وسواس النظر للعورات..كيف أتخلص منه؟

0 514

السؤال

السلام عليكم.

شهر مبارك عليكم، اللهم اجعلنا وإياكم من صوامه وقوامه، وبعد:

بعد أن مر علي موقف مع أعز أصدقائي وهو النظر إلى عضوه التناسلي بعد أن كنت سارحا خفت أن يحكم علي بأني شاذا جنسيا ارتبطت مع هذه الفكرة كثيرا منذ ما يقارب أربعة أعوام، وأصبحت أفكر فيها دوما حتى أصبت بهذا الوسواس حيث أني أنظر لكل العورات بشكل غير إرادي رجلا كان أو امرأة صغيرا أو كبيرا.

استخدمت الكثير من الأدوية حتى كدت أن أموت، واستخدمت الجلسات الكهربائية لكنها لم تفد أيضا، أنا الآن شبه منعزل عن المجتمع ومكتئب ويائس، فضلا عن وضعي اجتماعيا، فقد فقدت الكثير من الأصدقاء والأقارب الذي حكموا علي بأني شاذ جنسيا، وأنا لا ألومهم.

ورجاء منكم إن كان ستذكرون لي أنني شاذ فاحتفظوا بهذه الإجابة لديكم .. مع العلم أنني أستخدم البروزاك والديباكين كمحسن للمزاج.

سؤالي: ما هي الطريقة للتخلص من كل هذا؟ وهل مر عليكم مثل هذا النوع من المرض؟ وإن كانت الإجابة بنعم هل شفيت هذه الحالات؟

سؤال أخير: أنا أريد أن أستخدم الإفكسر فما رأيكم؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن لا يمكن أن نتهمك بالشذوذ، أو فعل الفاحشة، أنت رجل واضح وصريح وذكرت أنك بالفعل لديك علة النظر إلى العورات، وفيها جانب وسواسي لا شك في ذلك، لكن هناك جانب أيضا في هذا الموضوع يمكن أن نسميه (التساهل مع الذات).

تساهلك مع نفسك أيضا يقوي هذه الوساوس، فيجب أن تكون صارما مع نفسك، وتقبح هذا الأمر تقبيحا شديدا، وحاول من الناحية الفكرية أن تربطه بعواطف محزنة ومؤلمة على النفس، مثلا تأمل أنك تنظر لهذه العورات وتذكر ضمة القبر، تذكر هذا الأمر بتأمل وتدبر واربطه بهذا الوسواس، وضع أمامك أيضا منظرا تخيلي – مثلا – كأن نارا ملتهبة يحترق فيها أناس، اربط ما بين هذا التفكير الخيالي ووسواسك.

والجأ أيضا إلى التطبيقات العملية مثل التطبيق التنفيري البسيط والذي يقوم على أن تضع الرابط المطاطي الذي يربط به الأوراق المالية، ضعها في يدك – في الرسغ – وتأمل في نوعية هذه الوساوس التي تعاني منها، ويفضل أن تكتبها، واحدة تلو الأخرى، وقم بالتفكير في أول هذه الوساوس، وقم بجذب الرباط المطاطي ثم أطلقه بقوة لتحس بألم شديد من جراء ذلك.

هذا التمرين يكرر عشر مرات متتالية مع كل فكرة وسواسية، بمعدل مرتين في اليوم، إذا أخذته بجدية كاملة فسوف ينفعك كثيرا -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لاستخدام الدواء: أنا أرى أن دواء بروزاك مناسب جدا للفكر الوسواسي - خاصة من هذا النوع – والجرعة يجب ألا تقل عن أربعين مليجرام، والدباكين لا شك أنه من محسنات المزاج الطيبة، ربما تحتاج لإضافة دواء آخر بسيط، هنالك دواء يعرف باسم (بموزايت) قد يفيدك، وأنت تحتاج لهذا الدواء بجرعة اثنين مليجرام يوميا، ويمكن أن يكون أيضا عقار رزبريادون بديلا له إذا لم تتحصل على البموزايت، لكني أريدك حقيقة ألا تبدأ في هذه الإضافات الدوائية إلا من خلال التشاور مع طبيبك.

إذن أفضل طرق التخلص هي: تحقير الفكرة معرفيا وفكريا، وتطبيق التمارين السلوكية التي ذكرناها، وأن تكون صارما مع نفسك، وتفضحها، تفضحها لنفسها، أن تقبح هذا الفعل، أن تقبح هذا السلوك تقبيحا شديدا، ولا تجعله جزء منك أبدا، ولا تتساهل مع نفسك.

سؤالك هل مرت علينا مثل هذه الحالات؟ نعم مرت علينا مثل هذه الحالات أو حالات مشابهة لها، والذين التزموا بالتعليمات العلاجية وكانت لهم وعندهم إرادة التحسن لا شك أنه قد استشفوا من هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات