسي إذا كان يزيد الوزن، ولذلك ترى الطبيب أعطاني ويلبيوترن، كذلك عند الذهاب إلى الطبيب يجب أن أقيس وزني في كل مرة، فأنا أرفض ذلك تماما، الآن أعاني من كآبة وأفكار انتحارية، فأنا أريد الموت ولا أريد هذه الحياة التعيسة.
كذلك الطبيب ركز على جلسات العلاج النفسي والتي يجب أن تكون مرة بالأسبوع على الأقل وليست على فترات متباعدة، الآن لا أدري ماذا أفعل؟ فبعد انقطاعي عن الويلبيوترن لم يعطني الطبيب دواء آخر، وأنا حزينة كثيرا، الآن كذلك أخبرني أنه إذا بدأت أعراض الإغماء لدي أو الدوخة أو انقطاع الدورة سوف يدخلني المستشفى ويضعون لي أنبوب تغذية من الأنف، وبصراحة خفت كثيرا ولا أريد أن يحدث لي هذا، مع العلم أن دورتي غير منتظمة، ولم تنتظم إلا في أول 3 أشهر من تناولي للدواء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولا: لا بد أن نتفق جميعا أن علاج اضطراب الشهية العصبي إذا كان مصحوبا بالاكتئاب أو عدمه يفضل أن يكون تحت الرعاية الطبية النفسية المباشرة، والجلسات الأسبوعية لا شك أن مردودها العلاجي فاعل وممتاز جدا.
وبالنسبة لك: الحرص على التغيير المعرفي حول أهمية الوزن الصحيح، وأن تتقبلي جسدك، وأن تحرصي تماما في موضوع الأكل، وهنالك الأفعال المريبة التي تكون مرتبطة في بعض الأحيان بعلة الانوريكسيا منها: تكثيف التمارين الرياضية، تناول المسهلات ومدرات البول، وشيء من هذا القبيل، هذا لا شك أنه يأتي تحت السلوك المضطرب، وأنت - والحمد لله - تعالى بعيدة تماما عن مثل هذا المسلك.
الشعور والتفكير في موضوع الانتحار لا شك أنه أمر مؤسف ومؤلم جدا، ونحن لا نريد لك هذا، وإن شاء الله تعالى في نفحات هذا الشهر المبارك – شهر رمضان الكريم – ينعم الله عليك بالصحة وقبول ذاتك وطرد هذا الفكر.
وجود هذه الأفكار تحت التواصل مع الطبيب، وتناول العلاجات والإرشادات سوف يغير كثيرا من مزاجك، وتجدي أن الحياة أفضل.
ما ذكره لك الطبيب أنه إذا لم تتحسني سوف يدخلك للمستشفى ويضع أنبوبا للتغذية؟ هذا يحدث في بعض الحالات الانوريكسيا الشديدة، لكن - إن شاء الله تعالى – الأمور بالنسبة لك لن تصل إلى هذا المستوى؛ فأنت إنسانة واعية وحريصة على العلاج.
الأدوية: لا شك أن عقار بروزاك جيد، وشعورك بأن فعاليته قد قلت، هذا يجب ألا يجعلك تتوقفين عن الدواء، هو دواء فعال جدا، ويحتاج أن تتناوليه على المدى الطويل، والتذبذب في مستوى التحسن والمنفعة من العلاج هذا معروف، لكن في نهاية الأمر - إن شاء الله تعالى – تصب الأمور في مصلحتك تماما ويكون التحسن واضح.
اضطراب الدورة الشهرية هو جزء أصيل من فقدان الشهية العصبي، لكن الحمد لله تعالى أنت تأتيك الدورة لكنها غير منتظمة، وهذا مؤشر نحو التحسن، وسوف تنتظم - إن شاء الله تعالى -.
أرجو أن تصرفي انتباهك عن هذه العلة، وذلك بأن تقومي بعمل أشياء مفيدة على نطاق الأسرة، التواصل الاجتماعي، التركيز على الدراسة، ويجب أن تحددي أن هدفك هو الوزن الطبيعي بالنسبة لك، هذا مهم جدا. أنا أعرف أن عملية الوزن تضايقك، ربما يكون لديك أيضا إشكالية مع الملابس، لكن من المهم جدا أن تتبعي إرشاد الطبيب لك لأنه سوف يفيدك في نهاية الأمر، ولا بد أن يكون هناك وزن مستهدف وتوضع له الآليات التي توصلك إلى ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.